السبت 19 اغسطس 2017 08:20 م بتوقيت القدس
أكدت كاتبة إسرائيلية، أن مصادرة الجيش الاسرائيلي لكتاب من مجندة رافضة للخدمة في صفوف الجيش الاسرائيلي، هو برهان على أن الأدب ما زال يمتلك القدرة على التخويف.
أمر مخيف
“اقتلوا كل المتوحشين”، كتاب كان بحوزة المجندة الإسرائيلية هداس طال، التي ترفض الخدمة في الجيش الاسرائيلي، وهو كتاب “لا يوجد ما يكفي من المديح لوصفه، حيث أنه تم مصادرته من المجندة طال عندما دخلت هذا الأسبوع إلى السجن، بذريعة أنه يمكن أن يعمل على إثارة التمرد”، وفق الكاتبة والصحافية الإسرائيلية إيريس ليعال.
وعبرت الكاتبة في مقال لها اليوم بصحيفة “هآرتس” العبرية، عن أملها أن يكون ادعاء الجيش “صحيحا؛ لأن الكتاب الجيد يثير التمرد، ولا سيما مثل هذا الكتاب، الذي يصف بشكل صريح لدرجة الألم، الأمور المخيفة التي يتم فعلها باسم الحضارة والتقدم” .
وتسألت ليعال باستهجان: “هل الجيش لا يهتم بأن يقرأ جنوده الذين يقضون أحكاما بالسجن على مخالفات مختلفة، بدءا من عدم الانضباط، ومرورا بقتل فلسطيني مصاب وانتهاء برفض الخدمة في المناطق المحتلة، عن أمور مخيفة، ويثورون ويتمردون؟”.
وأضافت: “أليست هذه هي الطريقة الجيدة لتطوير الوعي الاخلاقي لمساعدة الشبان الإسرائيليين في عمر التجنيد، الذين يغردون على مواقع التواصل أمور مثل: “يجب قتلهم جميعا.. كهانا على حق”؟”، موضحة أن “سيفان لندكويست مؤلف الكتاب الخطير شعر بالعاصفة من حوله وبأن العنصرية الصريحة قد عادت”.
قدرة الأدب
وتابع الكاتبة: “ستكونون سعداء حينما تعرفون أن الرواية المثيرة، “خمسون نوع من أنواع الماكياج”، تمت مصادرتها من مجندة تم سجنها بتهمة مخالفة الانضباط..”، مضيفا: “هكذا هو الأمر عندما يحاولون ملاءمة كتاب مع مخالفة”.
أما المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي، فقد صرح بأنه “يمكن إدخال أي كتاب إلى السجن العسكري باستثناء الكتب العنصرية وكتب الجنس”.
وحول كتاب “اقتلوا كل المتوحشين”، أشارت ليعال، إلى أنه يتحدث عن فظائع الكولونيالية (مصطلح يطلق على السيطرة والتأثير الذي تفرضه الدولة المستعمرة على الكيان التابع لها)، وعن الإبادة في الكونغو وعن نية تطهير أفريقيا من السود كي تصبح جديرة بالمستوطنين البيض القادمين من أوروبا، وباختصار وفق الكاتب الإسرائيلي ، هو “كتاب له مضمون عنصري”.
ونوهت الصحفية الإسرائيلية، إلى أنها “في كل مرة يهدد فيها كتاب مؤسسة مهما كانت أكون سعيدة، لأنه منذ زمن بعيد فقدت إيماني بقدرة الأدب على التخويف”.