شككت وزارة الدفاع الأميركية بإعلان روسيا عن سحب "قسم كبير" من قواتها في سورية، وقال متحدث باسم الوزارة إن تصريحات موسكو لا تعني عادة تقليصا فعليا لعدد قواتها، كما أنها لا تؤثر على أولويات الولايات المتحدة في سورية".

وأضاف المتحدث أدريان رانكين غالواي أن "التحالف الدولي سيستمر بالعمل في سورية وتقديم الدعم للقوات المحلية ميدانيا".

كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول أميركي طلب عدم كشف هويته أن واشنطن تعتقد أن روسيا ستجري "انسحابا رمزيا" من سورية يشمل بعض الطائرات. وأضاف أنها قد تطلب بعد حين أن تنسحب القوات الأميركية بالكامل من سوريا.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أصدر أثناء زيارة مفاجئة قام بها، الإثنين، لسورية أمرا بسحب "قسم كبير" من القوات الروسية من سورية، وذلك بعد أيام من إعلان موسكو "التحرير الكامل" لسورية من سيطرة تنظيم "داعش"

وجاء تصريح بوتين أثناء زيارة لقاعدة حميميم التي تستخدمها القوات الروسية، حيث كان في استقباله هناك نظيره السوري بشار الأسد ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، وقائد القوات الروسية في سورية الجنرال سيرغي سوروفيكين.

ولم يوضح بوتين عدد الجنود الروس الذين سيبقون في سورية، علما بأن وكالة الصحافة الفرنسية تشير إلى أن روسيا نشرت ما بين 4000 و5000 من قواتها في سورية في العامين الأخيرين، وتشير الأرقام الرسمية إلى أن 40 منهم لقوا مصرعهم.

وفي أول زيارة لرئيس روسي أو سوفياتي لسورية هدد بوتين من سماهم الإرهابيين قائلا "إذا رفع الإرهابيون رأسهم من جديد، فسنوجه إليهم ضربات لم يروها من قبل"، وأضاف "لن ننسى أبدا الضحايا والخسائر التي تكبدناها أثناء محاربة الإرهاب هنا في سورية وفي روسيا أيضا".

وقال بوتين إن روسيا ستحتفظ بقاعدة حميميم الجوية في محافظة اللاذقية السورية وبمنشأة بحرية في طرطوس "بشكل دائم"، رغم قرار بدء سحب بعض القوات من سورية.

وفي لقاء مع الأسد، أعلن بوتين أنه سيبحث التسوية السياسية في سورية مع الرئيسين التركي والمصري، وأنه يأمل أن تتمكن روسيا مع تركيا وإيران من إجراء تسوية سلمية، مضيفا أن من المهم حاليا الإعداد لمؤتمر شعوب سورية.

جدير بالذكر أن الولايات المتحدة كانت قد أعلنت قبل أسبوع أنها ستبقى في سوريا "طالما كان ذلك لازما لضمان ألا يعود هذا البلد ملاذا للجهاديين".

من جانبه، قال قائد القوات الروسية في سورية الجنرال سيرغي سوروفيكين إنه من المقرر أن تغادر 23 طائرة ومروحيتان روسيتان سوريا قريبا تليها وحدات من الشرطة العسكرية وخبراء نزع الألغام وأطباء ميدانيون، مشيرا إلى أن القوات الروسية قضت على أكثر من 32 ألف مقاتل عدو في سورية.

وتنقل وكالات الأنباء عن مصادر حقوقية أن القصف السوري أدى خلال عامين إلى مقتل أكثر من 6300 مدني منهم أكثر من 1500 طفل، كما قتل نحو 4700 من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية ونحو 4000 من الفصائل المقاتلة الأخرى وبينها هيئة تحرير الشام.

الكلمات الدلالية : واشنطن, تبقي, على, قواتها, بسورية, وتشكك, بجدية, انسحاب, روسيا,