الثلاثاء 28 مارس 2017 14:13 م بتوقيت القدس
قضت محكمة الصلح في الناصرة، صباح اليوم الثلاثاء، بتمديد اعتقال القيادي في الداخل الفلسطيني فراس عمري، عضو لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا، لمدة 6 أيام (يوم الاثنين القادم)، بعد التمديد الأول لمدة 6 أيام فور اعتقاله فجر الاربعاء الماضي، من منزله في قرية صندلة، واقتحام قوات شرطية كبيرة للمنزل وتكسير محتوياته بحجة التفتيش.
وأفاد طاقم الدفاع عن عمري، أنه بصدد التوجه إلى المحكمة المركزية للاستئناف ضد قرار منع محامي عمري من اللقاء معه حتى هذه اللحظة، للوقوف على حيثيات التحقيق معه والشبهات التي يدار من خلالها ملف اعتقاله.
وشهدت قاعة المحكمة حضورا واسعا لقيادات من الداخل الفلسطيني والعديد من النشطاء من مختلف الأحزاب والحركات، إلى جانب العديد من أقارب عمري.
وندّد عدد من قيادات الداخل في حديث إلى "ديلي 48" باعتقال عمري، باعتباره يندرج في إطار الملاحقات السياسية التي تقوم بها المؤسسة الإسرائيلية ضد نشطاء من الداخل الفلسطيني وتحديدا الناشطين الإسلاميين.
وقال الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات، في حديث إلى "ديلي 48": إن فراس عمري عضو لجنة الحريات وهو ناشط مميز فيها، ادى دوره بتفان في خدمة قضايا الاسرى والمعتقلين، جاء دوره مرة ثانية ليكون في دائرة الاستهداف الاسرائيلية، ان يعاقب فراس على نشاطه في خدمة الاسرى هذا لا يعيبه، هذا شرف له، هذا يعيب الظالم من يريد منا ان تتبلد مشاعرنا دون أن نقف إلى جانب أسرانا ومعتقلينا واهاليهم واطفالهم ونسائهم، هذا كل ما يعمله فراس العمري، لكن يبدو اننا في واقع جديد من خلاله أصبح كل انسان منا مستهدف لمجرد انتمائه لهوية هذا الوطن وهذا الشعب، لن يضير فراس انه اعتقل دفاعا عن الأسرى والمعتقلين، لن يضيرنا أن نقف مع فراس والاسرى والمعتقلين من أبناء شعبنا".
وأضاف: "المؤسسة الإسرائيلية تتغول إلى أبعد الحدود، صلفها غير مسبوق، يبدو أن الظرف الإقليمي والظرف الدولي كله مواتي من اجل الامعان في هذا الصلف وهذا التغول، نقول لفراس نحن اخوانك سواء كنا في لجنة الحريات او كنا في هذا الشعب، الذي حتما لن ينسى للصادقين والشرفاء أدوارهم، وبالتالي سيقف وسنقف مع فراس ومع كل أسرانا".
وفي حديث مع قدري أبو واصل، عضو لجنة الحريات، وصف عملية اعتقال فراس بالهمجية وانها استمرار لعملية الملاحقة السياسية لقيادات ونشطاء الداخل الفلسطيني، وقال: "فراس يمارس عمله في إطار لجنة الحريات، وهم لا يريدون له هذا الدور، لا يريدون ان يساند شعبنا أسراه، وعملية منع المحامين من لقائه هي ايضا اجراء تعسفي تعكس العقلية الاسرائيلية، كل هذه الممارسات لن تمنع شعبنا عن ممارسة حقوقه ودعم حقوق الاسرى ورفع صوتهم".
القيادي عبد الحكيم مفيد، عضو لجنة المتابعة العليا، قال إن اعتقال فراس كأحد الناشطين المركزيين في متابعة شؤون الأسرى، يشكل حلقة من حلقات استهداف أبناء الداخل الفلسطيني وخاصة الناشطين الإسلاميين، مشيرا إلى أن هذه السياسات الإسرائيلية تزداد حدتها وتصاعدها ويبدو انها لن تكون الأخيرة.
وأضاف لـ "ديلي 48": "هذه السياسة التي تمارس تجاهنا، حتى تجاه اعضاء الكنيست العرب كما مع باسل غطاس، ومنع العديد من القيادات من دخول القدس والمسجد الاقصى، وكل الملفات التي يديرها ضدنا نتنياهو وأقطاب الحكومة الإسرائيلية، كلها تؤشر على تصاعد لمحاولات نزع الشرعية عن الناشطين السياسيين، وتثير قلقا حول المستقبل، اعتقال فراس يندرج أيضا في إطار سعي المؤسسة لإلغاء نشاط فراس ولجنة الحريات في دعم قضية الأسرى".
النائب السابق باسل غطاس، والذي ينتظره حكما بالسجن لمدة عامين، في إطار تسوية مع النيابة العامة واتهامه بإدخال اجهزة خليوي لأسرى، ندد بطريقة اعتقال فراس عمري واعتبرها تعسفية وهمجية، وأكد في حديث لـ "ديلي 48": "جئنا لنتضامن مع فراس ضد هذا الاعتقال التعسفي، الذي يشكل استمرارا للحملات المختلفة التي يجري فيها تقييد الحريات السياسية لأبناء الداخل من قبل السلطة القامعة، نحن نتضامن مع فراس حتى اطلاق سراحه".
من جانبه قال المحامي زاهي نجيدات، القيادي في حزب الوفاء والإصلاح، إن اعتقال فراس عمري، عضو لجنة الحريات، هو ملاحقة سياسية من الدرجة الأولى، حيث عرف بنشاطه الدؤوب نصرة للأسرى ولكل مسلوبي الحرية من الداخل الفلسطيني.
القيادي في التجمع الوطني، عوض عبد الفتاح، ندّد بدوره باعتقال فراس عمري وأكد لـ "ديلي 48": "هناك نية واضحة من قبل المؤسسة الإسرائيلية لمواصلة ملاحقة الحركة الإسلامية ومجمل الحركة السياسية في الداخل الفلسطيني، وهي تعكس توحشا لدى هذا النظام الإسرائيلي، نظام الابرتهايد العنصري، اعتقد ان الحركة السياسية والحركة الاسلامية لن ترضخ لهذه الضغوطات نحن شعب متجذر في هذه الارض، ما تقوم به اسرائيل هو مرحلة جديد اخرى من قمع الداخل الفلسطيني، وهذا يعكس نزعة استعمارية لهذه المؤسسة التي تمارس استعمارها ليس في الضفة والقطاع فقط، وانما داخل الخط الاخضر أيضا".
القيادي في حركة أبناء البلد، رجا اغبارية، استنكر اعتقال فراس عمري، وقال إنه اعتقال سياسي، ويقع ضمن مسلسل ملاحقة مؤسسات الحركة الاسلامية، مضيفا: "فراس هو اسير محرر وناشط في شؤون الاسرى، التهم حتى الان غير معروفة وهذا يضع علامات استفهام كبيرة حول اهداف الاعتقال، نطالب بإطلاق سراحه فورا، واطلاق سراح كل المعتقلين من قبل هذه السلطة الغاشمة الظالمة".
جمال عمري، قريب فراس: "اعتقال فراس هو ملاحقة سياسية لأنه عضو لجنة الحريات وناشط في شؤون الاسرى، طريقة الاعتقال كانت وحشية جدا، كسروا البيت اخرجوا المحتويات بادعاء انهم يبحثون عن مواد تدعم تحرياتهم، حتى الان لا نعرف أي شيء عنه وعن ظروف اعتقاله، ولكن واضح ان الموضوع كله ملاحقة سياسية بسبب نشاطه".
وقال محمود أديب، عضو اللجنة الشعبية في ام الفحم، أنه ينظر بخطورة كبيرة إلى استمرار نهج الاعتقالات السياسية واستهداف النشطاء السياسيين في الداخل الفلسطيني، مؤكدا أن المؤسسة الإسرائيلية تسعى إلى تقييد حرية كل المناهضين لسياساتها العنصرية.
الطفل محمد عمري، ابن فراس، قال في عبارات مؤثرة: "اريد ان يخرجوا ابي اريد ان اراه الان الان في القاعة، واريده ان يروح معنا إلى البيت، ولا اريد ان يحبسوه لانهم اعتقلوه بدون أي تهمة".