زمن الردَّة الأخلاقية التي تجتاح هذا المجتمع الهش والمتهالك على كافة شرائحه ونخبه ومستوياته.لم تعد المصيبة في ظلم الأشرار وإنما باتت في صمت الأخيار ، الذين يصمتون دهرًا وحين ينطقون ، ينطقون كُفْرًا ، أسفي وحزني شديد على من يسمون في هذا البلد ( بالأخيار) كيف لا ومربي وقيمة وقدوة تربوية مثل الأستاذ زياد الجنداوي يُسمح بتقديم إستقالته من منصبه  دون تحريك ساكن ودون الإلتفاف حوله والعمل على عدوله عن هذا القرار الجائر بحق مصلحة طلاب مدرستنا.وهذا القرار الذي  لا يخدم إلا الغوغائيين والعابثين والذين يعكرون صفو المناخ التعليمي في المدرس بشكل خاص وفِي مدارس البلد بشكل عام ، فلا يجوز مكافئتهم بمنحهم الشرعية لتحقيق. عبثهم وغوغائيتهم.

كلمتي هذه أوجهها وأصوبها نحو مسمع المربي الفاضل الأستاذ زياد الجنداوي ( أبا باسل) وبأعلى الصوت ، نحن في هذا البلد مهما إشتدت فينا المصاعب والمحن ومهما عصفت بِنا القلاقل والفِتَن لن نسمح بأن تكون عُرضة للنيل من هيبتك المصانة ومن  كرامتك وقيمتك ، لن نسمح بأن تدفع ضريبةً باهضة الثمن كونك إنسان بما تحمله الكلمة من معنى وكونك رجلًا تحتكم للمهنية والموضوعية والشفافية وللضمير ،لن نسمح بأن تدفع ضريبةً كونك لا تنتمي إلى أي فصيل من الفصائل المتناحرة ، ولن نسمح بأن تدفع ضريبة معارك داحس والغبراء ، ولن نسمح بأن تدفع ضريبة الصراعات والإعتبارت السياسية وتقاطع المصالح ، نأبى ونرفض أن نتنازل عن شيء من مبادئنا لنساير التيار .. 

فعندما أقول ( لن نسمح) فإني أتكلم بإسم كل شخص واكب وعايش مسيرة الأستاذ زياد التعليمية والتربوية من لجان أولياء أمور طلاب ومن طلاب ومن خريجين ومن هيئة تدريسية وطواقم وإدارة المدرسة ، وبإسم كل غيور على مصلحة ومصير ومستقبل هذا البلد وبإسم كل إنسان حر يأبى المهانة والذل بحق القدوات والرموز والكفاءات ،إننا في هذا البلد نثمن ونقدر عاليا دور الأستاذ زياد في مساهماته وتضحياته في سبيل إعلاء ورفع من شأن المسيرة التعليمية والتربوية في هذه المدرسة .

أقدر وأثمن عاليًا وأجل وأحترم كل الذين توجوا لي من طلاب ومن خريجين ومن أهالي مستنكرين لمثل هذا القرار وهذا الإجراء الذي إتخده الأستاذ زياد أملين منه العدول عن قراره ويعود ليزاول مهنته ولتأدية رسالته المقدسة في إنتشال هذه الإجيال المتعاقبه من غياهب الظلمات ، وكما أقدر وأثمن عاليا دور الطلاب الذين تأهبوا وإستنفروا لإصدار وثيقة موقعة من جميع الطلاب في المراحل الثانوية ومن الخريجين يؤكدون من خلالها على تمسكهم بإستمرار المدير في موقعه الإعتيادي ولمزاولة مهامه وتأدية رسالته المقدسة خدمةً لأبناء هذا البلد الطيب، وما يخص هذه الوثيقة ستخرج للنور عند إنجاز جمع التواقيع وسيتم نشرها عبر كافة وسائل الإتصال المُتاحة.

وفِي النهاية ستتوجه لجنة أولياء أمور الطلاب للمفتش المسؤول في هذه المدرسة ولقسم المعارف في هذا البلد وللإدارة الحالية ومن خلال اللجنة المركزية بطلب إقصاء وعدم إستقبال الأسماء المدونة في درج المدير حتى لو كلّف الأمر التلويح بإغلاق أبواب المدرسة ، فهذه مهمة قسم المعارف أن يجد الأطر المناسبة لهذه الشريحة وليست مهمة مدير المدرسة ولن نسمح أن يستمر مسلسل وضع المدير في المواجهة ووضعه ( بوز مدفع) في كل مواجهة..
ريشة شاهد 

الكلمات الدلالية : زمن, الردَّة, الأخلاقية, بقلم, ريشة, شاهد, الرينة,