السبت 24 فبراير 2018 14:38 م بتوقيت القدس
لبت جماهير غفيرة من أبناء الداخل الفلسطيني، مساء الجمعة، نداء الهيئة الشعبية لنصرة عشاق الأقصى ولجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا، واللجنتين الشعبيتين في مدينة أم الفحم وعرعرة وعارة، إلى مهرجان “القدس لنا والأقصى لنا” وتكريما لـ “عشاق الأقصى”.
وغصّت قاعة “ميس الريم” في قرية عرعرة بالحضور، رجالا ونساء، في مشهد، أظهر فشل المؤسسة الاسرائيلية بكل اجراءاتها القمعية والملاحقات السياسية، للتضييق على أبناء شعبنا ومحاولة منعهم من التعبير عن نصرتهم للقدس والأقصى وعشاقه الذين حوكموا واعتقلوا بسبب حبهم وخدمتهم للقدس.
تولى عرافة المهرجان، الإعلامي حامد اغبارية، مسؤول الهيئة الشعبية لنصرة عشاق الأقصى، ورحّب بالحضور باسم الهيئات الداعية للمهرجان، وقال “أهلا بكم في هذا المهرجان الذي لا يختلف مسلمان ولا عربيان ولا فلسطينيان على عنوانه “القدس لنا والاقصى لنا” وهذه حقيقة قرآنية وهي حقيقة نبوية وهي حقيقة تاريخية وهي حقيقة حضارية”.
استهل المهرجان بتلاوة عطرة من القرآن الكريم، تلاها الشيخ مالك أبو شيخة.
ثم كانت فقرة فنية وأنشودة “اخي انت حر وراء السدود” لفرقة “الأندلس”، رافقها عرض على شاشة كبيرة لصور ومحطات من محاكمة “عشاق الأقصى” والشيخ رائد صلاح.
شيماء وملك حكمت نعامنه
شيماء وملك ابنتي “عاشق الأقصى” الدكتور حكمت نعامنه، ابكتا الحضور في إطلالتهما، وتحدثت شيماء عن الظلم الإسرائيلي الذي وقع على والدها لأنه “عاشق الأقصى، وقالت: “بعد اعتقال أبي عرفت معنى كلمة ظلم، نذهب مرة في الشهر لزيارته، وهذا ظلم، حبسوه بأبعد مكان في النقب وهذا اسمه ظلم، منعوا عنه شهاداتي بالتفوق، ومنعوا عنه الكتب التعليمية وهذا ظلم، أين حقوق الانسان، كل هذا الظلم لأن والدي يحب الأقصى، لأن الاقصى عقيدة”.
ثم قرأت شيماء خاطرة بعثها الدكتور حكمت من السجن لها ولأختها ملك وجاء فيها: “أنتم ابناء الابطال بعزتنا تقتلعوا الجبال انتم للحق عنوان وللأقصى فرسان، أيليق لأبنائنا الاحزان، لا، لا يليق الا الافتخار، فدربنا درب الاحرار بأيديكم شعلة الانتصار وبحناجركم يجلجل التكبير الله اكبر الله اكبر”، تلتها ملك حكمت نعامنة بقراءة رسالة بعثتها لوالدها تخبره من خلالها عن أحوالها وألمها وحزنها لسجنه، وقالت: “يكفيني فخرا أنك والدي، فقد علمتنا الكثير وغرست فينا حب الأقصى”، ثم أنشدت شيماء وملك “أبي انت حر وراء السدود، أبي انت حر بتلك القيود..”.
ثقتنا بالمنظومة القضائية معدومة
كلمة اللجنة الشعبية في مدينة أم الفحم، ألقاها المحامي أحمد أمين جبارين، وبدأها بقراءة الفاتحة، من الحضور، على روح الراحل المرحوم عبد الحكيم مفيد، وقال إنه “يفتقد الحكيم في هذا اليوم، حيث كان دائما في طليعة المستقبلين”.
وأكد جبارين أن موقف اللجنة الشعبية في مدينة أم الفحم، كان منذ بداية اعتقال “عشاق الأقصى” واضحا في كون الملف يندرج ضمن الملاحقات السياسية، وأن المؤسسة الإسرائيلية تلاحق كل من يعملوا من أجل القدس والأقصى وخدمة شعبهم، بدل ان تنشغل في ملاحقة الجناة.
وهنأ جبارين “عشاق الأقصى” بالحرية وحيا طاقم دفاعهم، معتبرا خواتيم الملف بمثابة انتصار لهم، إذ هوّلت المؤسسة الإسرائيلية في البداية حجم لوائح الاتهام، ليتضح انها فارغة ولا تستند إلى قواعد قانونية، وقال إن “ثقة ابناء شعبنا في المنظومة القضائية معدومة، لأنها مجندة لصالح المؤسسة الأمنية والسياسية الاسرائيلية”.
وبارك أحمد جبارين للمهندس زكي اغبارية توليه رئاسة اللجنة الشعبية في أم الفحم شاكرا سلفه السيد أحمد شريم على إدارته باقتدار للجنة الشعبية في المرحلة الماضية.
ودعا عضو اللجنة الشعبية في أم الفحم، في ختام كلمته إلى الوحدة بين مكونات شعبنا في الداخل، في مواجهة التحديات الإسرائيلية.
كلمة البلد المضيف، ألقاها السيد أمير مرعي، القائم بأعمال رئيس المجلس المحلي عرعرة عارة، المحامي مضر يونس، ورحّب فيها بالحضور مشددا على دعم عشاق الأقصى وكل حراك نصرة للقدس والأقصى، لأنها القضية المحورية للشعب الفلسطيني.
تكريم “عشاق الأقصى”
ثم كانت فقرة تكريم “عشاق الأقصى” وهم: الدكتور سليمان أحمد، والحاج اسماعيل لهواني، والحاج عبد الكريم كريّم، والحاج عمر غريفات، والاستاذ مصطفى ذياب اغبارية، والاخ فواز حسن اغبارية، والاخ محمود احمد جبارين، والاخ محمد الحربي، والمعتقل الاداري المحرر محمد ابراهيم، والاسير المحرر عمر عودة، والمعتقل الاداري ادهم ضعيف. وقام السيد محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة والشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات، بتكريم “عشاق الأقصى” بدرع تقديري يحمل “وسام أولى القبلتين” مقدّم من الهيئات الراعية للمهرجان.
مؤامراتهم تحت أقدامنا
كلمة “عشاق الأقصى” ألقاها الدكتور سليمان أحمد، شاكرا باسم عشاق الأقصى والأسرى السياسيين وعائلاتهم، القائمين على المهرجان، كما ثمّن جهود لجنة المتابعة ولجنة الحريات وكافة الاحزاب والقوى العربية على مواكبة ملفهم والإسناد الدائم لهم.
ودعا إلى تكثيف الجهود والحراك الجماهيري من أجل إطلاق سراح باقي عشاق الأقصى والأسرى الإداريين وعلى رأسهم الشيخ رائد صلاح.
وقال: “حاكمونا على ثوابتنا وعطاء الجمعيات في القدس، حاربوا الافطارات ولباس الأطفال اليتامى في العيد، منعوا المواد الغذائية عن الأرامل في القدس، وهذا قمة الإرهاب السياسي، ولكن كل هذا لا يخيفنا، وإياكم أن نخاف من كل مؤامراتهم لأنها تحت اقدامنا، ولن تثنينا عن التواصل مع القدس والاقصى”.
وأكد الدكتور سليمان أن: “كان الملف سياسيا من الدرجة الأولى، وبعد أن تأكدوا أنهم لا يملكون شيئا سعوا إلى إغلاقه، حققوا معنا لساعات طويلة، قالوا لنا اعملوا في أي مكان إلا القدس والاقصى فهذا خط أحمر، هم أرادوا أن يحاربوا نفس الحركة الإسلامية، وقد حاولوا أن يساومونا على قضية الأقصى منذ عام 96 ايام اعتقالي الأولى وبعدها في عام 2003 في ملف رهائن الأقصى، ولكن رفضنا مساوماتهم بعزيمة، وقال لهم الشيخ رائد صلاح حينها: إن كل مقترحاتكم تحت أقدامنا”.
وبعث القيادي الإسلامي سليمان أحمد، ببرقيات سريعة إلى عدة جهات بدأها ببرقية لأهل القدس، حيا فيها وقفتهم البطولية يوم نصبت المؤسسة الاسرائيلية الكاميرات على بوابات الاقصى، وقال للمقدسيين: “أنتم تنوبون عن مليار ونصف المليار مسلم في العالم، الله اكرمنا وإياكم في أن نكون نحن الأقرب للقدس والأقصى، وأن نكون المدافعين عنهما ونحن لها بإذن الله”.
وطالب علماء الأمة بالتحرك وعدم الاكتفاء بالخطب والشعارات، وحثّهم على تحريك الشعوب العربية والاسلامية نصرة للقدس والأقصى، وقال: “القدس ليست لنا وحدنا، بل هي لكل عالمنا العربي والاسلامي، وحق علينا ان نساند اهلنا في القدس وان نساند المسجد الاقصى، على العلماء ان يكونوا على قدر المسؤولية عليهم بذل الجهود، نحن على يقين ان شعوبنا العربية والاسلامية مع القدس والاقصى رغم تآمر الحكام، نقولها بكل يقين إن الأقصى سيحرر من الاحتلال، لكن هذا بحاجة إلى أن نكون على قدر المسؤولية، حتى تنطلق مسيرة التحرير”.
وشدّد الدكتور سليمان على فشل مشروع “اوسلو والمفاوضات”، وتوجه للسلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس بضرورة اتمام المصالحة الفلسطينية من أجل الوقوف في وجه المؤامرات التي تحاك من أمريكا واسرائيل للقضية الفلسطينية برمتها والقدس والأقصى بوجه خاص، وأهاب برئيس السلطة “لوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال والمفاوضات الى غير رجعة”.
ودعا عاشق الأقصى الدكتور سليمان إلى حراك شعبي لنصرة المعتقلين الإداريين في السجون الإسرائيلية، لافتا النظر، إلى معاناتهم وعائلاتهم، لا سيما أن الاحتلال يمدد الاعتقال للعديد من الأسرى عشرات المرات، متذرعا بمعلومات سرية، رغم ان الأسير يكون على موعد مع الحرية وهو داخل السجن وقال “أي معلومات سرية تحصلت عليها الاجهزة الأمنية من الأسير وهو داخل السجن ولم يتحرك من مكانه!!”.
وحيا صمود أهالي غزة وسط الحصار الجائر وقال: “انتم شرفاء هذه الأمة رغم الحصار والمؤامرات عليكم، فأنتم مدرسة للأجيال القادمة، سيكتب عنها التاريخ بماء من ذهب”.
وتحدث عن تجربته في السجون ولقائه مع عدد من الأسرى ذوي المحكومية العالية التي تصل أحيانا إلى عشرات المؤبدات وقال: “تراهم يبتسمون يرفعون معنويات باقي الأسرى، السجن مدرسة وجامعة بوجود أمثال هؤلاء، نأمل ان تكون هناك صفقة قريبة جدا لإطلاق سراح الاسرى”.
وإلى أبناء التيار الإسلامي، بعث الدكتور سليمان برقيته التالية، ودعاهم فيها إلى الصبر والصمود والحفاظ على الثوابت، وقال: “ممنوع أن نتراجع صحيح نحن لا نحب السجون، ولكن إذا فرضت علينا فمرحبا بالسجون، فهذه طريق الأنبياء والصحابة الكرام، ومهما فعلوا ومهما ابتلينا فأجرنا عند الله تعالى”.
في ختام كلمته، خاطب الدكتور سليمان أحمد المؤسسة الإسرائيلية قائلا: “نحن دخلنا السجون في إطار الملاحقة السياسية، قمتم بحظر الحركة الاسلامية وضربتم المؤسسات، ودخلنا السجون وهناك اجماع شعبي من أبناء شعبنا أن موضوعنا انساني وملاحقة سياسية وارهاب دولة، بينما يا نتنياهو: رئيس دولتك سجن على اغتصاب واولمرت سجن على رشوة، وانت في طريقك الى السجن بتهمة الرشوة”، نحن نعتز بسجننا لأننا قدّمنا ضريبة طاهرة من أجل شعبنا، أما أنتم فتدخلون السجون تشيعكم الفضائح والفساد”.
بركة: أدعو أخي الشيخ رائد للموافقة على إطلاق سراحه ولو بشروط مقيدة
السيد محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، شكر في كلمته القائمين على المهرجان الذي “يطلق صرخة الحرية والقدس والأقصى” كما قال.
وهنأ “عشاق الأقصى” الذين، بحسب تعبيره “ثبتوا على المواقف رغم الارهاب والابتزاز، ووصل الأمر الى ان يطلق سراحهم دون أن توجه لهم اي تهمة من التهم الكبيرة التي كانت مع بداية الاعتقال، لينفجر هذا الملف في وجه المؤسسة الإسرائيلية”.
وحيا من بقوا خلف القضبان وخص بالذكر “المعتقل القائد شيخ الاقصى، الشيخ رائد صلاح فك الله اسره”.
وندد بالعنجهية الاسرائيلية وملاحقة الشيخ رائد والتيار الإسلامي، ودعا بركة، الشيخ رائد، إلى دراسة إمكانية الموافقة على اطلاق سراحه ولو بشروط مقيدة وقال: “رغم ان التهم باطلة وزائفة ومفصلة، وكان موقف الشيخ إما أن يطلق سراحه او يبقى في السجن، ولكن كنت أتمنى ان يكون الشيخ بيننا او في بيته او اي مكان خارج جدران السجن والعزل، اعرف انهم لم يتمكنوا منه ومن عزيمته ولكننا نحب ان يكون بيننا باي اجراء يتفق عليه المحامون وهذا ندائي لأخينا الشيخ رائد وكل اخواننا الذين يتابعون القضية”.
وتطرق بركة إلى موضوع المصالحة الفلسطينية وضرورة وحدة مكونات الشعب الفلسطيني بكافة فصائله في وجه مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، وأشار إلى أهمية معركة أبناء الداخل الفلسطيني وتمسكهم بمشروع البقاء في هذا الوطن.
وحذر رئيس “المتابعة” في الختام، من غول العنف الذي يفتك بالداخل الفلسطيني، وشدّد على أهمية الوحدة بين المكونات السياسية، محذرا في ذات الوقت من انزلاق العديد من النقاشات بين الخصوم السياسيين، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أماكن خطيرة وعنيفة، تضر بالوحدة الداخلية للفلسطينيين في هذه البلاد.
“القدس الفاضحة”
وكانت الكلمة الختامية في المهرجان، لرئيس لجنة الحريات، الشيخ كمال خطيب، وأعرب في مستهلها عن “الاعتزاز بعشاق الأقصى، والشموخ بأهليهم وبنسائهم وامهاتهم وابائهم وعائلاتهم الذين وقفوا وقفة المشجع والداعم والمحرض على الصبر والثبات”.
وحيا “أبناء المشروع الاسلامي، ما ترددتم لحظة عن كل نداء تتواجدون حيث يتطلب الأمر، وان تقفوا الى جانب من سجنوا لأجل قضايا كلنا نفتخر بها في خدمة القدس والاقصى وابناء شعبنا على كافة اشكال الخدمة والعطاء”.
وشكر خطيب لجنة المتابعة ولجنة الحريات واللجان الشعبية والقوى المختلفة على مؤازرتها وإسنادها لعشاق الأقصى وقال: “رأينا في دعمكم من خلال الوقفات وحضور الجلسات في المحاكم والفعاليات الأخرى، ما يؤكد للدنيا كلها ان شعبنا يعرف كيف يرد الفضل والجميل لأهله”.
وقال إن كل أسماء القدس المعروفة أضيف لها اسم جديد هو “القدس الفاضحة”، لأنها: “فضحت وكشفت ستر كل المتواطئين والمفرطين والسماسرة على تراب القدس وطهر القدس، اولئك الذين وافقوا على مشروع ترامب وصفقة العصر” وعدّ من بينهم حكام مصر والسعودية الذين “تشاور معه ترامب في قراراته المشؤومة حول القدس وما تسمى صفقة العصر، ولولا ذلك ما تجرأ على اصدار هذه القرارات” كما قال.
وحيا الشيخ كمال خطيب، الدكتور صائب عريقات في تصريحاته الأخيرة، والتي أكد فيها انه “لا حول ولا قوة لمحمود عباس وأن الرئيس الفعلي لفلسطين هو افيغدور ليبرمان”.
واعتبر تصريحاته بالموقف الصادق وزاد “لقد قال الدكتور صائب عريقات للمندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة، هيلي بيكر، ما هو أهم، حين اخبرها أن عددا من أبناء شعبه اتصلوا به حين سافر للولايات المتحدة قبل نحو شهر لزراعة رئة، وقالوا له: نريدك أيضا أن تغير لسانك وليس فقط رئة، هذا اللسان الذي طالما تحدث عن المفاوضات، حيث لم يعد يصدقه أحد حين يتحدث عن المفاوضات ومشروع التسوية”.
وأضاف الشيخ كمال: “هذا الموقف للدكتور صائب شجاع وجريء ويستحق ان يشكر عليه لأنه أدرك ان من ذهبوا الى المفاوضات عرفوا أن خياراتهم لم تأت بشيء على شعبنا”.
وأكد أن أحد أهم أسباب حظر الحركة الإسلامية، كان بسبب خدمتها وعملها في القدس والأقصى، وقال إن الحركة “خصصت خمس مؤسسات لخدمة القدس والأقصى، ووفرت الميزانيات الكبيرة لخدمة أهل القدس وفرّغت العديد من الطاقات لذلك” وهاجم من وصفهم بالسفهاء الذي يسألون بسخرية: وماذا قدّمت الحركة الإسلامية للقدس والأقصى أكثر من غيرها، وأضاف: “أعرف ان الرد عليهم يعطيهم قيمة، وأنا أشكك بوطنية هؤلاء، فعيب وعار أن ينتقص أمثالهم من جهود من جعلوا القدس والاقصى المبارك شغلهم الشاغل، ومن اعتقلوا لأجل القدس والأقصى وفي مقدمتهم شيخنا ومسؤولنا اخي الشيخ رائد صلاح، وهل حظرت حركتنا الاسلامية الا من اجل القدس والاقصى ثم يأتي سفيه ومجموعة من السفهاء ليقولوا ماذا قدمت الحركة للقدس والاقصى، لا نريد شهادات من أحد، دماء ابنائنا التي سالت على ساحات الاقصى تشهد حجاب نسائنا الذي خلع على ابواب الاقصى، يشهد عرق ابنائنا الذين عمروا المرواني والاقصى القديم يشهد ودموع نسائنا التي فارقت الاحبة تشهد، هذا واجبنا اديناه وسنستمر في ادائه”.
وتوقع الشيخ كمال أن تكون المرحلة القادمة أشد على الداخل الفلسطيني من حيث الاستهداف الإسرائيلي والاجراءات القمعية وقال: “لننتظر المزيد من التصعيد، مزيد من الاعتقالات والاستهداف بل ربما مزيدا من الشهداء امام حكومة متغولة يقودها هؤلاء المجرمين”.
ودعا إلى الوحدة بين كل مكونات الداخل الفلسطيني رغم الخلافات الفكرية والدينية، وحذر بعض أبناء المشروع الاسلامي من التعاطي مع المختلفين بمنطق دوني وأسلوب غير حضاري وقال: “اعوذ بالله ان ينزل احدنا لمستوى منحط ودوني وواطي في الحوار مع الاخر المختلف، هل تظن اذا البعض استعمل ضدك هذا الأسلوب ان تستعمله انت، هذه ليست بضاعتك يا ابن المشروع الاسلامي، ناقش حاور بالدليل والبرهان والحجة والاسلوب المقنع، ولكن اذا اراد البعض ان ينزلك الى مستوى دوني قل له سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين، انت هكذا لن تفيد مشروعك بل ستخسر حين يجرونك الى اسلوبهم، مهما كانت نيتك طيبة هذه الاساليب تجعلك تسيء، لا نريدك لا نريد قاموسك ولا مصطلحاتك، إما ان تنتصر للمشروع بالأسلوب اللائق، بالدعوة والموعظة الحسنة، وإلا شكرا لك، لأنا في النهاية دعاة واصحاب مشروع ورسالة نتمنى الخير لكل الناس”.
وختم الشيخ كمال خطيب كلمته بدعوة ابناء التيار الإسلامي إلى المضي في طريق الحق واليقين أن المستقبل للإسلام وقال: “قال الشيخ رائد صلاح في الجلسة الأخيرة “حافظوا على الثوابت” وانا اقول لكم وانقلها حافظوا على الثوابت لأن الحياة مواقف، فالتاريخ يسجل اسماء من حافظوا على المواقف والثوابت”.