الاثنين 08 مايو 2017 08:33 م بتوقيت القدس
تشهد العديد من المحافظات التركية أنشطة شعبية متواصلة للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي فيما يطلق عليه "إضراب الكرامة".
واتخذ الحراك التضامني مع الإضراب -الذي بدأ يوم 17 نيسان/أبريل الماضي بالتزامن مع يوم الأسير الفلسطيني- طابعا تصاعديا انخرطت فيه العديد من المؤسسات والقطاعات التركية والعربية المناصرة للقضية الفلسطينية.
فعلى هامش مهرجان الطلاب الدوليين العاشر، نظم الطلبة الفلسطينيون في جامعة صقاريا شمال شرقي البلاد وقفة تضامنية مع الأسرى المضربين بالتعاون مع مؤسسات فلسطينية وتركية، وكبلوا أيديهم ونفذوا تحدي شرب الماء والملح وهو طعام وشراب الأسرى المضربين.
كما خصص الطلبة خيمة في معرض المهرجان وضعوا فيها صورا ومجسمات تشرح بعدة لغات معاناة الأسرى في سجون الاحتلال ودوافعهم للإضراب.
وأقامت الحملة الدولية للتضامن مع الأسرى "تضامن" والجمعية التركية للتضامن مع فلسطين "فيدار" وجمعية "مظلوم در" التركية محاضرة بمدينة إسطنبول تحدث فيها أسرى محررون من السجون الإسرائيلية عن تجاربهم في الإضراب عن الطعام وطبيعة المعاناة التي يلقاها المضربون.
وعقدت جامعتا أنقرة وبورصة مؤتمرا بالعاصمة أنقرة بشأن الجانب القانوني لاعتقال الأسرى، قُدمت فيه أوراق بحثية وندوات وورش عمل تناولت ظروف الأسرى وواقعهم في ضوء القانون الدولي.
ونظمت شبكة "صامدون" للدفاع عن الأسرى الفلسطينيين وفرع حركة المقاطعة العالمية "بي دي أس" في تركيا أمس السبت وقفة تضامن بإسطنبول، رفعوا فيها صور قادة الأسرى المضربين والأعلام الفلسطينية ولافتات تدعو للضغط على إسرائيل ودفعها للاستجابة لمطالبهم.
وردد المشاركون بالوقفة هتافات تدعو الأسرى المضربين لمواصلة الصمود، وتطالب المقاومة الفلسطينية بأسر المزيد من الجنود الإسرائيليين لتسريع تنفيذ صفقة تبادل تؤدي للإفراج عنهم، وحثوا المؤسسات القانونية والحقوقية على تفعيل مساعيها لــ "معاقبة إسرائيل" على انتهاكاتها بحق الأسرى.
وقال نيقولا سعافين، وهو من الأعضاء المؤسسين لحركة "بي دي أس" بتركيا إن تصاعد الحراك المساند لإضراب الكرامة ينبع من القناعات المتزايدة بأن الإضراب يمثل أهم الأحداث السياسية على الساحة الفلسطينية.
ووصف سعافين وهو متطوع في شبكة "صامدون" للدفاع عن الأسرى الفلسطينيين -في حديثه لـ الجزيرة نت- إضراب الأسرى بأنه "رأس الحربة الأمامية" لنضال الشعب الفلسطيني، خاصة وأنه قد وحد الأطياف السياسية.
ويخوض القيادي في حركة التحرير الفلسطيني (فتح) مروان البرغوثي الإضراب عن الطعام منذ بدايته، وانضمت إليه قيادات وازنة من الفصائل الفلسطينية الأسيرة، من بينها أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، والقيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إبراهيم حامد، وقادة آخرون من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وحركة الجهاد الإسلامي.
وأشار سعافين إلى أن أصوات الناس خرجت من كل أنحاء العالم لمناصرة الأسرى وإسنادهم من أجل الحقوق التي يطالبون بها.
ويقول القائمون على الفعاليات المساندة للأسرى بتركيا إن الهدف الأساسي من الحراك هو دعم الأسرى في إضرابهم من أجل الوصول إلى حقوقهم وتحقيق مطالبهم.
ويطالب الأسرى المضربون -وعددهم حوالي ألف وخمسمئة- بإنهاء سياسة الاعتقال الإداري، ووقف سياسات العزل ومنع الزيارات العائلية، كما يطالبون بإنهاء سياسة الإهمال الطبي، والشروع بعلاج الأسرى وذوي الاحتياجات المرضية، وإيجاد آلية لتواصل الأسرى مع عائلاتهم.
وتلقى هذه المطالب تعاطفا من قبل المستوى الرسمي التركي عبر عنه نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء -الذي أدان أثناء مشاركته في مؤتمر بعنوان "القدس في العهد العثماني" بإسطنبول- الممارسات الإسرائيلية بحق الأسرى.
غير أن سعافين عبر عن أسفه من تراجع حجم التضامن التركي مع الملفات الفلسطينية عموما وقضية الأسرى بالتحديد، عازيا السبب في ذلك إلى عودة تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل منذ عام تقريبا.
وأما رئيس الجمعية التركية للتضامن مع فلسطين محمد مشينش فدعا إلى البناء على تصريحات المسؤول التركي، واستثمارها في تعزيز الجبهات الداعمة للأسرى الفلسطينيين. وقال مشينش للجزيرة نت إن هذه التصريحات تؤسس لحالة من التفاعل الرسمي التركي مع قضية المضربين عن الطعام، يمكن أن تساهم في زيادة الضغط على إسرائيل لتلبية مطالبهم.