الاحد 11 مارس 2018 21:09 م بتوقيت القدس
مع دخول الحملة العسكرية ضد الغوطة الشرقية أسبوعها الرابع، تهز المعارك العنيفة بين جيش النظام السوري والفصائل المعارضة أرجاء هذه المنطقة التي باتت مجزأة وتنتشر تحت أنقاض مبانيها عشرات الجثث لضحايا سقطوا في القصف.
وع اشتداد المعارك، حذر وزير الأمن الأميركي جيمس ماتيس، النظام السوري من استخدام السلاح الكيميائي في الغوطة الشرقية، وهدد باستهداف معسكراته ومقراته الأمنية بحال أقدم على ذلك، فيما أفادت وسائل إعلام أجنبية بشن الطيران الحربي الروسي غارات على كدينة إدلب.
وعزل جيش النظام، أمس السبت، دوما، أبرز مدن الغوطة الشرقية بعدما تمكن إثر تقدم كبير من تقسيم المنطقة إلى ثلاثة أجزاء: دوما ومحيطها شمالاً، حرستا غرباً، وبقية المدن والبلدات التي تمتد من الوسط إلى الجنوب.
وتدور في محيط كل من هذه المناطق اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والفصائل المعارضة يرافقها قصف عنيف.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن جيش النظام اشتبك في معارك عنيفة مع جماعات المعارضة المسلحة، في وقت مبكر اليوم الأحد، على جبهة مهمة في الغوطة الشرقية، حيث قسم تقدم القوات الحكومية الجيب الخاضع لسيطرة المعارضة فعليا إلى ثلاثة أجزاء.
وذكر المرصد أن أكثر من 1100 مدني قتلوا في الهجوم على أكبر معقل للمعارضة قرب دمشق منذ أن بدأ قبل ثلاثة أسابيع بقصف مدمر.
وأضاف المصدر أن قتالا ضاريا يدور على عدة جبهات يرافقه وابل من نيران المدفعية والغارات الجوية المتواصلة وهجمات طائرات الهليكوبتر.
وبث التلفزيون الرسمي لقطات يوم السبت من مدينة مسرابا بعد أن سيطر عليها الجيش الأمر الذي عزل مدينتي حرستا ودوما عن باقي أنحاء الغوطة.
وقال مقاتلو المعارضة إن المدينتين لم تعزلا بالكامل عن بعضهما أو عن باقي أجزاء الغوطة في الجنوب منهما، لكن المرصد ذكر أن نيران الجيش التي تستهدف الطرق التي تربط المناطق الثلاث تعني تقسيم الجيب فعليا.
وتعهد فيلق الرحمن وجيش الإسلام، وهما أكبر جماعتين للمعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية بمقاومة هجوم القوات النظامية، لكنهما خسرا أكثر من نصف الجيب في الهجوم البري الدائر منذ أسبوعين.
ويعتبر رئيس النظام بشار الأسد وحليفته روسيا جماعات المعارضة جماعات "إرهابية"، ويقولان إن الهجوم ضروري لإنهاء حكم المسلحين لسكان الغوطة.
إلا أن حملة قوات النظام العنيفة أثارت إدانة من دول غربية ومطالب متكررة من وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة بوقف إطلاق النار للسماح بوصول المساعدات الإنسانية.
وفي حين تقول حكومة النظام السوري وروسيا إنهما فتحتا ممرات آمنة تصل إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة إلا أنه لم يخرج أي من المدنيين بعد.
وتتهم دمشق وموسكو مقاتلي المعارضة بإطلاق النار على أي شخص يحاول المغادرة، وهو أمر ينفيه المقاتلون، رغم أن شاهدا من رويترز تحدث عن قصف وإطلاق نار قرب أحد الممرات الآمنة يوم الجمعة.
وقال مقاتلو المعارضة وبعض سكان الغوطة الشرقية الذين تواصلت معهم رويترز إن الناس لا يريدون العودة إلى حكم الأسد خشية محاكمتهم وهو أمر تقول الحكومة إنه لا أساس له من الصحة.
واكتسبت قوات النظام، بدعم من الطائرات الحربية الروسية وغيرها من المساعدات العسكرية منذ عام 2015، زخما على عدة جبهات في أنحاء البلاد وطردت مقاتلي المعارضة من عدة جيوب واستعادت أراضي في الشرق من تنظيم الدولة الإسلامية.
إلا أن قوات الحكومة السورية لم تسيطر بعد على كامل البلاد. ويسيطر مقاتلو المعارضة على مناطق واسعة في شمال غرب البلاد وجنوب غربها في حين أن شمال شرق سورية خاضع لسيطرة مقاتلين أكراد وحلفائهم.