أخي القاريء .
أختي القارئة.
تحية وبعد.
 ( عدنا والعود أحمد )  بعد أن طال غيابي عنكم.
بعض المحطات لا بد من ذكرها بإختصار في مقالي هذا.

أحلامنا طمستها خفافيش الليل وعقارب النهار ... دماء الأبرياء تبكي بالطرقات خجلا" , لأن القاتل من جلدتنا ويتكلم لغتنا.... صوت الضلال عبارة عن شدى فرقة موسيقية مؤلفة من  عازف على حبات  الرصاص , وعازف  على آلة   إطلاق  النار  ,  وعازف على آلة ترويج المخدرات ,  وعازف  على آلة نشر الفتن , وعازف على آلة  نشر العنف ... هذا حالنا لا يخفى على أحد  لأن المايسترو شيطان أحمق ونحن له قرناء.

الأخضر ذبل , العويل في كل مكان , الأم تبكي ليلا" طويلا" سرمدا , الدموع تنهمر من عيون أب حزين , الشيطان يصول ويجول في زرع الفتن دون كلل أو ملل بذكاء وبسخاء , والإنسان الكريم يدفع له طوعا" وتطوعا" دون حساب .

ينتابنا كثير من القلق مما يحدث في وسطنا العربي من صور مؤلمة ومناظر مخزية أبكت الطفل الحزين ليقول ما أقساها من أيام تراكمت بها الدموع وهطلت على الخدود.
ويتسائل :  
أين الضمير؟
أين أنتم ؟ هل تغيرتم ؟ أم تغير كل ما حولنا ؟
هل تغيرت الأرض أم البشر؟
هل الشمس أشرقت في  ساعات الليل؟
هل السماء أثلجت في الصيف ؟
هل حروف النهار تطاولت على حروف الليل؟
تُرى: هل يطول ليلنا ويدوم سباتنا ؟
نداااااااااااء بلا مجيب .

تحولت أمورنا إلى أشباح , وامتلأت الصحف بأخبار أوجعتنا والإنتخابات باتت حامية الوطيس ليزداد الأمر تعقيدا.

الإنتخابات هي مفتاح السلام , لكن حولناها إلى عصابات نرهب بعضنا البعض ونعزل  من نريد ونرفع من شأن من نريد وكأننا في غيابات الجب وأصبحنا خارج القانون .

أصبحت الإنتخابات  الكئيبة تسبقها مطاردة البعض ودس السموم لدرجة لا تطاق واكتظت  الشوارع بالمؤيدين لرفع نسبة العنف لأنهم يلوحون برايات الخصم والتدمير وانشغلنا بأسماء المرشحين  لكي تعم الفوضى  وأسلوب الترهيب والتهديد لبعضنا البعض , من هنا يتطلب منا أن نختار الأسلوب المنفتح في خطابنا لأنه من السهل أن نستعمل أسلوب الإعتداء ,   ومن الصعب العمل على تعزيز التخاطب والحوار.

وجب علي نشر هذه الكلمات والعبارات حرصا" على الأمن والسلام , بعد ما رأيت وقرأت بعض التعليقات في هذه الفترة النكدة والعصيبة , وما يحدث من تصرفات لا تليق من البعض وكل منا يعرف أن الأكفان ليس لها رتب ولا مناصب ولا نياشين , وكل منا يعرف بأن الكرسي لا يدوم فلتذهب المناصب والكراسي إلى الجحيم وليبقى الحب بيننا لأن الإنتخابات ستنتهي بخيرها وشرها وسوف نتقابل وجها" لوجه وأرجو أن يكون اللقاء محمودا.

أخيرا" أقول بأن الأمور تتطلب منا أن نحترم الواقع ونحترم القرار ونسعى للمصالحة كي لا ننزلق إلى المزيد من العنف  وهذا هو الجواب الصافي لذلك الطفل الباكي الذي تسائل أين الضمير.

أقول لجميعكم خذوا كراسي ومناصب العالم بأسره واتركوا هذا الطفل يحقق أحلامه ويكفي ما في داخل  قلبه من هموم وأوجاع.

اللهم فرج عن بلدنا كل ضيق ولا تحملنا  ما لا نطيق.

مودتي واحترامي : سليم غرابا

الكلمات الدلالية : صرخة, ضمير, بقلم, سليم, عبد, المجيد, غرابا,