الاثنين 31 يوليو 2017 11:18 م بتوقيت القدس
يزدحم قسم الحضانة الوحيد في قطاع غزة بالأطفال الخدج، كل أربعة أطفال في سرير واحد، ولا بدلهم لهم سوى ذلك، فالموت يهدد حياتهم بانقطاع التيار الكهربائي 18 ساعة متواصلة يوميا في ظل تجميد التحويلات للعلاج بالخارج.
الطبيب علام أبو حامدة رئيس قسم حضانة الأطفال في مجمع شفاء الطبي، يوضح الصورة داخل الحضانة ، “حضانة الشفاء هي أكبر حضانة في فلسطين وليس في قطاع غزة فقط، ونحن نسميها أيضاً العناية المكثفة للأطفال الخدج وحديثي الولادة، فنحن نستقبل سنوياً من شمال إلى جنوب ومن الشرق الى الغرب، بمعدل18 ألف 20 ألف ولادة، أي يمثل ثلث حالات الولادة في قطاع غزة”.
ويضيف أبو حامدة، “بعض الحالات تحتاج إلى جراحة أطفال والبعض منها لديه تشوهات خلقية وغيرها ويجب التعامل مع مثل هذه الحالات بحضانة مجهزة بشكل كامل ولا يوجد مثلها في حضانات اخرى، عدد الولادات 18 ألف 20 ألف، فان كل ألف حالة ولادة تحتاج الى سريرين في العناية المكثفة أي أننا نحتاج 40 سرير لـ 20 ألف حالة، ومع وجود الطابق المستحدث لا يوجد فقط 22 سرير، أي أن هناك عجز بـ 18 سرير، وفي قسم العناية المتوسطة نحتاج الى 120 سرير ولا يوجد الا 14 سرير، وهذا يعني أن هناك عجز كبير جداً”.
وعن أزمة الازدحام يقول، “يوجد اكتظاظ في الحضانة بصورة هائلة، فان نسبة الاشغال تفوق 200%، ونسبة الدخول عالية جدا بمعدل 200 حالة دخول شهريا، أي أن لدي 36 سريرًا عليهم 70 طفلًا، وفي قسم الاستقبال 5 سرائر كل واحد لا يستخدمه أقل من 4 أطفال، الخمسة سرائر يكون عليها 18 طفلًا ويمكثون لفترة طويلة، وهذا يعرض حياتهم للخطر فمنهم أطفال أوزانهم قليلة ومراقبتهم تكون صعبة”.
أبو حامدة يصف حالة الأهل، “يقلق الأهل جداً على أطفالهم، ولكن هذا أمر واقع يتقبلونه فلا يوجد مكان آخر يستقبل هذه الحالات خارج حضانة الشفاء، ونحن نعمل بالأولويات فان الأطفال الذين أوزانهم قليلة ووضعهم خطير نخرج طفل من الحضانة حالته مستقرة ونعقم الحاضنة ونضع الطفل بدله، أما الطفل الذي نخرجه نضعه في الانعاش”.
“وضع الكهرباء سيئ جداً، عندما تأتي ستة ساعات وصل مقابل 18 ساعات قطع، ونحن تعتمد على المولدات الضخمة في مجمع الشفاء الطبي، وهذه تتعرض للتوقف لعدة مرات لراحة الماكينات دقيقة، المشكلة انقطاع التيار المتكرر يعرض الأجهزة للعطل، ويوجد الآن 60 حالة داخل الحضانة على 36 سرير نخاف على حياتها”.فداء مهاني “28 عاماً” إحدى الأمهات اللواتي يراقبن أطفالهن من بوابة الحضانة والقلق يبدو على وجوههن، فداء حالة صعبة أنجب توأم بعملية زراعة وكانت ولادتها مبكرة والأطفال ولدوا بأوزان قليلة لذا وضعوا في الحضانة ولكن بحالة الازدحام تضاعف القلق في قلب فداء على طفليها عز الدين وسماح.
تقول فداء ، “عندما ـذهب لزيارة توأمي في المشفى أرى ثلاثة اطفال في سرير واحد، حينها أبدا بالشعور والخوف بشكل كبير من انتقال العدوة الى الأطفال خاصة وأنني منذ 25 يوم وانا أداوم على زيارة الحضانة، وفي كل مرة أرى الازدحام يزداد والعدد يتضاعف في الحضانة الواحدة، امر صعب ومخيف جدا خاصة وان وضع الاطفال ليس جدا ولا يتحملون أي عدوة “.
رمزي شحيبر زوج فداء يوضح قلقه، “كنت قلق جدا على اطفال، عندما ارى الاطباء يتفحصون حالة بين ثلاثة أطفال من عائلات أخرى كنت اخاف ولكن امتص قلقي من أجل زوجتي التي كانت تبكي على أطفالنا، لذا أحاول أن اخفف عنها الى حين خروج أبنائنا بالسلامة”.
الكثير من الأهل قلقين جداً على أطفالهم، فالمشهد في الحاضنة تقشعر له الأبدان حينما يتواجد أربعة أطفال من عائلات مختلفة ولكل واحد منهم حالة صحية مختلفة عن الآخر، يبدو الأمر غريب ومحزن، ولكن الظروف التي يمر بها قطاع الصحة ليست سهلة، والسبب في ذلك هو الحصار الذي لم يترك أحداً إلا ونخر عظمه وأتعب جسده.