الاحد 30 ابريل 2017 21:39 م بتوقيت القدس
لا يزال الإضراب الذي يقوم به أكثر من ألف أسيرٍ في السجون الإسرائيلية يُثير الرأي العام بشكل عام، وأهالي الأسرى بشكل خاص، فلم يمض وقتٌ طويل على زيارة زوجة مروان البرغوثي، فدوى، وابنته، رُبى، لقيادي فتح الأسير في سجن هداريم الإسرائيلي حتى دعا إلى أكبر إضرابٍ للأسرى الفلسطينيين عن الطعام في السنوات الأخيرة.
وتذكَّرت فدوى الأسبوع الماضي في اليوم الحادي عشر من الإضراب قائلةً: "المرة الأخيرة التي ذهبت فيها لزيارته مع ابنتي كانت قبل شهرين أو ثلاثة. وقالت ابنتي له: "أتمنّى لو أنَّك لا تفعل ذلك. فنحن لا نراك كثيراً. وأشقائي لا يرونك. سنكون قلقين بشأنك، ولن نتمكَّن من رؤيتك". وأجابها: "أعلم أنَّ الأمر سيكون مؤلماً للأسرة"، وفقاً لما جاء في تقريرٍ لصحيفة الغارديان البريطانية.
وفي مكتب فدوى، حيث تُعلِّق صورة زوجها، بدأ الإرهاق يبدو عليها. ومع قلة المعلومات التي ترد من مصلحة السجون الإسرائيلية، وعدم قدرتها على الذهاب إلى زوجها في السجن، فإنَّ الأخبار التي تحصل عليها فدوى تأتي من السجناء الآخرين الذين رأوا زوجها وتمكّنوا من تمرير بعض التفاصيل بشأنه، وفقاً للصحيفة البريطانية.
تقول فدوى: "الأيام المقبلة ستكون صعبة. لقد كانت آخر مرة رأيتُه فيها قبل أسبوعين من الإضراب. ومنذ اليوم الأول، لم يتمكَّن أحدٌ من رؤيته. وكل المعلومات التي لدي هي معلومات غير رسمية. بعض الأسرى يعانون، والأمر يزداد سوءاً".
ويتسبب الإضراب بآثارٍ كبيرة على المشاركين فيه، الذين لا يتناولون سوى الماء والملح.
وفي مكتبها، دمعت عينا فدوى فجأةً، أثناء تفكيرها في مآل الإضراب، وقالت: "إنَّ أحد الأشياء التي تجعل الأمر أكثر صعوبةً هو أنَّني أشعر أنَّ الأسر الأخرى ترغب في أن تستمد القوة مني، ولذا عليّ أن أخفي مشاعري، مُضيفةً أنَّ الإضراب قد جعلها تدرك مدى غياب زوجها عن أسرته، سواء كان في السجن، أو كان مطلوباً، أو كان مُبعَداً. وقالت: "اعتدتُ أن ألوم مروان لعدم وجوده. وكان يقول إنَّ عليكِ أن تتحمَّلي الأمر إلى جانبي. إنَّه النضال من أجل حياةٍ أفضل لأطفالنا. وقد مضى الآن 30 عاماً".
ومن الواضح أيضاً أنَّ غياب أي حوارٍ لا يُبشِّر بالخير فيما يتعلَّق بصحة المُضربين. وعند سؤالها عن المخاطر، أجابت فقط بقولها: "الله سيحميه".
وكان المضربون عن الطعام قد وضعوا قبل 8 أشهر قائمةً من المطالب تتعلَّق بظروف السجن، بما في ذلك الزيارات، وإمكانية استخدام الهواتف، والتعليم، والفحص الطبي.
كما قاموا بإرسال خطاباتٍ إلى القيادة الفلسطينية يقولون فيها إنَّ الإضراب سيبدأ ما لم تمتثل إسرائيل لتلك المطالب بحلول 16 أبريل/نيسان، وأخبروا السلطة الفلسطينية أنَّ بمقدورها تجنُّب الإضراب عبر الضغط على الإسرائيليين، وفقاً لما ذكرته زوجة البرغوثي.