الاربعاء 21 فبراير 2018 09:07 م بتوقيت القدس
قصفت القوات الموالية للحكومة السورية منطقة الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة، اليوم الأربعاء، في تصعيد لأعمال العنف، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنه أودى بحياة ما لا يقل عن 250 شخصا منذ ليل الأحد.
وذكر المرصد الذي يراقب الحرب من مقره في بريطانيا، أن هذا أكبر عدد من القتلى يسقط في يومين منذ هجوم كيماوي في 2013 على المنطقة المحاصرة، وهي آخر معقل كبير للمعارضة قرب العاصمة دمشق.
وأطلقت الضربات الجوية والصاروخية والقصف المدفعي شرارة حملة إدانة دولية. ووصفت فرنسا، العضو الدائم بمجلس الأمن، القصف الحكومي بأنه انتهاك جسيم للقانون الدولي الإنساني.
ولم يرد تعقيب بعد من جيش النظام السوري. وتقول دمشق إنها لا تستهدف سوى المقاتلين.
والعنف في الغوطة الشرقية جزء من تصعيد أوسع على عدة جبهات في سورية خلال الأشهر القليلة الماضية، في وقت يسعى فيه رئيس النظام بشار الأسد لإنهاء الصراع المستمر منذ نحو ثماني سنوات والذي بدأ باحتجاجات حاشدة على حكمه.
وقال المرصد إن أكثر من 106 أشخاص قتلوا في قصف، أمس الثلاثاء، على الغوطة الشرقية.
وندد منسق الأمم المتحدة لشؤون سورية بانوس مومتزيس، بقصف خمسة مستشفيات في الغوطة الشرقية وقال إن الهجمات المتعمدة على منشآت طبية” ربما تصل إلى جرائم الحرب“.
وفي واشنطن قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناورت إن واشنطن” قلقة للغاية“من تصاعد العنف في الغوطة.
وأضافت” الحصار الذي يفرضه نظام الأسد وأساليب التجويع...تزيد من الكارثة الإنسانية هناك“.
وتابعت أن الولايات المتحدة تدعم دعوة الأمم المتحدة لوقف العمليات القتالية لمدة شهر للسماح بإرسال مواد إغاثة والقيام بإجلاء طبي للمدنيين المصابين. ودعت روسيا إلى الكف عن دعم حكومة الأسد.
وفي بروكسل أبلغ رئيس وفد المعارضة السورية نصر الحريري الاتحاد الأوروبي بأن تصعيد الهجمات يمثل ”جريمة حرب“، وناشد مزيدا من الضغط الدولي على الأسد كي يتوقف عن ذلك.
وفي جنيف عبرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) عن غضبها الشديد من سقوط قتلى وجرحى من أطفال الغوطة، قائلة إن الكلمات تعجز عن وصف ما حدث.
وذكر المرصد أن ثمة 58 طفلا بين القتلى الذين سقطوا منذ بدء التصعيد يوم الأحد. وأضاف أن 1200 شخص آخرين أصيبوا بجروح.
قال عمال إغاثة إن الغارات الجوية توجد ”حالة من الرعب“ بين سكان الغوطة الشرقية حيث يعيش من تقول الأمم المتحدة إنهم قرابة 400 ألف شخص. وتحاصر الحكومة الجيب المكون من بلدات ومزارع منذ 2013.