إنها مُجرد كلمة بقلم ريشة شاهد

هي قد تكون مجرد "كلمة" واحدة وعبارة واحدة قد تُقال لشخصٍ في ريعانِ شبابه وفي مُقتبل عمره يواجه معتركة حياته, وقد تكون هذه "الكلمة" كفيلة بالإجهازِ والقضاءِ على بوادر وملامح نهضتهِ وتقضي على فرص تقدمهِ وطموحاتهِ وآمالهِ في مهدها الأول وفي مراحل نشأتها وبلوغها ..

هي "كلمة" واحدة أو عبارة واحدة تُقال لشخصٍ ما ترافقهُ وتلازمهُ مراحل حياتهِ وإن تكررت على مسامعهِ تصبح عندهُ معتقداً وقناعة راسخة وحقيقة ربما مُسلّم بها, وقد تكون بعيدة عن الحقيقة ولا تلامس الواقع أبداً, وما هي إلا أوهام وأماني بعض العابثين في هذا المجتمع الذين يبثون روح الهزيمة ويبعثون كل طاقةٍ سلبية في نفوسِ أصحاب الطموح والإنطلاق نحو القمة والمستقبل الواعد.

كثيرٌ من فئة الشباب الذين يكونون عرضة وفريسة لهذه الأفكار والطاقات السلبية مما يؤثر سلباً على قدراتهم وآدائهم حيث لا يفلح في مجابهة ومقاومة هذا التيار السلبي الجارف, وربما يعيشون صراعاً نفسياً داخلياً طويل الأمد وفي حالات كثيرة تكون الغلبة لأصحاب هذه الأفكار الضاغطة والمزعجة عند أول محاولة نهضوية التي تحاول زرعها أيضاً كثير من المؤثرات الخارجية التي تَعُج في هذا المجتمع الذي يبث في أذهان وآذان الشباب المنتشين والواعدين والتي سرعان ما تأخذ مفعولها السريع ولا سيما إن كان مصدرها من ذوي القُربى ومن داخل البيت والأسرى,,

مصطلحات وعبارات تُطلق دون وعي وإدراك ودون مراعاة لمشاعر الاخرين, وما هي إلا مصادر للإحباط وبث الروح السلبية وهدم لأي دعم معنوي من خلال إقحام تلك المصطلحات المجحفة وتلك الكلمات القاسية على مسامع الشباب.

" أنت فاشل " ..

" أنت ما في من وراك فايدة " ..

"كان غيرك أشطر " ..

"خسارة على الوقت والمصاريف" ..

" يعني بدك تغير مجتمع؟!" ..

" شُفلك شغلة تنفعك " ..

" يعني بدك تصير فيلسوف عصرك ؟!" ..

أفكار سلبية تُغذّى بإستمرار حتى الإشباع, وفي نهاية المطاف نُطالب بشكل عام بتحقيق التغيير الجذري ونُطالب الحث على مواكبة العلم والحداثة والعصرنة وتبوُّء مكانة مرموقة بين حضارات وثقافات الأمم, وعلى الصعيد الشخصي نمارس أبشع عمليات التهميش والإقصاء وسياسات "قصقصة الأجنحة" وتكسير المجاذيف..

إنها إزدواجية المعايير بالتعامل في جميع قضايا مجتمعنا والنفاق الاجتماعي المستشري في نخاع هذا المجتمع. أخطر شيء يمكن أن يواجههُ الشاب في أول حياته هو أن يخاف التجارب وتكرار المحاولة خشية حدوث عملية "الفشل" لأنهُ يدرك تماماً بأن الفشل في عُرف هذا المجتمع أنه في عداد الموتى والمفقودين وأن "كبّارة الأشياء" تُطاردهُ في كل خطوةٍ يخطوها وهذا ما يزيد من الضغط النفسي والمعنوي عند شريحة الشباب.

كلمتي ونصيحتي لهذا الشاب أن يتخلص من الخوف بإعتبارهِ أسوأ مُستشار يمكن أن يرافقهُ ويتسلل الى داخلهِ حينما يفقد المرء منا كافة أشكال الدعم والتشجيع, وأن لا يعتبر كل تلك الممارسات والمحاولات الكلامية واللفظية المحبِطة أن تكون بمثابة صخور يحاولون بنائها على ظهرك بغية كسره, بل ضعها تحت أقدامك لتعلو بها وتنتصر, وأن تتجرأ في رفع سقف رغباتك وطموحاتك مهما كانت, وبالغ واجهر بها ولا تكترث لجهلِ وعبثِ هؤلئك الذين لا يمدونَ يد العون لك عند تعثرك وسط طريقك والذين هم سيكونون أول من يصافحك عند الوصول, فخير الدروب تلك التي تؤدي سالكها حيث يريد ويقصد, فالأسماك الميتة فقط هي التي تسبح مع التيار فجابِه التيار ولا تستلم لهُ ولا لطاقاته السلبية, فالذي ينوي ويحب أن يرى نوركم لا بُدّ لهُ أن يسكب الزيت في مصابيحكم لتزداد نوراً واشتعالاً لا أن يسكب الماءَ لإخمادها, ولا تخشوا الفشل فإن الفشل هو مجموعة تجارب وعدة خطوات لا بد منها على طريق نجاحكم.

الكلمات الدلالية : إنها, مُجرد, كلمة, بقلم, ريشة, شاهد,