الاثنين 05 فبراير 2018 21:11 م بتوقيت القدس
تُشير الإحصائيات الرسمية أن التمثيل النسوي في الحُكم المحلي لا تتجاوز ال ٢٪ ، بإعتقادي هذا المؤشر يدُل ويُشير على عُمق الأزمة في نهج السياسات الداخلية التي ساهمت بشكل كبير في إقصاء المرأة من الإنخراط في العمل البلدي وتقلدها مناصب إدارية وقيادية في أجهزة الحُكم المحلي ، الأمر الذي ترك إنطباعًا راسخًا أن هذا التوجه حِكرًا على الرجال دون النساء ، وللأسف ساهمت المرأة بشكل غير مباشر بسبب إنسحابها من ميدان التنافس في ترسيخ تلك المفاهيم المتوارثة حتى أصبحت من المُسَلَّمات ومن الواقع السياسي المُعاش ، وبقيت تنتظر دورها من على دكَّة البدلاء والإحتياط لتكون ضمن التركيبة التي يختارها في نهاية المطاف العامل الذكوري المُسيطر على المشهد السياسي،وبمنَّةٍ منه.
لا يمكن تجاهل التحديات والمُعيقات الكثيرة التي تواجه المرأة إذا ما عزمت على إتخاذ قرارها في الإنخراط في الحكم المحلي في ظل الهيمنة الذكورية ،وأهمها فقدان تشجيع وتحفيز البيئة الداخلية والحاضنة لها في المقام الأول ومن ثم المجتمع الخارجي الذي يعتقد بأغلبيته الساحقة أن لا مكان للحَمَل الوديع داخل قفص الأسود ، وربما خوفًا من التجربة وتداعياتها وإسقاطاتها مستقبلًا، وخوفًا من نتائج الفشل المُحتَملة ، ويمكن للقائمة أن تطول إذا ما تطرقنا للأسباب المتعددة لعزوف المرأة التمثيل في الحُكم المحلي . لكن تبقى الأسئلة الحاضرة وبقوة : هل يمكن للمرأة أن تلعب دورًا فاعلًا ومؤثرًا ومستقلًا يسعى لتغيير الواقع ؟ هل يُمكن للمرأة أن تحقق وتنجز ما عجز عنه التمثيل الذكوري في أجهزة الحُكم المحلي منذ عقود طويلة مضت ؟
وهل يمكن للمرأة أن تُغيِّر موازين القوى في اللعبة السياسية وتغيير شروط اللعبة التي أنتجتها الأفكار والترسبات الذكورية وأجترتها عقودًا طويلة ؟ هل يمكن للمرأة إعادة صياغة اللعبة السياسية من جديد بمفاهيم حضارية تُلبي رغبات وتطلعات المجتمع بكافة شرائحة وأطيافه دون تفرقة أو تمييز ؟
هل يمكن للمرأة أن تُهزم وتُهدِم الشبح العشائري والتعصب القبلي الذي تتوارثه أجيالًا بعد أجيال وتكون طرحًا مقبولًا وبديلًا يتمتع بالكفاءة والمسؤولية ؟
هل صون الأمانة والذمّة المالية لا يقوى على حملها سوى رجل ؟
هل يمكن أن يؤدي تمثيل المرأة في الحكم المحلي كحل لإنهاء أشكال الصراعات؟
أم ما زلنا نعيش الماضي ونجتَّر مآسيه ونُصِّر على تكرار ذات التجارب ونأمل نتائج مُغايرة ؟
أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابات واقعية وحقيقية !!!!
التعليقات
سهير05 فبراير 2018
كلام في الصميم احسنت اخ مهند الله ايكثر امثالك
واحد05 فبراير 2018
أولا ألمرأة يحق لها أن تدخل في أي مجال جيد إذا كانت ذو كفاءة ومسؤولية وأمانة ويجب أن تكون قدوة حسنة وألرجل كذلك ولكن إصلاح ألمجتمع لا يحتاج إلى مكانة سياسية يكفي أن يكون ألمرء ذو عقل راجح وهمة عالية ويؤمن بنظريتان نظرية ألتعاون ونظرية إمكانية ألتغيير للأفضل ونحن لسنا بحاجة لمزيد من ألنسخ
محمود بصول05 فبراير 2018
اشكرك على هذا الموضوع ولكن ؟ بدلا من أن نطلق الاسئلة في الهواء !! هيا نواجه الحقيقة ومن هو المسؤول عن وصول هذه البلدة الى ما وصلت اليه وعلى امتداد السنوات السابقة !! واذا لم نواجه المسوؤلين عن هذا التراجع والتخلف فعلينا ان لا نفكر في التغيير للافضل !! لاننا نرى وبوضوح ان الطروحات الجديدة والاسماء التي من الممكن ان تتقلد السلطة في هذه البلدة هي نفس الاسماء وان تغيرت المسميات وتلونت الصور !! اخي مهند انا اعرف حجم وصعوبة الصراحة والشفافية في هذا البلد والضغوطات العائلية والسياسية !! ومع كل هذا انا اتفاءل دوما للتغيير وان كان الامر لا يبعث على التفاؤل حياكم الله