الثلاثاء 28 نوفمبر 2017 20:28 م بتوقيت القدس
تفاقم الوضع الإنساني المتدهور أصلا في منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة منذ أربع سنوات من قبل قوات بشار الأسد، بحسب ما أفادت به صحيفة لوموند الفرنسية.
وتتعرض هذه المنطقة الواقعة على أبواب دمشق لقصف القوات الموالية لنظام الأسد منذ أربع سنوات.
غير أن الوضع الإنساني في هذه المنطقة، التي يسكنها ما يقارب 375 ألف نسمة، يشهد منذ أسابيع تدهورا شديدا بسبب القصف المتواصل للقوات الحكومية والطائرات الروسية، رغم أن الغوطة الشرقية إحدى المناطق الأربع المعروفة بمناطق “خفض التوتر”.
هذا القصف طال كل شيء في المنطقة، بما في ذلك نقاط توزيع المساعدات الإنسانية والبنى التحتية المدنية الأخرى.
وحال تصعيد العنف دون إرسال قافلة إنسانية جديدة، كان من المقرر أن تتبع شاحنات الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر التي دخلت مدينة دوما في 12 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وهي تحمل ما يكفي لإنقاذ نحو عشرين ألف شخص، رغم أن سكان المدينة هم ستة أضعاف ذلك العدد -على أقل تقدير- ولم تصلهم قافلة إغاثة منذ أغسطس/آب الماضي.
ولا يمكن إرسال المساعدات دون موافقة الحكومة السورية، التي اتخذت الحصار والعقوبة الجماعية تكتيكا حربيا لإجبار فصائل المعارضة المسلحة على الاستسلام، غير أن المتضرر الأكبر -حسب الأمم المتحدة- هم المدنيون.
وتضاعفت أسعار الأدوية والأغذية التي تهرب إلى الغوطة الشرقية عبر عسكريين مرتشين؛ حيث وصل سعر الخبز في دوما مثلا إلى أربعين ضعف سعره بدمشق.
ويصف طبيب من كفر بطنا في اتصال له مع صحيفة لوموند الوضع الصعب للمنطقة قائلا “لا يوجد عمل والناس فقراء والعديد من المنتجات -بما في ذلك علاج الأمراض المزمنة- لا يمكن الحصول عليها، فهناك نقص في الأدوية وحليب الأطفال، إننا نفتقر لكل شيء”.
ومع بداية فصل الشتاء، يُخشى أن يؤدي نقص زيت الوقود المستخدم في التدفئة إلى تفاقم الحالة الكارثية للسكان.
ونسبت لوموند لمصدر لم تسمه القول إن اتفاقا لإجلاء المقاتلين وعائلاتهم من الغوطة الشرقية، على غرار ما حدث في معاقل الثوار السابقة، مثل داريا أو مضايا، ربما ينفذ في المرحلة القادمة، ينقل بموجبه المقاتلون والمدنيون الرافضون للاستسلام إلى منطقة إدلب التي يسيطر عليها الثوار في شمال البلاد.
لكن إذا لم يتوقف القصف أو تخف حدته فإن سكان الغوطة سيتعرضون لمأساة حقيقية، و”إذا استمر الحصار، فإن وضعنا سيتحول من سيئ إلى أسوأ”، وفقا للطبيب الذي تحدثت إليه الصحيفة.