الاربعاء 22 فبراير 2017 16:50 م بتوقيت القدس
بعد فشلها في التغطية على روايتها لمقتل الشهيد يعقوب أبو القيعان، باعتباره "إرهابيا نفّذ عملية على خلفية قومية" يبدو ان المؤسسة الإسرائيلية بصدد التراجع خطوة إلى الوراء في الرواية، كما أعلنت اليوم وسائل الاعلام العبرية، في أن وحدة التحقيقات مع أفراد الشرطة "ماحش" ستصدر بيانا تقول فيه "ان الواقعة التي قتل فيها مواطن وشرطي في أم الحيران لم تكن عملية موجهة ضد المؤسسة الإسرائيلية"!!
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر في جهات التحقيق بالملف، وصولهم إلى نتائج مفادها أن الشهيد أبو القيعان، لم يخطط لدهس الشرطي ايرز ليفي، الذي قتل خلال أحداث أم الحيران، عندما صدمته سيارة الشهيد، وفق تحقيقات الشرطة.
وقالت مصادر قضائية لـلصحيفة إن نتائج التحقيق "غير جيدة للشرطة" التي سارعت بعد مقتل "أبو القيعان" إلى اعتباره "مخربا يريد دهس أفراد الشرطة من منطلقات قومية".
وبحسب تفاصيل التحقيق، فإن سرعة سيارة الشهيد يعقوب أبو القيعان لم تتجاوز الـ 20كلم في الساعة طوال مساره منذ انطلق في سيارته إلى أن تم استهدافه، وتشير هذه السرعة، بحسب مختصين، وبناء على حوادث سابقة، إلى نتيجة مفادها أن من يريد تنفيذ عملية دهس لا يسير بسرعة بطيئة بهذا الشكل، لا سيما أن بإمكانه زيادة السرعة كثيرا بسبب بعد المسافة عن الهدف المراد دهسه.
كما يستدل من نتائج التحقيق أن رصاصات الغدر التي استهدفت الشهيد يعقوب، كانت من مسافة بعيدة، وهذا لا يمكّن الشرطي القاتل، بأي حال من الاحوال التنبؤ بنوايا "أبو القيعان"، كما تظهر النتائج تناقضا في شهادات أفراد الشرطة والضباط مكان الواقعة، حول المكان الذي انطلقت منه سيارة الشهيد أو المكان الذي طلبت منه الشرطة التوقف فيه، وعدم المضي في سيارته، كما تم تكذيب رواية الشرطة القائلة أن الشهيد أطفأ أضواء سيارته خلال تقدمه نحو أفراد الشرطة، وهذا تم تكذيبه من خلال فيديو مسرب عن الواقعة.
وبحسب صحيفة "هآرتس" فإن التحقيقات، تبحث في الادعاءات التي قالت إن الطواقم الطبية تأخرت من الوصول إلى الشهيد، وأن الشرطة في مكان الحدث منعت الطواقم الطبية من الوصول إليه، وكان بالإمكان انقاذ حياته.
يشار إلى وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان، ظهر "مؤدبا" في تصريحاته المعادية للعرب دائما، وتطرق أمس الثلاثاء، إلى ما حدث في أم الحيران، باعتباره حادث أدى إلى مقتل شرطي ومواطن، وقال إنه حدث مؤسف، في إشارة واضحة إلى اطلاعه، كما يبدو، على نتائج التحقيق الذي يظهر ان شرطته قامت بقتل الشهيد يعقوب أبو القيعان بدم بارد.
وكان أردان ومعه القائد العام للشرطة والناطقة بلسان الشرطة، قد هاجموا الشهيد أبو القيعان بعد الواقعة ووجهوا له اتهامات واضحة بكونه "مخربا" أراد قتل "اليهود"!!