الاحد 09 ابريل 2017 16:43 م بتوقيت القدس
قال الأكاديمي والباحث الفلسطيني، البروفسور ابراهيم أبو جابر، إن المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وتهجيره من أرضه، وقعت لأسباب مرتبطة بالخيانات العربية التي تواطأت خلالها الانظمة العربية عام 48 مع المشروع الصهيوني، حيث عمل هؤلاء على اقناع الفلسطينيين بالخروج من بيوتهم لمدة محددة إلى حين القضاء على العصابات الصهيونية، ولكنهم في الحقيقة عملوا على تفريغ الأرض الفلسطينية بالتواطؤ مع الاحتلال والعمل لصالحه.
وتحدث أبو جابر، إلى "ديلي 48" لمناسبة الذكرى الـ 69 لمجزرة دير ياسين والتي تحل اليوم الأحد، مشيرا إلى ان استهداف "دير ياسين" كان بسبب موقعها القريب جدا من مدينة القدس، وسعت العصابات الصهيونية إلى تهجير أهلها وباقي القرى التي تشكل طوقا حول القدس، ونجحوا بذلك.
وأكد أن الصمت والتواطؤ العربي، المستمر حتى اليوم، كان سببا مكملا ومساعدا للعصابات الصهيونية في ارتكاب جرائمها من قتل وتهجير بحق الشعب الفلسطيني، مضيفا أن "الهزيمة الداخلية والإفلاس الاستراتيجي لما يسمى أنظمة عربية بالإضافة إلى الخيانة المباشرة لعدد من القيادات العربية، جعل العصابات الصهيونية تتمادى في وحشيتها وبطشها بالعزل من أبناء فلسطين".
وحول إن كانت عمليات التهجير القسري والإرادي، مبررة بسبب القتل الذي مارسته العصابات الصهيونية، أجاب: "نعم كان مبررا لأن العصابات الصهيونية اتبعت منهجية وحشية، فلجأت إلى ارتكاب مجازرها في مناطق مكتظة بالقرى من اجل أن يهجر باقي السكان في المناطق التي لم تصلها العصابات قراهم، لقد هتكوا الأعراض ومارسوا التطهير العرقي والقتل الجماعي، فجاء التواطؤ والصمت العربي، ليساهم في عمق الجرح الفلسطيني، لقد طالبت ما تسمى "جيوش عربية" من الأهالي الخروج من بلداتهم لمدة لا تزيد عن أسبوعين، وزعموا أنهم سيعودون إليها حالما تم القضاء على العصابات الصهيونية، وكانوا في الحقيقة يساعدون العصابات الصهيونية على تفريغ الأرض من أهلها".
واعتبر أن نجاح المشروع الصهيوني في تنفيذ مخططاته عام 48، ارتبط أيضا بخيانات مباشرة لما اتضح بعد ذلك أنهم ضباط يهود من الدول العربية قدموا مع "الجيوش" بالإضافة إلى تورط عدد لا بأس به من قيادات وضباط هذه الجيوش في الخيانة والتعامل مع العصابات الصهيونية، وهذا تم توثيقه في معارك كثيرة خلال النكبة مثل معركة "الشجرة" ومعركة "صفورية"، وأضاف أبو جابر: "خلال ارتكاب القوات الصهيونية للمجزرة في دير ياسين، ذهبت نسوة من البلدة إلى منطقة عين كارم لطلب النجدة من الجنود العراقيين الذي تواجدوا هناك، فقال لهن الضابط: يا حجات ماكو أوامر نتدخل".
ولفت أبو جابر إلى أنه وفي إطار عمليه البحثي والموسوعة التي أعدها مع عدد من الباحثين بعنوان "جرح النكبة" قام بتوثيق العديد من الروايات عن المجازر ضد الفلسطينيين ومنها مجزرة دير ياسين، يقول: "وثقنا المجزرة وجلسنا مع كبار السن ممن نجوا منها، منهم مسنة اسمها أم صالح، روت لنا كيف تم ذبح 21 شخصا من أهلها، قالت إن اخوها محمود كان في المدرسة وعمره 17 فرجتهم ألا يقتلوه لكن الجندي الإسرائيلي لم يستجب لها بل قال لها "سأريك ماذا سأفعل به" وقام بإطلاق 5 رصاصات على رأسه على مرأى منها".
وحول نظرته إلى مستقبل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، قال البروفسور أبو جابر، إنه بشكل عام متفائل في أن المخاض الحادث في العالم العربي، سيؤدي إلى خير، غير أن ما يحدث اليوم من تطبيع للعلاقات العربية الإسرائيلية والانقسام الفلسطيني الفلسطيني، قد يؤدي إلى تصعيد في عمق الصراع ويؤدي إلى مجازر أخرى بحق الفلسطينيين.