الاحد 19 نوفمبر 2017 18:05 م بتوقيت القدس
كثيرة هي المؤشرات التي تشير إلى التقارب ما بين إسرائيل والسعودية وكواليس العلاقات ما بين ولي العهد محمد بن سلمان وقادة المؤسسة الإسرائيلية، لكن ما عادت هناك أي سرية وباتت الأمور مكشوفة، خاصة بعد أن أجرى رئيس هيئة أركان الجيش، غادي إيزنكوت، مقابلة حصرية مع موقع "إيلاف" السعودي.
لعل الاختبار الأول للحلف بين تل أبيب والسعودية، سيكون ضمن بطولة الشطرنج العالمية التي تستضيفها الرياض في الشهر المقبل، فبعد كل تجاوز للمحرمات بالعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، يطرح السؤال، هل يوافق بن سلمان على دخول لاعبي الشطرنج الإسرائيليين إلى الرياض وظهور العلم الإسرائيلي على زيهم؟.
حسب "يديعوت أحرونوت"، فإن الاختبار الأول للعلاقة الحارة بين البلدين سيكون على رقعة الشطرنج، ففي الشهر المقبل، من المفترض أن تستضيف السعودية بطولة الشطرنج العالمية في لعبة الشطرنج السريعة، ويريد اتحاد الشطرنج الإسرائيلي إرسال 11 لاعبا إلى المنافسة والبطولة الدولية، إذا رفضت السعودية ستفرض عليه عقوبات، لكن إذا ما وافقت للتطبيع تحت ذريعة "الشطرنج الدبلوماسي"، ستكون هذه المرة الأولى التي سيتم استقبال وقبول الإسرائيليين علنا في الرياض.
وترجح الصحيفة أنه ليس فقط العلاقات الإسرائيلية السعودية تتواجد باختبار، بل أيضا الوريث الشاب ولي العهد بن سلمان الذي يقود حاليا تغييرات جذرية في السعودية، وإذا أعطوا الضوء الأخضر لذلك باستقبال المنتخب الإسرائيلي، فقد يصبح خطوة هامة في التطبيع بين البلدين، بحسب الصحيفة.
عندما اختيرت السعودية لاستضافة بطولة الشطرنج العالمية التي من المتوقع أن تقام في الرياض الشهر المقبل بمشاركة أفضل لاعبي الشطرنج في العالم، التزم السعوديون أيضا بتنفيذ قواعد الاتحاد الشطرنج العالمي والتي تنص بعضها على أن البلد المضيف ينبغي أن يسمح لجميع لاعبي الشطرنج في العالم، أي أولئك أيضا اللاعبين من إسرائيل، الذين يسمح لهم مهنيا المشاركة في البطولة.
هذا الأسبوع، بحسب ما ذكرت الصحيفة، سيقدم 11 لاعبا إسرائيليا للشطرنج، الذين يعتبرون من بين الأول في العالم بهذه اللعبة، طلبات للحصول على تأشيرة دخول إلى السعودية. إذا رفض السعوديون ذلك من شأنهم أن يفقدوا شرف استضافة البطولة، ويمكن للاتحاد الشطرنج العالمي أن يصادر حتى الجائزة التي تبلغ قيمتها عدة ملايين من الدولارات.
أما إذا وافقوا، فإنهم سيحدثون "خطوة التاريخ"، بحسب وصف وسائل الإعلام الإسرائيلي، وذلك من خلال السماح للإسرائيليين بالدخول بشكل علني إلى السعودية لأول مرة في التاريخ.
وإذا حصل أعضاء المنتخب الإسرائيلي على تصريح وتأشيرة دخول، فالحديث يدور عن اختراق على غرار ما كان في العام 1971، والذي وصف بـ "دبلوماسية بينغ بونغ"، وذلك ضمن بطولة تنس الطاولة التي جمعت منتخبات الصين والولايات المتحدة، وهي البطولة التي ساهمت وساعدت على كسر الجليد وأدت إلى التقارب بين الولايات المتحدة والصين.
وبحسب تقديرات مصادر دبلوماسية رجحت أن يكون تأثير مشاركة لاعبي الشطرنج الإسرائيلي في البطولة العالمية التي تستضيفها الرياض بالضبط مثل بطولة تنس الطاولة العام 1971.
وقال المتحدث باسم اتحاد الشطرنج الاسرائيلي ليور ايزنبرغ إن "سياسة اتحاد الشطرنج هي تطوير الشطرنج في إسرائيل واستخدامها كجسر لتطوير العلاقات الحارة بين الهيئات والدول".
وأضاف: "من جانبا نحن كاتحاد شطرنج إسرائيلي دعمنا سياسة الاتحاد الفيدرالي الدولي في إقامة المسابقة الدولية بالسعودية، بموجب التزام صادر عن الاتحاد الدولي بعدم وضع أي شروط أو تحديد وفرض قيود على مشاركة الإسرائيليين في البطولة".
وتابع: "نحن نتأكد من أن اللاعبين الإسرائيليين يتقدمون بطلب للحصول على تأشيرة للعب في السعودية، ونتوقع من السعوديين بمساعدة من الهيئة الدولية الموافقة على الطلبات".
ووفقا له، فقد نوقش هذا الموضوع في اجتماعات عقدها كبار أعضاء اتحاد الشطرنج العالمي. وقد تلقت إسرائيل دعوة رسمية للبطولة التي ستجرى في السعودية التي من المتوقع أن تعقد في الفترة من 26 إلى 30 كانون الأول/ديسمبر تحت شعار "إننا جميعا دولة واحدة".
يمكن للسعوديين تبرير منح التأشيرات للإسرائيليين بموجب قيود قانونية، حيث أن صندوق الجوائز الدولي قد وقع بالفعل عقدا مع مؤسسة التنمية الفدرالية الدولية لمدة ثلاث سنوات، لذلك إذا رفضوا استضافة المنتخب الإسرائيلي، فقد تعاقب الرياض بشدة.