الجمعة 23 مارس 2018 17:54 م بتوقيت القدس
في تقرير سري كتبه قسم الأمن في مكتب مراقب الدولة عام 2007، اعتبر الخبراء أن اكتشاف المفاعل النووي في دير الزور بسورية شكل تقصيرًا استخباراتيًا خطيرًا لدى أجهزة الأمن التي تقع مثل هذه الأمور تحت سلطتها، خاصة أن هذا الاكتشاف شكل "مفاجأة إستراتيجية".
وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الجمعة، أن قسم الأمن في مكتب مراقب الدولة أرسل تقريره السري إلى رئيس الحكومة في حينه، إيهود أولمرت، والذي كان الاستنتاج فيه واضحًا وحادًا، مفاده أن تقصيرًا خطيرًا يقع على مسؤولية أجهزة الأمن الإسرائيلية التي كان من واجبها كشف المفاعل في وقت سابق، وعلى رأس هذه الأجهزة جهاز الاستخبارات العسكرية (أمان).
وتمت صياغة التقرير بعد أن تابع قسم الأمن في مكتب مراقب الدولة كل الخطوات التي اتخذت وكيفية اتخاذ القرارات منذ اكتشاف المفاعل حتى تدميره، وأُدرج التقرير تحت فئة "سري للغاية" وتم تقديمه لأولمرت وعدد قليل من الأشخاص الآخرين ذوي المناصب الرفيعة في أجهزة الأمن.
وتشير الصحيفة إلى أن تأخر اكتشاف المفاعل أشعل صراعًا بين أجهزة الأمن، إذ اتهم "أمان" جهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد) بعرقلة عمله، وقال مسؤول قسم الأمن في حينه، عاموس يادلين، إن "أمان" كان على علم بخطط سورية النووية، لكن الموساد عرقل عمله وأدى إلى تأخير اكتشاف المفاعل.
في حين قال رئيس الموساد السابق، تمير باردو، إن تأخر اكتشاف المفاعل هو "قصور استخباراتي يماثل في حجمه القصور الذي كان قبيل حرب يوم الغفران (حرب أكتوبر)".
وفي وقت سابق، انتقد باردو سماح الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بالنشر عن قيام إسرائيل بتدمير المفاعل النووي السوري في دير الزور عام 2007. كما اعتبر أن عدم وجود معلومات مسبقة عن المفاعل النووي يعتبر "فشلا مدويا".
وقال باردو إنه "ليس واثقا من أنه كان من الضروري النشر عن العملية الآن".
وفي حديثه في "مؤتمر دغان للأمن والإستراتيجية" في "الكلية الأكاديمية نتانيا"، قال باردو "المشكلة في العمليات الناجحة أن الجدلية اليهودية والإسرائيلية تحاول الفوز بنجاح العملية، وتبدأ حرب النرجسية غير العادية".
وخلال حديثه، أشار إلى نقص المعلومات الاستخبارية قبل العملية، وأن الموساد هو الذي تمكن في نهاية المطاف من الحصول على معلومات استخبارية أدت إلى تدمير المفاعل.
وأضاف أن "طاقما من الموساد تمكن من الحصول على معلومات استخبارية. والتي لم يكن بالإمكان بدونها معرفة ما إذا كان هناك مفاعلا في سورية".
وبحسبه فقد "كان هناك فشل مدو، من جهة، ومن جهة أخرى، ولحسن الحظ فإن مجموعة من عناصر الموساد تمكنوا من الحصول على هذه المعلومات".