الثلاثاء 12 ديسمبر 2017 20:26 م بتوقيت القدس
لم يأخذ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وضع المقدسات الدينية في القدس المحتلة بعين الاعتبار حين قرر الاعتراف بالمدينة عاصمة لإسرائيل، وزعم أن اليهود كانوا من بنوها في الزمن الغابر، متبنيًا بذلك الرواية الصهيونية.
ويظهر هذا الإعلان، وفقا لرئيس أساقفة اللاتين في القدس، البطريرك فؤاد الطوال، جهل ترامب بالتاريخ والسياسية وعدم إقامة أي اعتبار لمشاعر الشعوب الدينية والسياسية، التي تجلت من خلال الردود المستنكرة للإعلان التي أتت من مختلف دول العالم.
وقال البطريرك طوال إن "ترامب اعتقد أنه بهذا الإعلان سيعيد شعبية الولايات المتحدة التي تراجعت عالميًا، وأنه قد يرفع من مستوى شعبيته الشخصية داخل الولايات المتحدة، لكن ذلك لم يتحقق، بل أتت النتائج عكسية لأنه لم يحسب ردة الفعل".
وأضاف طوال أنه "بسبب حساباته الخاطئة أيضًا، لم يرَ ترامب أن هذا القرار يضر بإسرائيل ولا يصب بمصلحتها، سواء السياسية أو الأمنية، وانعكس ذلك من خلال الردود العالمية، خاصة الدول العظمى، وزيارة نتنياهو إلى الاتحاد الأوروبي، حيث لم يلق أي ترحيب بالقرار".
هل من تأثير سياسي لقرار ترامب؟
البطريرك طوال: "بالطبع، فقرار ترامب جمع الدول العربية بمختلف أديانها وطوائفها حول موقف واحد لأول مرة منذ سنوات، إذ رفضت جميعها القرار ونزل الناس إلى الشوارع، مؤكدين على ان القدس لا تزال في قلب العرب. وكذلك أعاد هذا الإعلان موضوع القدس والقضية الفلسطينية إلى صدارة الأولويات العربية، والتأكيد على أن العرب لم ينسوا القدس وأنها باقية في قلوبهم.
"قرار ترامب تجاوز الخطوط الحمراء، ومن المحتمل أن إعلان نتنياهو المتكرر عن وجود أصدقاء له في العالم العربي والعلاقات التي تجمع صهر ترامب ومستشاره، جاريد كوشنر، بعدد من الزعامات في المنطقة، شجعه على ذلك، لكن ردة الفعل أثبتت أنه حتى لو امتلكت كل الأصدقاء في العالم العربي، هناك خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها، ومنها القدس".
كيف ترى تأثير إعلان ترامب على المقدسات؟
"أثّر إعلان ترامب سلبًا بدرجة كبيرة على الطوائف المسيحية في الأرض المقدسة، إذ سرق بهجة العيد وفرحته، وستنعكس سلبًا كذلك على الحجاج والسياح الذين يزورون الأماكن المقدسة في القدس وبيت لحم والناصرة في فترة العيد.
"ومع ذلك، نحن مصرون على الفرح، لا سيما إسعاد الأطفال في العيد، رغم الإعلان والأحداث، لا ذنب للأطفال في السياسة الشعبوية التي قرر ترامب انتهاجها، الأطفال، جميع الأطفال من مختلف الديانات والطوائف، أحق بالفرح ولن نسمح لمثل هذه القرارات بسلب فرحتهم، وسنواصل الصلاة والعبادة.
"وأثّر كذلك على موسم السياحة الدينية، إذ قال لي محافظ بيت لحم قبل شهر إن نسبة إشغال الفنادق في منطقة بيت لحم في فترة العيد بلغت 100%، ولم يبق أي سرير فارغ، لكن مع التطورات الأخيرة وإعلان ترامب، ستقل هذه النسبة بالتأكيد".