يحاول الاحتلال بشتى الطرق والوسائل إظهار مدينة القدس وكأنها عاصمته الموحدة بشطريها الذي احتل عام 1948 والاخر الذي احتل عام 1967, فهو لا يكل ولا يمل في إقامة المشاريع التهويدية الرابطة بين الشطرين سواء بخطوط المواصلات وشق الطرق وإقامة المستوطنات.

ومن المشاريع التي يدأب الاحتلال كل عام على إقامتها من أجل تأكيد سيطرته على مدينة القدس وأنها بكامل مستحتها عاصمة دولته، ما يسمى بـ "ماراثون القدس العالمي" والذي تقيمه البلدية الاسرائيلية في القدس وتستقطب خلاله آلاف السواح من أجل تحقيق أجندتها التهويدية.

فللسنة السابعة على التوالي أقامت بلدية الاحتلال، اليوم الجمعة، ماراثونها التهويدي في مدينة القدس بمشاركة 30 ألف سائح من مختلف دول العالم بالإضافة إلى الآلاف من المستوطنين، اذ ينطلقون في عدة مسارات للركض تنطلق غالبيتها من غرب المدينة وتلتف حول سور القدس بمسافات متعددة حيث تبيلغ مسافة أطول مسار إلك 42 كم بينما تصل مسافة أقصر مسار 5 كم.

وبحسب تصريحات لرئيس بلدية الاحتلال في القدس "نير بركات" فإن هذه الفعالية الرياضية، تعود بالفائدة على القدس وبلديتها على المستوى السياسي والثقافي والسياحي والاقتصادي، وأن مجمل مدخلات البلدية منها يصل الى نحو 14 مليون شيقل، ستستثمر في مشاريع حيوية لرفاهية المدينة، ومن بين أهم وارداتها هو حجز نحو 5000 غرفة فندقية في فنادق غربي القدس، عشية ويوم تنظيم الفعالية.

المختص بشؤون القدس والأقصى جمال عمرو قال لـ "ديلي 48": إن الاحتلال يستميت خلال اقامته لما يسمى ماراثون القدس العالمي لإظهار أن القدس مدينة مستقرة وموحدة ومتحضرة، منا ويخاول اضفاء صورة شرعية لوجودة في مدينة القدس فهو يظهرها على أنها عاصمته الموحدة المندمجة والخالية من الفواصل بين المستوطنين والمقدسيين.

وأوضح "لو انحرف المشاركون في الماراثون عن مسارهم الذي أعدته بلدية الاحتلال لاكتشفوا حقيقة القمع والارهاب الذي تمارسه سلطات الاحتلال مع المقدسيين، ولاكتشفوا حجم العنصرية في تقديم الخدمات بين المناطق العربية والمناطق الاسرائيلية".

وبين عمرو أن الاحتلال هدف من إقامة الماراثونن  تمرير معلومات للمشاركين بأن القدس مدينة مقدسة لليهود منذ ثلاث آلاف سنة، اذ يتيحون للمتسابقين رؤية الآثار اليهودية خلال مشاركاتهم في المسابقة، من خلال مرورها عند أسوار القدس القديمة وأبوابها، ومناطق مطلة عليها، على أنها من الآثار اليهودية العريقة.

وعن تنظيم بعض الإسرائيليين اليساريين وقفة احتجاجية ضد المرثون التي تقيمه بلدية الاحتلال اعتراضا منهم على احتلال الجزء الشرقي من مدينة القدس، قال عمرو إن الاحتلال لطالما وزع أدواره فهدف المجموعات اليسارية الإسرائيلية لا يخرج من اطار إظهار أن الاحتلال دولة ديموقراطية وتتيح للجميع بالتعبير عن رأيهم.

مبينا أن لو الاحتلال فعلا يعارض احتلال القدس "الشرقية" لكانت المشاركة في الوقفة الاحتجاجية حصدت مشاركة كبيرة ولم تقتصر على مشاركة بضعة أفراد لا يتعدى عددهم أصابع اليدين.

كما ونظم مجموعة من المقدسيين وقفة احتجاجية اطلقوا عليها مرثون القدس السادس لمناهضة الماراثون الذي تنظمه بلدية الاحتلال في القدس، وبين أحد المشاركين في الوقفة محمد أبو الحمص لـ "ديلي 48": أنهم ينظمون وقفة احتجاجية كل عام بالقرب من مسار الماراثون التهويدي ليوصلوا رسالة للعالم أن القدس مدينة محتلة ويعاني سكانها من ظلم الاحتلال.

وأكد أنهم من خلال وقفتهم يؤكدون أن مدينة القدس لن تكون في أي يوم عاصمة موحدة لإسرائيل.

وأغلقت شرطة الاحتلال العديد من الشوارع الرئيسية والفرعية التي حولت إلى مسارات للركض مما تسبب باعاقة وصول المئات من المقدسيين إلى أشغالهم وإلى مدينة القدس القديمة وإلى المسجد الأقصى.

الكلمات الدلالية : ماراثون, القدس, العالمي.., مشروع, تهويدي, بامتياز,