تواصل الأذرع الأمنية والشرطة الإسرائيلية في القدس، قمعها وملاحقتها للمصلين من الداخل الفلسطيني المتوجهين للمسجد الأقصى، وتحديدا من منطقة أم الفحم وعائلة الجبارين، التي ينتمي إليها 3 شبان تنسب إليهم المؤسسة الإسرائيلية تنفيذ عملية الأقصى بتاريخ 14/7/2017، والتي أسفرت عن ارتقاء الثلاثة ومقتل شرطيين إسرائيليين من الطائفة الدرزية.

وفي اعتداء همجي وقع أمس السبت، تعرض الشاب يزيد محمد جبارين (21 عاما) من مدينة أم الفحم، للتنكيل والضرب وتوجيه الشتائم لعائلة الجبارين من قبل عناصر شرطة في الاقصى، وشارك في عملية التنكيل والقمع عناصر شرطة من الطائفة الدرزية وآخرون، بعد إدخاله إلى غرفة جانبية للتفتيش في محيط الأقصى، ثم انهال عليه افراد الشرطة بالضرب واللكمات والركلات بأحذيتهم التي تظهر علاماتها بشكل واضح على انحاء جسد الشاب.

وفي حديث إلى “موطني 48” مع يزيد جبارين روى تفاصيل الاعتداء عليه وقال: “قدمنا إلى الأقصى انا وأفراد عائلتي في حافلة تصدّق بها والدي عن روح جدتي، وتمكنا من دخول الأقصى، رغم انهم اوقفونا عند البوابة وحاولوا اعاقتنا، ولكن نجحنا في الدخول وأدينا صلاة الظهر، ثم خرجنا إلى منطقة السوق، وعندما عدنا طالب احد عناصر الشرطة (درزي) هوياتنا ودقّق تحديدا في هويتي، وقال بعدها: هل تم إيقافك هناك قبل عدة أشهر، فأجبته، نعم تم ايقافي عندما شاركت في مسيرة السير على الاقدام من حيفا إلى القدس، ولكن دون ان احتجز، وتم تسرحي بعد 3 ساعات، فقال لي الشرطي: أنت لن تدخل إلى المسجد خاصة انك من الجبارين، ارجع إلى البيت ولن تدخل. حينها ابتعدت عنه وحاولت الدخول من باب آخر، وتلقاني شرطي آخر (درزي ايضا) وقال لي انت ممنوع من الدخول، فأجبته أن أهلي تمكنوا من اقناع الشرطي على الباب الآخر بإدخالي وانهم اتصلوا معي الآن، فأجاب: لا يهمني وأنت لن تدخل مهما كلف الأمر ولا يهمني موافقة أحد على دخولك، انتم الجبارين حقراء (وتلفظ بشتائم قاسية ضد أم الفحم والجبارين)، فقلت له: عائلة الجبارين كبيرة وانا فرد منها فلا يجوز أن تشتم كل العائلة، لكنه واصل الشتم وقال: كنتم تصفقون للقتلة (يقصد الشبان الثلاثة الذين ارتقوا في عملية الاقصى)، وواصل تهديداته قائلا: سنضمكم إلى الضفة ولا نريدكم هنا”.

وأضاف يزيد جبارين، ان الشرطي المذكور اقتاده إلى غرفة جانبية في محيط الاقصى، وهناك تم الدفع به إلى الأرض وتوجيه لكمات لوجهه وركلوه بأقدامهم مع مواصلة توجيه الشتائم والألفاظ النابية له ولعائلة الجبارين، ثم اخذوا هاتفه النقال، وفتحوه بإجباره على وضع أصبعه على موضع الدخول للهاتف (فتح من خلال البصمة)، وامعنوا النظر في البوم الصور وكان هناك صور تنقلها مجموعات التواصل، للشهداء من أم الفحم والجنازات، فصاروا مع كل صورة يشاهدونها يوجهون له ضربة ولكمة على وجهه مع القول “هذه من أجل هايل وهذه من أجل كميل” (القتيلين من الشرطة في عملية الأقصى)، ثم فتح أحد أفراد الشرطة هاتفه وكان فيها صورة لأحد الشبان الثلاثة، وكانت في حالة صعبة جدا من آثار الرصاص في كل انحاء جسده، وقال الشرطي له سنفعل بك هكذا.

وتابع جبارين: انا لم اقترب اي ذنب وكل ما فعلته أنني ذهب إلى الصلاة في المسجد الأقصى، وما تعرضت له من اهانات وضرب ترك بي جرحا عميقا، لكن كل ذلك لن يمنعني من مواصلة شد الرحال إلى الاقصى والصلاة فيه، أنا أفكر بتقديم شكوى ضد عناصر الشرطة الذين اعتدوا علي، خضعت لفحوصات طبية وآثار الضرب والتعذيب بادية على جسدي”.

من جانبه قال المحامي خالد زبارقة، في حديث لـ “موطني 48″: ما حدث مع الشاب يزيد تجاوز كل الحدود، اتصلت به فور قراءتي على فيسبوك ما حدث معه، ونصحته بتقديم شكوى ضد أفراد الشرطة، وطلبت منه توثيق ما جرى معه والخضوع للفحص الطبي وتصوير الكدمات التي تعرض لها”.

وتابع زبارقة: “ما يحدث من انتهاكات يومية للأفراد، وخاصة من بعض أفراد الشرطة الدروز، والموجهة ضد أهالي أم الفحم وافراد من عائلة الجبارين، دون أن يفعلوا شيئا، يؤكد أن هناك انتهاك صارخ للحقوق الأساسية للمواطن والتي يجب أن تصان حسب القانون، حيث يقوم رجال الشرطة بمخالفات جنائية واضحة من خلال الاعتداء على مواطنين من منطلقات ونزوات شخصية، وأنا انصح كل شاب وفرد يتعرض للاعتداء أن يتقدم بشكاوى مع توثيقها بشكل دقيق وتلقي تقرير طبي يوثق الحالة الطبية وحتى الحالة النفسية للشخص الذي يتم الاعتداء عليه والتنكيل به”.

الكلمات الدلالية : الشرطة, الاسرائيلية, القدس, تعتدي, على, شاب, فحماوي, تعرضت, للضرب, انحاء, جسدي, وشتموا, الجبارين, وأم, الفحم,