الخميس 05 اكتوبر 2017 16:53 م بتوقيت القدس
اتهمت منظمة العفو الدولية اليوم، الخميس، دول الاتحاد الأوروبي بتعريض أرواح آلاف طالبي اللجوء الأفغان للخطر بإعادتهم قسرا إلى بلدهم الغارق في الفوضى والعنف.
وقالت المنظمة الحقوقية في تقرير إن حوالي 9500 أفغاني أعيدوا إلى بلدهم جوا، في العام 2016، بعدما رفضت الدول الأوروبية التي رحلّتهم طلبات اللجوء التي تقدموا بها، وذلك مقابل 3300 أفغاني رحّلوا من دول الاتحاد الأوروبي في العام 2015.
وأوضحت المنظمة أن هذا العدد يشمل طالبي اللجوء الذين احتجزوا ثم تم ترحيلهم من دول أوروبية وكذلك الذين "عادوا طوعا كما يبدو" بعد تلقيهم مساعدة مالية.
وتشكل الهجرة قضية ساخنة في أوروبا، حيث يتعرض السياسيون لضغوط لخفض عدد طالبي اللجوء بعد تدفق مئات الآلاف منهم إلى القارة منذ العام 2015.
وقالت منظمة العفو، في تقرير بعنوان "عودة قسرية إلى الخطر"، إن "الحكومات الأوروبية تجبر عددا متزايدا من طالبي اللجوء على العودة إلى المخاطر التي هربوا منها في انتهاك واضح للقانون الدولي".
ويأتي ارتفاع عدد العائدين من أوروبا متزامنا مع زيادة عدد الضحايا المدنيين في النزاع. وقتل أو جرح نحو 11 ألفا و500 مدني، ثلثهم من الأطفال في العام 2016، حسب أرقام الأمم المتحدة، في أكبر حصيلة للخسائر المدنية خلال عام منذ بدء تسجيل هذه الأرقام في 2009. وبقيت الخسائر المدنية في مستويات عالية في النصف الأول من 2017 مع دخول الحرب عامها السادس عشر.
وفي إطار بحثها من أجل إعداد التقرير، قالت المنظمة إنها جمعت شهادات من 18 أفغانيا، بينهم نساء وأطفال ورجال، "عادوا قسرا" إلى أفغانستان.
وقالت سيدة أرسلت مع عائلتها من النرويج، إن زوجها خُطف وقُتل في الأشهر التي تلت عودتهم إلى أفغانستان. وفي حالة أخرى، جرح طفل في الثانية من العمر كان أجبر على مغادرة السويد مع عائلته، في هجوم شنه تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على مسجد شيعي في كابول في تشرين الأول/أكتوبر 2016.
وقالت آنا شي، الباحثة في منظمة العفو الدولية حول اللاجئين وحقوق المهاجرين، إنهم "يتعامون عمدا عن واقع أن العنف في مستوى قياسي وأنه ليست هناك منطقة آمنة في أفغانستان، ويعرضون الناس لخطر التعذيب والخطف والقتل وفظائع أخرى".
ودعت منظمة العفو الدولية الدول الأوروبية إلى تعليق عمليات الترحيل إلى أن يسمح الوضع في أفغانستان "بعمليات إعادة بأمان وكرامة".
وتأتي هذه المعلومات بينما استأنفت ألمانيا، الشهر الماضي، عمليات الترحيل بعد تعليقها على أثر تفجير شاحنة مفخخة كبيرة في العاصمة الأفغانية كابول في 31 أيار/مايو ما أدى إلى مقتل حوالي 150 شخصا وجرح مئات آخرين.
ويواجه العائدون مستقبلا غامضا في أفغانستان مع ارتفاع معدل البطالة وضعف الاقتصاد وحشود اللاجئين الذين يعادون من باكستان وإيران ومئات الآلاف من النازحين الذين هجرتهم الحرب.
وقالت المنظمة إن بعض طالبي اللجوء غادروا أفغانستان عندما كانوا أطفالا ولا يذكرون شيئا عن هذا البلد، بينما يعيش آخرون في حالة خوف من الاضطهاد إذا اكتشفت طالبان أنهم مثليون أو لم يعودوا مسلمين.