الاثنين 20 نوفمبر 2017 11:17 م بتوقيت القدس
أبدت أوساط سياسية وأمنية إسرائيلية رفيعة المستوى قلقها من تعزز الحلف ما بين روسيا وإيران وتركيا، حيث ترقب تل أبيب التقارب بين البلدان والتناغم في المواقف والإستراتيجيات لهذه الدول في الشرق الأوسط وفي أعقاب الموقف الروسي الداعم لبقاء القوات الإيرانية بسورية.
ونجحت العلاقات الوطيدة على المحور الروسي-الإيراني-التركي، في مضايقة أركان المؤسسة الإسرائيلية، فهذا الأسبوع اجتمع وزراء خارجية الدول الثلاث في أنطاليا التركية، وخلال الأيام القادمة يجتمع رؤساء أركانهم، وفى نهاية الشهر سيعقد الزعماء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الإيراني حسن روحاني والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، قمة في سوتشى الروسية التي ستبحث مستقبل سورية والقضايا الحارقة بالشرق الأوسط.
ويرى المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان، أن الوتيرة التي تعقد بها هذه الاجتماعات غير مسبوقة، وهدفها هو على ما يبدو تقديم رد على التحركات السعودية ضد إيران وحزب الله بدعم من الأمريكيين وإسرائيل.
ونقل المحلل العسكري عن مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى قولها إن هذه السلسلة من الاجتماعات المكثفة تهدف إلى تسهيل الإسراع في إبرام اتفاق بين الدول الثلاث بشأن صورة سورية وفي اليوم التالي لاتفاق الوضع النهائي.
ووفقا للمصادر، فإن التقارب وهذا الحلف وهذه العملية تشكل مصدر قلق كبير لإسرائيل، لأن هذا المحور سيضر بلا شك بمصالح إسرائيل في الساحة السورية قبل أي اتفاق بشأن الوضع النهائي.
وتخشى اسرائيل من أن يؤدي تدعيم وتعزيز هذا الحلف والمحور إلى تعزيز وجود إيران في سورية والسماح بالحفاظ على مصلحة إيران وتحصينها، خصوصا في ضوء الاتفاق الروسي-الأميركي الأخير حول القضية السورية.
وتقدر أوساط إسرائيلية، أن هذا الاتفاق ينهي فعليا الوجود الأميركي في المنطقة ويخفف بشكل كبير من الوجود الروسي على الأرض السورية، ما يعني وجود حالة من الفراغ، لذا يخشون في تل أبيب، من تدعيم الوجود الإيراني بدعم روسي وذلك بغية الحفاظ على نظام بشار الأسد ومنع سقوطه.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية بعد الاجتماع أن الثلاثة بحثوا شروط الحد من العنف في ما يسمى "المنطقة الخامسة" في سورية. وهذا يعني أن الروس والأتراك والإيرانيين توصلوا إلى تفاهمات حول النفوذ التركي في شمال سورية، في منطقة إدلب - عرفان، بالقرب من الحدود مع تركيا.
ويدور الحديث عن اتفاق مصالحة إقليمي يضر بمصالح الأكراد السوريين الذين يسيطرون على أجزاء من هذه المنطقة، فالتحالف التركي مع الروس يهدف إلى تخريب السياسة الأمريكية التي تدعم مصالح الأكراد السوريين في المنطقة، بحسب المحلل العسكري.