الاحد 26 مارس 2017 20:06 م بتوقيت القدس
تواصل السلطات الإسرائيلية اعتقال الدكتور حكمت نعامنه من عرابة، منذ ما يقارب الستّة أشهر، وقد اعتقل مع ثلاثة آخرين في ملف بات يعرف بـ "عشاق الأقصى".
ويتعرض الأسير حكمت نعامنه (36 عاما) لتضييقات عدة تمارسها بحقه إدارة السّجون الإسرائيلية، من حيث تقليص مواعيد زيارات أهله واحتضان أطفاله وغيرها من التضييفات.
السيدة ياسمين عواودة، زوج الدكتور حكمت ذكرت أن زوجها لم يحظ باحتضان ابنه محمد (10 أشهر) غير مرتين فقط خلال 6 أشهر من الاعتقال وتنقله بين سجّني مجدو وجلبوع، كذلك الأمر لطفلتيه شيماء وملك (9 و8 سنوات).
وفي مشهد مؤثر حصل خلال الزيارة الأخيرة للأسير حكمت في معتقله في سّجن جلبوع تقول السيدة عواودة لـ "ديلي 48": "سمحت إدارة السّجون لطفلي محمد وملك بالدخول إلى والدهم واحتضانه، وأبقت على شيماء في الخارج من وراء الزجاج بحجة أن عمرها يزيد عن المسموح، الأمر الذي سبب لها حزنا شديدا وانهمرت دموعها أمام والدها الذي كان يشاهدها من وراء الزجاج".
وأشارت نعامنه إلى أن أول الكلمات التي نطقت بها ابنتهما ملك عندما تحدثت مع والدها عبر الهاتف ومن خلف الزجاج "كيف حالك يا أسد"، بينما كتبت الطفلة شيماء رسالة إلى والدها "أنت لا تعرف ماذا يعني ألا يدق الباب كل يوم"، وتقصد بذلك أن لا يأتي والدها إلى البيت وتحتضنه مع أخويها كعادتهم قبل الاعتقال، خصوصا أن شيماء وملك ومحمد متعلقين بوالدهم جدا.
وتابعت زوجة الأسير نعامنه قائلةً: "رغم حقنا القانوني الذي يسمح لنا كعائلة المعتقل والموقوف بزيارته أربع مرات بالشهر، إلا أن سلطات السّجون لا تسمح لنا إلا مرتين فقط، هذا عدا أنها كانت لا تسمح إلا مرّة واحدة بزيارته في الشهر في بداية الاعتقال والتوقيف، وعدا عن إلغاء الزيارة دون تعويضها إذا صادفت مناسبة أو عيد لليهود"، مشيرة إلى أن المحامي الموكل بالدفاع عنه قدّم شكوى للمحكمة بهذا الخصوص ولم ترد عليه حتى الآن.
و اعتبرت السيدة ياسمين أن هذه الأساليب العقابية التي تمارسها سلطات السّجون بحق زوجها الدكتور حكمت تهدف إلى " الضغط النفسي علينا كعائلة وعلى حكمت كزوج ووالد، وكأنها تريد أن تقول له هؤلاء أطفالك ولا تستطيع أن تحتضنهم متى تشاء".
وإلى جانب هذه التضييقات ما زالت سلطات السّجون تمنع إدخال الصحف المحلية وكتب الطب الدراسية التي يتعلم بها الدكتور حكمت في جامعة حيفا من أجل الحصول على لقب ثاني في إدارة المستشفيات والمراكز الطبية.
وأكّدت عواودة أن ملف اعتقال زوجها تديره أجهزة المخابرات وليس القانون ولا المحاكم، وتضيف: "كنت أعتقد أن العدل موجود في المحاكم ولو بنسبة قليلة أما اليوم وبعد مرور ما يقارب من ستة أشهر على اعتقال زوجي حكمت ومن خلال ما رأيته في جلسات المحاكم أقول وبدون تردد أن هذا الملف يدار من قبل أجهزة المخابرات وليس من القاضي".
ورغم هذه المعاناة فإن العائلة تتمتع بمعنويات عالية وبشعور بالفخر والاعتزاز بابنها الدكتور حكمت لأنه "يدفع ثمن مواقفه ونشاطه في خدمة المسجد الأقصى"، وتشير ياسمين عواودة إلى أن طفلتيها شيماء وملك زارتا المسجد الأقصى عدة مرات بغياب والدهما ودعوا له ولجميع الأسرى بالتحرير القريب من السّجون.
وأكّدت أن ملك وشيماء رغم صغر سنهما إلا أنهما لديهما الوعي والإدراك لما جرى مع والدهما والخلفية التي اعتقل لأجلها، "لكنهم يبقون أطفالا يحتاجون إلى والدهم، ونحن نعرف أن حكمت على الحق وسيظهر هذا الحق قريبا لكنها مسألة وقت". تقول.
واختتمت ياسمين عواودة حديثها مع "ديلي 48" قائلةً: "حكمت هو كل شيء عند أهله، حياتنا مستمرة والحمد لله، ولكن لا يمكن إلا أن نشعر كل لحظة بحجم الفراغ الذي تركه بيننا، يوم الجمعة نشعر بالحسرة لأننا اعتدنا كعائلة أن نجلس سويا، حكمت بالنسبة لوالديه كل شيء فهو الابن والصديق والمستشار والأخ الكبير وصاحب القلب الكبير والحنون يحبه الجميع وخاصة الصغار".
وكانت السلطات الإسرائيلية اعتقلت الدكتور حكمت نعامنه والحاج إسماعيل اللهواني من عرابة وعبد الكريم كرّيم ن كفركنا ويحيى سوطري من الناصرة في نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، بتهمة تنظيم حافلات من الداخل الفلسطيني إلى المسجد الأقصى والرباط في ساحاته.
وقد أفرجت المحكمة المركزية في مدينة الناصرة عن ثلاثة من معتقلي "عشاق الأقصى" منتصف شهر شباط /فبراير الماضي وحولتهم إلى الحبس المنزلي في أماكن بعيدة عن بيوتهم، فيما لا تزال تبقي على الدكتور حكمت نعامنه بالمعتقل وتفرض عليه إجراءات أمنية مشددة.
يذكر أن الدكتور حكمت نعامنه أنهى تعليمه خارج البلاد في ملدوفيا سنة 2006، وعمل بعدها بالتجارة الحرة، ومن ثم مديرا لمؤسسة عمارة الأقصى التي كانت ترعى مشاريع عدة تخدم المسجد الأقصى وأبرزها مشروع مصاطب العلم، وبعدها عمل مديرا لمؤسسة كيوبرس الإعلامية المختصة بشؤون القدس والأقصى قبل الحظر.