الاحد 09 ابريل 2017 13:42 م بتوقيت القدس
وصفت صحفية إسرائيلية، انتهاكات المخابرات الإسرائيلية والقضاء العسكري الإسرائيلي بحق المعتقلين الفلسطينيين بأنها "اغتصاب" كامل الأركان تمارسه منظومة فاسدة لا تقيم وزنا للقانون ولا لحقوق الإنسان، وتصدر أحكامها بطريقة مجحفة، بحيث لا يحظى المعتقل الفلسطيني بأي شكل من أشكال المحاكمة ويتحكم جهاز المخابرات في مسار المحكمة ويفرض رؤيته على القضاة العسكريين، مما يتسبب باعتقالات تعسفية وأحكام إدارية تستند إلى ما يسمى مواد سرية، تلغي عمل المحامي وتمنعه من التواصل مع موكله.
واستعرضت عميره هس، اليوم الأحد، بصحيفة "هآرتس" مسار محاكمة الشاب الفلسطيني، كفاح قزمار، من طولكرم، والمعتقل إداريا لمدة 6 أشهر، كأحد نماذج التنكيل التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد المعتقلين الفلسطينيين بدون تهمة.
واحتجزت قوات الاحتلال قزمار، في السابع من الشهر الفائت، عند معبر الكرامة فور عودته من السفر، دون أن توجه إليه أي اتهامات أو ادعاءات وتم تمديد اعتقاله عدة مرات، منع خلالها من لقاء محاميه، وتم نقله إلى أربعة سجون منفصلة ومراكز استجواب خلال فترة احتجازه، وظل مكبلاً بشكلٍ مستمر طوال تلك الفترة.
وتحدثت هس، عن أوامر صدرت من المخابرات الإسرائيلية والمشرفين على التحقيق مع قزمار، طالبت فيها المحكمة عدم السماح للمعتقل برؤية محاميه، بزعم أن ذلك يشكل خطرا على الأمن، وان هذه الأوامر صدرت على فترات متفاوتة من قبل المحققين، بينما كان القاضي العسكري، الجنرال مناحيم ليبرمان يوقع على كل توجه من الشاباك له بخصوص ملف الاعتقال.
وذكرت هس، أن المحققين حين وصلوا إلى نتيجة ان التحقيق مع قزمار لم يأت بالنتائج المطلوبة، لجؤوا إلى ما يمارس ضد أشكال الاعتقال من هذا النوع، وزعموا امام المحكمة ردا على أسئلة محامي قزمار، بأن الملف سري ولا يمكن أن يطلعوا المحامي على التهم او الأدلة التي، بحسب هس، ليست قائمة أصلا.
وكان المحققون من قبل المخابرات، يكتفون بالقوة أمام المحكمة "مواد سرية والمعتقل يشكل خطرا على امن الدولة والأمن في المنطقة"، في حين كان قاضي المحكمة يوافقهم ويؤيد وجهة نظرهم ويصدر قرارات تمديد الاعتقال ومنع الأسير من رؤية محاميه.
في نهاية الأمر، تقول هس: "بعد فشل المخابرات في إثبات شيء ضد قزمار، ضدر امر اعتقال اداري بحقه لمدة 6 أشهر، مؤكدة أن هذا الاجراء يعكس فساد المنظومة العسكرية والقضائية للإحتلال وتماهيها المطلق مع جهاز المخابرات الإسرائيلي "الشاباك".
