تناولت هذا الموضوع في مناسبات سابقة لأكثر من مرة ، وسأستمر في تسليط الضوء عليه وكشف المستور منه والذي لا يعلمه إلا ثُلة قليلة من المهتمين والمُقرَّبين من المسيرة التربوية والتعليمية محليًا وقُطريًا ،لكن في هذه المناسبة سأسلط الضوء على الجانب الذي يعنى في شؤون الفساد الإداري والأخلاقي في منظومة التعليم في الوسط العربي بشكل عام ، وفِي قريتنا على وجه الخصوص .لا يمكن الصمت أكثر على هذه السياسة المُتبَّعة في أجهزة التربية والتعليم ومرافقها وأذرعها والتي تُجسَّد الأزمة الحقيقية التي تعصف في هذا الجهاز الذي ينخر فيه سوس الفساد من رأس الهرم من مكاتب الوزارة نفسها مرورًا ببعض المفتشين الذين لا يعملون وفق معايير مهنية ووصولًا إلى بعض مدراء المدارس الذين بدورهم يمارسون هذا الفساد على الطواقم التربوية والتعليمية .وهنا أحب أن أشدد أن كثير من المعلمين والمربين هم ( ضحية) والحلقة الأضعف والمستضعف في هذا التسلسل في منظومة الفساد،كما هو حال الطالب الذي نطالبه دومًا بحسن السيرة والسلوك وحسن الخلق وبنفس الوقت نلاحظ أن هذه المطالب يجب أن تتوفر أولًا بالقدوات وبالرموز التربوية المزعومة .
لا أنكر حقيقة السياسة العُليا الممنهجة والمُتبَّعة التي تمارسها السلطة في سبيل هدم المسيرة التربوية والتعليمية في وسطنا العربي ، لكن ما يقلقني هو وجود وقود محلية التي تساهم وتساعد بشكل مباشر في عملية الهدم ، السبب الأول يعود إلى عدم كفاءة وخبرة كثير من المفتشين ومدراء المدارس ، فنلاحظ أن العلاقات الشخصية وتقاطع المصالح والواسطات هي التي تحركهم والتي من خلالها يتم التعامل مع بعضهم البعض ، والسبب الآخر والأهم هو الحفاظ على المركز والمكانة ( ومن بعدي الطوفان) .
وبعد كل هذا يأتيك مدير مدرسة يشكو تردي الوازع الأخلاقي عند الطلاب وتردي مستواهم التحصيلي .
لولا المسائلة القانونية لعرضْتُ على حضراتكم بالحقائق وبالأدلة مدى تورط كثير من المفتشين في وسطنا العربي في قضايا أخلاقية وقضايا فساد ومحسوبيات وتدخلهم ودورهم الدنيء والحقير في قضايا التعيينات المبني على العلاقات الشخصية والواسطات ، الأمر الذي سبب معاناة حقيقية لأبناء هذا البلد في الحصول على فرصهم في مزاولة مهنة التعليم ، وفرّوا إلى الخارج ومنهم قد دبَ اليأس والإحباط في نفوسهم ومنهم من لجأ لتوجهات بديلة ، لهذا أرى في ضرورة تشكيل هيئة قطرية منبثقة من اللجنة القطرية لأولياء أمور الطلاب الإهتمام بمتابعة ملفات المعلمين والمعلمات المظلومين والذين أجحفت حقوقهم منذ سنوات طويلة ، ومتابعة أداء وسلوك بعض المفتشين ومدراء المدارس الذين يستغلون مناصبهم لمآرب شخصية وفضح دورهم ، أنا شخصيًا لست متفائلًا من النتائج بسبب التغطية والحصانة التي يتمتعون بها من قبل السلطة وسياستها بما يخص المسيرة التربوية والتعليمية في الوسط العربي .
حتى لا أنكر ولا أجحف حق بعض المدراء الذين أثبتوا للقاصي والداني مهنيتهم وخبرتهم الغنية والتي نرى نتائجها ، لكن يبقى السبب الأساسي أن هذه النوعية تجردّت من المصالح الشخصية وأنصفت الكوادر والطواقم التعليمية ووضعت نصب أعينها مصلحة الطالب ، ووفرت له المناخ التربوي والتعليمي السليم .
الحقيقة هي إن الأزمة الحقيقية تكمن بعدم تمكين أصحاب النوايا الطيبة والحسنة من تبوؤ مناصب إدارية وتركناها للعابثين والهواة ، وحتى لا يحوَّر كلامي ويأخذ منحى آخر غير الذي أعنيه ، فأقول أننا نحن كمجتمع واحد بمختلف تركيباته وشرائحه مسؤولين عن هذا الواقع المخزي وذلك بعدم تسجيل المواقف الإيجابية للضغط لتغيير هذا الواقع .
الكلمات الدلالية :
وزارة, التغطية, والتهديم, بقلم, الكاتبمهند, نواطحة,
التعليقات
واحد27 فبراير 2018
تحدث عن صمت ألدعاة وألمشايخ إتجاه ما يحدث في مجتمعنا ألعربي من آفات بشكل عام
ريناوية27 فبراير 2018
كلام سليم مية بالمية وصلت الى لب الموضوع بتنا نبكي على الشباب والجيل الصاعد في الرينة يركض وراء التفاهات ولا يحاول بناء مستقبل واعد باتت المدارس وكرا فاسدا يخرج الفاسدين الى المجتمع. والمعلمون يحاولون ولكن دون جدوى المديرة التي لا تلقى الطاعة من معلماتها فانهن حكمن على انفسهن بالاعدام او ان يتم نقلها او تخرج لاجازة بدون معاش او ان تعاني معاناة عظيمة. واين اهل البلد من ذلك. انهم منشغلون بامور اخرى تتعلق باذية الناس والحفر لفلان وعلان اتقوا الله اهلنا في الرينة. تقوى الله
معلمة بمدارس الرينة27 فبراير 2018
بارك الله فيك اخي انا اسمع عنك كثيرا واعرف مواقفك المشرفة جيدا لمست الجرح الذي ينزف لا يمكن ان تجد مديرا يخاف على مصلحة ابنائكم في البلدة انا في الجهاز واعرف الامور جيدا