هل كان "رأفت الهجّان أو "رفعت الجمّال" عميلا مزدوجا للمخابرات الإسرائيلية والمصرية، الأمر الذي يبدّد كافة الروايات والأساطير" التي نسجتها حوله السلطات المصرية، ويجعل المسلسل المشهور "رأفت الهجّان" مجرد دراما متخيلة، لا تمت للواقع بصلة، حول جاسوس مصري في تل أبيب!!

الخميس الأخير، نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، تقريرا عن رجل مخابرات إسرائيلي، قتل قبل نحو أسبوعين، عن 91 عاما، في حادث طرق، ثم كشفت وسائل الاعلام العبرية لاحقا، أن القتيل ما هو إلا مردخاي شارون (موطكاه)، أحد قدامى رجال المخابرات الإسرائيلية، وذكرت الصحيفة أن الرجل كان ضالعا في تجنيد "الجواسيس العرب" في الضفة والقطاع والداخل الفلسطيني وعن قتل أحد ضباط المخابرات المصرية في الخمسينات بقطاع غزة، ويدعى مصطفى حافظ.

وقالت "هآرتس" إن شارون ولد لأبوين قدما إلى البلاد من ليتوانيا في العشرينيات من القرن الماضي، وإنه من مؤسسي مدينة "هرتسليا" المقامة على أرض بلدة "الحرم" (سيدنا علي) الفلسطينية.

وبحسب الصحيفة، انتمى شارون إلى جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) بعد عام 48، زمن النكبة الفلسطينية، وعمل في الجهاز لمدة 25 عاما، وأشرف خلالها على تجنيد ضعاف النفوس والجبناء من العرب للعمل كجواسيس، وكان متخفيا بأسماء مستعارة مثل "أبو رياض" و "أبو مراد"، وتحدث العربية بطلاقة.

وزعمت الصحيفة أن شارون اشترك في عملية عسكرية وأمنية، تم خلالها اغتيال الكولنيل المصري مصطفى حافظ، قائد وحدة الاستخبارات في قطاع غزة بالخمسينيات من القرن الماضي وكان مسؤول عن ارسال الفدائيين إلى العمق الفلسطيني.

وبحسب "هآرتس" فإن أحد أهم إنجازات شارون في جهاز المخابرات، كانت تجنيده لعميل مزدوج مصري، يدعى رفعت الجمّال، دخل إلى البلاد مبعوثا من المخابرات المصرية باسم يهودي هو "جاك بيطون"، وتم تشغيله ضد المصريين بعد أن قبض عليه واعترف بهويته الحقيقية وأنه رجل مخابرات مصري.

وزعمت "هآرتس" أن مردخاي شارون، كان يستمع مع العميل المزدوج "رفعت الجمّال" إلى الأوامر التي يتلقاها من المخابرات المصرية، داخل مزرعة دجاج تابعة لوالد زوجة شارون في "هرتسليا".

وبحسب الصحيفة، فإن شارون قال لصحيفة "معاريف" قبل نحو عامين، أنه "وبهدف التحايل على المخابرات المصرية وزيادة ثقتها بجاك بيطون "الجمّال"، قام باطلاعه على موعد شن الحرب عام 56 على مصر (العدوان الثلاثي)، وأن بيطون أرسل للمصريين موعد الحرب قبل يوم أو يومين فقط، كي لا يكون بإمكانهم الاستعداد والقيام بالإجراءات المناسبة وبما يخطر العملية العسكرية".

كما تحدث شارون في مقابلاته للإعلام العبري، أنه زوّد بيطون "الجمال" بالكثير من المعلومات الكاذبة عن التحركات و النوايا الإسرائيلية تجاه مصر، ومنها أنها لن تهاجم في أي حرب قادمة سلاح الجو المصري، وأنها ستكتفي بالهجوم البري (في حرب 67 بدأ الجيش الإسرائيلي حربه على مصر بمهاجمة المطارات المصرية والطائرات وهي في المدارج).

الكلمات الدلالية : بحسب, صحيفة, رأفت, الهجّان, كان, عميلا, مزدوجا!,