قالت صحيفة "جيرزاليم بوست" في تقرير لها إن هناك تناقض صارخ مع رد فعل السلطات الاسرائيلية وحكومته على آخر محاولة جادة لمصالحة فتح وحماس في عام 2014، حيث ظهرت "إسرائيل" ضعيفة جداً أمس الاثنين، حيث وصل رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله إلى غزة لإجراء محادثات مع حماس.
وتقول الصحيفة أيضاً إن المسؤولين الدبلوماسيين الاسرائيليين في الخلفية يقولون إن موقف إسرائيل هو أن "حماس تحاول كسب الشرعية الدولية، دون قبول حق إسرائيل في الوجود، ودون نزع سلاحها ودون قبول مبادئ اللجنة الرباعية".
وقد نصت مبادئ اللجنة الرباعية التي وضعت منذ أكثر من عقد من الزمان، على ضرورة أن تعترف المنظمة أولاً بإسرائيل، وأن تقبل الاتفاقات السابقة معها، على أن يسري ذلك على حركة حماس، خلافاً لما حدث بعد أن تولت حماس ادارة الحكومة الفلسطينية عقب الانتخابات التشريعية عام 2005، وأضاف المسؤولون الدبلوماسيون الاسرائيليون أيضاً أن حماس "لا تزال منظمة تسعى الى تدمير اسرائيل".
وأشارت الصحيفة إلى أن اجتماع أمني لمجلس الوزراء الاسرائيلي عقد في عام 2014 لمناقشة المصالحة المقترحة لحركة فتح وحماس، وقرر بالإجماع أن إسرائيل لن تتفاوض مع حكومة فلسطينية تدعمها حماس، في حين أنه لم تصدر أي تصريحات مماثلة هذه المرة.
وقال وزير الاسكان الاسرائيلي "يواف غالانت" عضو مجلس الوزراء الأمني رداً على التحركات الأخيرة للمصالحة الفلسطينية بأن اسرائيل لديها ثلاثة مصالح رئيسية في غزة: أن تكون المنطقة هادئة، تفكيك قدرات حماس القتالية - الصواريخ والأنفاق والمتفجرات- ؛ وأن تبقى إسرائيل غير مسؤولة عن أي شيء يحدث في غزة.
وأضاف أيضاً:" اسرائيل ستحكم على أي نوع من المحادثات بين حماس ومنظمة فتح وفقاً لمعايير محددة، أولا وقبل كل شيء، هل هم على استعداد لقبول وجود إسرائيل؟ ثانياً، هل ستقبل حماس وقف إطلاق النار ضد إسرائيل؟ وثالثاً، هل يتطلعون إلى مستقبل الفلسطينيين واليهود الذين يعيشون جنباً إلى جنب في هذه المنطقة؟ إذا كانت الإجابة على هذه الأسئلة إيجابية، هناك الكثير للحديث عنه، إذا كانت الإجابة على هذه الأسئلة سلبية، لن يتغير شيء وهذا مجرد تمويه من حركة حماس".
ونقلت "جيرزاليم بوست" عن إيران ليرمان، الذي كان في الفترة من 2009 إلى 2015 نائباً للسياسة الخارجية والشؤون الدولية في مجلس الأمن القومي، إن السبب في عدم استجابة إسرائيل سلباً للتطورات السياسية في غزة هذه المرة يتعلق بالدور الرئيسي لـ"مصر" في التوسط بالصفقة.
وقال ليرمان في مؤتمر عقده "مشروع اسرائيل" إن "الدور المصري علني، ولدينا نفس الغرائز والأسباب التي تشكل دافعاً لمصر عندما يتعلق الأمر بحركة حماس"، وأضاف "لكن بالطبع لديهم طرق للتأثير على غزة".
وأضاف ليرمان أنه لا يوجد احتمال للوحدة الفلسطينية الحقيقية، لأن "حماس لن تضع أسلحتها تحت سيطرة الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية"، من هذا المنظور، من وجهة نظر إسرائيلية، إن التطورات الحالية في غزة "لن تحدث أي تغيير في التهديدات التي لا تزال حماس تشكلها".
وفي الوقت نفسه، رحبت الولايات المتحدة بالجهود الرامية الى "تهيئة الظروف التي تسمح للسلطة الفلسطينية بتحمل مسؤولياتها كاملة في غزة".
وأعلن جيسون غرينبلات، الممثل الخاص للمفاوضات الدولية في البيت الابيض، بياناً قال فيه إن الولايات المتحدة ستراقب عن كثب التطورات "في الوقت الذي تحث فيه السلطة الفلسطينية واسرائيل والمانحين الدوليين على محاولة تحسين الوضع الانساني في غزة".
وأضاف البيان إن الولايات المتحدة "تؤكد أن على أي حكومة فلسطينية يجب أن تلتزم بشكل لا لبس فيه وصراحة بالاعنف والاعتراف بدولة اسرائيل وقبول الاتفاقات والالتزامات السابقة بين الطرفين والمفاوضات السلمية".