الاثنين 12 مارس 2018 12:45 م بتوقيت القدس
لا يكاد يمر يوم في قطاع غزة حتى تتكشف جريمة هنا واخرى هناك قد تكون محاولة انتحار وقد تكون الاقدام على فعل القتل بدوافع مختلفة، من الناحية النفسية يقول المختصون انه إن كانت البيئة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية غير مريحة فهي عوامل مهددة لكيان الانسان لارتكاب الكثير من الجرائم سواء في حق نفسه أو في حق مجتمعه والسؤال هنا فكيف ان كانت كافة هذه الظروف الغير مريحة متوفرة وخصبة في قطاع غزة المحاصر.
الاخصائي النفسي والمحاضر في جامعة الاقصى في قطاع غزة الدكتور درداح الشاعر أكد أن الواقع النفسي لسكان قطاع غزة واقع مرير مبينا أن المجتمع الفلسطيني يشعر بنوع من الاحتراق النفسي والقلق الموصول والمستمر وبدرجة عالية من التوتر النفسي.
ولفت الشاعر الى ان هذا الواقع النفسي هو الذي يؤدي الى هذه الجرائم مشيرا الى وجود نسبة لا يمكن تحديدها من الاضطرابات النفسية العنيفة كالفصام والامراض العقلية بالإضافة الى اعداد هائلة من الذي يعانون من اضطرابات نفسية يترددون على العيادات النفسية.
وقال: "هناك 2 مليون فلسطيني هم بحاجة لنوع من المساندة المجتمعية والدعم النفسي الاجتماعي والاسعافات النفسية الاجتماعية نظرا للواقع الاقتصادي والامني والسياسي الخانق في قطاع غزة".
وحول وجود احصائيات حول اعداد الذين يترددون على العيادات النفسية في قطاع غزة اكد الشاعر انه لا يمكن احصاء هذه الاعداد لان من يتردد ربما يكون لا يتجاوز العشر "0.1" من الذين يعانون مضيفا:"ولكن لا نستطيع وضع ارقام حقيقية لان غير المترددين اكثر بكثير من المترددين وعدد المترددين لا يعكس الواقع النفسي للإنسان الفلسطيني".
ويعيش سكان قطاع غزة ظروف قاسية ومعقدة تحيط بالبيئة الاجتماعية بهم ما بين الحصار وما بين التهديد الاسرائيلي والتلويح بالحرب وافتقاد الامل في حل سياسي وانقسام شطري الوطن والبعد الاقتصادي الخطير.
سجل قطاع غزة الاسبوع الماضي عدة حوادث مختلفة على صعيد القتل والانتحار حتى اصبحت حديث الناس في هذا القطاع المحاصر.
الناطق باسم الشرطة الفلسطينية في قطاع غزة المقدم ايمن البطنيجي أكد ان الارقام والنسب لعمليات القتل والجريمة طبيعية ولا يمكن اعتبارها ضمن الظواهر المجتمعية.