الجمعة 21 ابريل 2017 08:12 م بتوقيت القدس
قال وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، إن الصفقة النووية مع إيران بشأن برنامجها النووي "فشلت في تحقيق أهدافها".وقال تيلرسون الذي كان قد أخبر الكونغرس الأميركي في وقت مبكر من اليوم ذاته أن إيران التزمت تماما تحت شروط الاتفاق لضمان تخلصها في الكامل من البرامج النووية المسلحة إن خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق المبرم في تموز 2015 بين الأعضاء الخمس الدائمين في مجلس أمن الأمم المتحدة وألمانيا مع إيران) "فشلت في بلوغ أهدافها، (ألا وهي) الوضع غير النووي لإيران.. وان ما حصل فقط يؤجل هدفهم ليصبحوا دولة نووية".
وتابع الوزير الأميركي في أول خطاب له أمام الصحافيين في وزارة الخارجية الأميركية منذ تسلمه موقعه في شهر شباط الماضي "هذه تعتبر فشل النهج الماضي" وذلك في إشارة لاستعداد واشنطن للانسحاب من الصفقة.
ووجه الوزير تيلرسون اتهامات إلى إيران بعيدا عن الاتفاق مثل تهديد حركة الملاحة في الخليج العربي، قائلا "إن إيران تواصل تقويض حرية الملاحة في الخليج، وباستمرار تزعج السفن الحربية الأمريكية الموجودة هناك بطريقة مشروعة".
وقال الوزير الأميركي المعروف بقلة الحديث "أنا أود أن أتحدّث اليوم عن الاستفزازات الإيرانية المستمرة والمثيرة للقلق التي تصدّر الإرهاب والعنف وتزعزع استقرار أكثر من بلد واحد في الوقت عينه" متهما "إن إيران هي أكثر دولة راعية للإرهاب في العالم وهي مسؤولة عن تكثيف الصراعات المتعددة وتقويض المصالح الأميركية في دول مثل سوريا واليمن والعراق ولبنان، وتواصل دعم الهجمات ضد إسرائيل" معتبراً "إن الصبر الاستراتيجي نهج فاشل" في اتهام غير مباشر لإدارة ألرئيس السابق بارك أوباما.
وقال تيلرسون في كلمته في "قاعة المعاهدات" في مبنى وزارة الخارجية التي كانت وزارة الخارجية قد أعلمت الصحفيين عنها بمن فيهم "القدس" بساعة فقط قبل حدوثها مساء الأربعاء "تواصل إيران دعم نظام الأسد الوحشي في سوريا، مما يطيل أمد صراع تسبب بمقتل حوالى نصف مليون سوري وشرّد ملايين آخرين. وتؤيد إيران نظام الأسد، حتى وإن كان يرتكب فظائع ضد شعبه، بما في ذلك بالأسلحة الكيميائية، كما توفر إيران الأسلحة والتمويل والتدريب وتمرّر المقاتلين الأجانب إلى سوريا".
وشدد تيلرسون على "إن إيران تكنّ عداءً طويل الأمد لإسرائيل، وتوفر الأسلحة والتدريب والتمويل لحركة حماس والمنظمات الإرهابية الفلسطينية، الأخرى وتشير التقارير إلى أنّ النظام الإيراني عرض بالأمس صاروخاً يحمل اسم الموت لإسرائيل أثناء عرض عسكري" مكرراً أن "سياسة إيران الشاملة تتطلب منا أن نتصدى لمختلف التهديدات التي تشكلها إيران".
واتهم تيلرسون الذي تزامن خطابه مع زيارة وزير الدفاع الأميركي الجنرال جيمس ماتس للمملكة العربية السعودية أنه "في اليمن، تواصل إيران دعم محاولة الحوثيين الإطاحة بالحكومة من خلال توفير المعدات العسكرية والتمويل والتدريب لهم، مما يهدد الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية، فقد كشفت عمليات الردع التي قامت بها القوات الإماراتية في اليمن وقوات التحالف في بحر العرب عن وجود شبكة إيرانية معقدة لتسليح الحوثيين وتجهيزهم" متهماً إيران بأنها شنت هجمات إلكترونية "ضد الولايات المتحدة وشركائنا الخليجيين" قافزا للقول "أنّ إيران كانت وراء الهجمات الإرهابية في أنحاء مختلفة في العالم، بما في ذلك مؤامرة قتل عادل الجبير الذي كان آنذاك السفير السعودي لدى الولايات المتحدة".
وفيما اعتبر تهديدا مبطنا لإيران قال الوزير الأميركي "مع آخر توجّه نحو اختبار الصواريخ الباليستية متوسطة المدى، يتحدى تطوير إيران المستمر لتكنولوجيا الصواريخ وانتشارها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 كما سبق لإيران أن ذكرت أنها ستجري اختباراً ثانياً لصاروخ سيمورغ لحمل المركبات إلى الفضاء، مما سيجعلها أقرب إلى صاروخ باليستي عابر للقارات".
وعاد الوزير للحديث عن الاتفاق النووي الإيراني بالقول "لقد فشلت خطة العمل الشاملة في تحقيق الهدف المتمثل بألا تمتلك إيران التكنولوجيا النووية، وهي تكتفي بتأخير هدف إيران المتمثل في أن تصبح دولة نووية. تمثّل هذه الصفقة النهج الفاشل عينه الذي اتبع في الماضي وأوصلنا إلى التهديد الوشيك الحالي الذي نواجهه من كوريا الشمالية، لا تنوي إدارة ترامب تمرير مشكلة إيران إلى أي إدارة مستقبلية" وذلك فيما اعتبر أقرب تصريح بشأن يلمح باستعداد الولايات المتحدة للانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني الذي كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد وعد بتمزيقه في اليوم الأول لرئاسته (أثناء الحملة الانتخابية) في حال انتخابه .
وأكد تيلرسون أن "إدارة الرئيس ترامب تقوم حالياً باستعراض شاملً لسياسة إيران، وعند التوصل إلى استنتاجاتنا، سنواجه التحديات التي تفرضها إيران بوضوح واقتناع".