الجمعة 16 فبراير 2018 16:34 م بتوقيت القدس
نقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن مصادر روسية مطّلعة أن نحو 300 رجل يعملون لصالح شركة عسكرية روسية خاصة مرتبطة بالكرملين قُتلوا أو أُصيبوا في سوريا، الأسبوع الماضي.
ووفق ما نقلته الوكالة، الجمعة، فقد ذكر طبيب عسكري روسي أن نحو 100 شخص قُتلوا، في حين قال مصدر آخر يعرف العديد من المقاتلين إن عدد القتلى تجاوز الـ 80.
وتزامن سقوط الضحايا مع معركة جرت في 7 فبراير، قرب مدينة دير الزور السورية، حيث قال مسؤولون أمريكيون وزملاء مقاتلون شاركوا في العملية إن قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة هاجمت قوات متحالفة مع رئيس النظام السوري، بشار الأسد، حليف موسكو.
وقال مسؤولون روس إن خمسة مواطنين "ربما لقوا حتفهم"، لكنهم أشاروا إلى أنهم "لا علاقة لهم بالقوات المسلّحة الروسية".
وترى الوكالة أن الاشتباكات تكشف أن المشاركة الروسية العسكرية في سوريا أكبر مما تتحدّث عنه موسكو، وأنها تجازف باستدراجها إلى مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة هناك.
وهذا أكبر عدد من الضحايا الروس يسقط في معركة واحدة منذ وقوع اشتباكات ضارية في أوكرانيا، عام 2014، عندما قُتل أكثر من 100 مقاتل.
وذكرت خمسة مصادر مطّلعة أن المصابين الذين جرى إجلاؤهم من سوريا في الأيام القليلة الماضية نُقلوا إلى أربع مستشفيات عسكرية روسية.
وقال الطبيب العسكري، الذي يعمل في مستشفى عسكري في موسكو وشارك في علاج المصابين القادمين من سوريا، إن المستشفى استقبل حتى مساء السبت الماضي، أكثر من 50 من هؤلاء المصابين، وإن 30% منهم إصاباتهم خطيرة.
وبيّن الطبيب العسكري أن زميلاً له كان قد توجه إلى سوريا في إحدى رحلات الإجلاء الطبي في الفترة الأخيرة أبلغه بأن قرابة 100 شخص من الروس قُتلوا حتى نهاية الأسبوع الماضي، وأن 200 أُصيبوا، موضحاً أن معظم الضحايا متعاقدون عسكريون روس من القطاع الخاص.
وكان مسؤول أمريكي قال، الأسبوع الماضي، إن قوة متحالفة مع الأسد هاجمت، في 7 فبراير، مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية التي تساندها الولايات المتحدة، قرب دير الزور، بدعم من المدفعية والدبابات والصواريخ وقذائف المورتر.
وذكر مسؤولون في واشنطن أن قوات أمريكية خاصة كانت ترافق قوات سوريا الديمقراطية التي تعرّضت لهجوم.
وردّ التحالف الذي تقوده واشنطن في سوريا بقتل نحو 100 من القوات المتحالفة مع الأسد.
ومنذ هذه المعركة، قال زملاء للمتعاقدين العسكريين الروس إن الروس كانوا ضمن القوة المتحالفة مع الأسد التي شاركت في المعركة، وكانوا ضمن الضحايا.
وقال يفجيني شاباييف، رئيس الفرع المحلّي لمنظّمة كوساك شبه العسكرية، والذي له علاقات بالمتعاقدين العسكريين الروس، إنه زار معارف له أُصيبوا بسوريا في المستشفى المركزي التابع لوزارة الدفاع في خيمكي على مشارف موسكو، الأربعاء الماضي.
وأضاف: "المصابون أبلغوني أن وحدتَي المتعاقدين الروس المشاركتين في المعركة قرب دير الزور تتألّفان من 550 رجلاً. وأن 200 منهم لم يُقتلوا أو يُصابوا".
وأكّد شاباييف أن عدد الضحايا كان مرتفعاً لعدم وجود غطاء جوي لهذه القوة، ولأن من هاجمها لم يكن مسلّحي المعارضة بتسليحهم الضعيف، بل قوة جيدة التسليح استطاعت شنّ ضربات جوية.
ونقل شاباييف عن مصابين زارهم في المستشفى قولهم: "بدأت القاذفات الهجوم، ثم استُخدمت طائرات الأباتشي"، وهي طائرات هجومية أمريكية الصنع.
وقال المصدر إنه فور بدء القصف لم يردّ المتعاقدون على مصدر النيران؛ لأنهم خشوا أن يدفع ذلك التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لتوجيه مزيد من الضربات.
وأوضح مصدر تحدّث لأشخاص شاركوا في اشتباكات 7 فبراير، أن أشخاصاً على صلة به أبلغوه بأن أكثر من 80 متعاقداً روسياً قُتلوا، وأن ما يتردّد عن مقتل وإصابة نحو 300 صحيح إلى حدٍّ بعيد.
في غضون ذلك أفادت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، بأن المعلومات الأولية تشير إلى أن خمسة من المواطنين الروس في منطقة المعركة قُتلوا، لكنهم ليسوا من القوات الروسية.
وقالت زاخاروفا إن التقارير التي تتحدّث عن سقوط عشرات أو مئات القتلى والجرحى الروس "تضليل يجري بإيعاز من خصوم روسيا".
ورفضت وزارة الدفاع الروسية الردّ على أسئلة بشأن ضحاياها في سوريا. كما سُئل متحدّث باسم الكرملين عن الضحايا الروس، الخميس، فقال إنه ليس لديه شيء يضيفه للبيانات السابقة.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، قال الكرملين إنه لا يملك معلومات عن أي ضحايا.
وينفي المسؤولون الروس نشر متعاقدين عسكريين من القطاع الخاص في سوريا، ويقولون إن الوجود العسكري الروسي يقتصر على حملة من الضربات الجوية، وقاعدة بحرية، ومستشارين عسكريين يدرّبون القوات السورية، وعدد محدود من جنود القوات الخاصة.
لكن أشخاصاً مطّلعين قالوا إن روسيا تستخدم عدداً كبيراً من المتعاقدين في سوريا يسمح لموسكو بنشر مزيد من القوات على الأرض دون المجازفة بالجنود النظاميين الذين يتعيّن الإعلان عن مقتلهم.
وأضاف الأشخاص، وهم مطّلعون على عملية النشر، أن المتعاقدين -ومعظمهم عسكريون سابقون- ينفّذون مهام يوكلها لهم الجيش الروسي. وأن معظمهم مواطنون روس، بيد أن البعض يحمل جوازات سفر أوكرانية وصربية.