الجمعة 06 ابريل 2018 21:06 م بتوقيت القدس
أكدت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، مساء اليوم الجمعة، ارتفاع عدد شهداء مسيرة العودة على حدود قطاع غزة إلى ثمانية شهداء، وذلك بعد الإعلان عن استشهاد شاب برصاص الجيش الاسرائيلي في رفح جنوبي قطاع غزة، وآخر متأثرا بإصابته.
وكان قد أعلن في وقت سابق عن استشهاد شاب سادس، بعد استشهاد شاب شرق مخيم البريج، واستشهاد طفل (16 عاما) شرقي القطاع، في حين ارتفع عدد المصابين، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية إلى أكثر من 1070 مصاب، وصفت إصابة 251 منهم بأنها خطيرة، و 293 أصيبوا بالرصاص الحي.
كما أعلن في وقت سابق عن استشهاد ثلاثة شبان فلسطينيين، وإصابة المئات في تجدد المواجهات بين الجيش الاسرائيلي والشبان الفلسطينيين إثر اعتداء الجيش الاسرائيلي على المعتصمين السلميين على حدود قطاع غزة، صباح اليوم الجمعة، وسط استهداف المباشر للمتظاهرين بالرصاص الحي، وأنباء عن حالات حرجة.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة استشهاد الشاب أسامة خميس مسلم قديح (39 عاما) من خزاعة برصاص الجيش الاسرائيلي شرق خانيونس جنوب القطاع، واستشهاد الشاب مجدي رمضان شبات شرقي القطاع، وأكدت الوزارة أيضًا استشهاد شاب ثالث لم يُعرف اسمه بعد.
وقالت الوزارة في آخر الإحصائيات: "بلغ الشهداء 6 و عدد الإصابات 1070 مصابا في المستشفيات والرعاية الاولية و النقاط الطبية، منها 551 في الرعاية و النقاط الطبية؛ و 442 في مستفيات الوزارة؛ و 77 في المستشفيات الأهلية.
وبين الإصابات 12 سيدة و 48 طفلا. كما بين أن من الإصابات ا 25 خطيرة و 239 متوسطة و 156طفيفة. كما علم أنه من مجمل الاصابات 293 بالرصاص الحي.
ونقل بعض المصابين إلى المستشفيات لتلقي العلاج. في حين قدم الهلال الأحمر الفلسطيني العلاج الأولي الميداني لعشرات المصابين. وسط أنباء تؤكد إطلاق قناصة الجيش الاسرائيلي الرصاص الحي بكثافة، على المشاركين في المسيرات السلمية على طول الشريط الحدودي. وتحلق طائرات الجيش الاسرائيلي الاستطلاعية المسيرة على طول الشريط الحدودي للقطاع المحاصر.
وأفادت مصادر فلسطينية أن بعض المتظاهرون نجحوا في اختراق السياج الأمني شرق رفح ووسط قطاع غزة، ورشقوا مركبات الجيش الاسرائيلي العسكرية بالحجارة، فيما أطلقت السلطات الاسرائيلية خراطيم المياه العادمة لتفريق المتظاهرين وفي محاولة للسيطرة على ألسنت النيران المندلعة إثر حرق الإطارات المطاطية شرق غزة.
وتوافد المئات من الغزيين، منذ ساعات الصباح، من مختلف مدن ومخيمات القطاع (من رفح جنوبًا حتى بيت حانون شمالًا)، بناء على دعوة من اللجان التنسيقية والهيئة الوطنية العليا المشرفة على الفعاليات ومسيرة العودة للانطلاق نحو المخيمات في مناطق الشريط الحدودي شمال وشرق غزة.
و"جمعة الكاوتشوك" هو شعار يرفعه المشاركون في الفعاليات السلمية من أبناء قطاع غزة على مقربة من السياج الفاصل الحدودي بالمناطق الشرقية والشمالية من القطاع، لإشعال آلاف الإطارات في الجمعة الثانية من إحياء الذكرى الثانية والأربعين ليوم الأرض بمسيرات العودة.
وبدأت ذروة الفعاليات الشعبية بإقامة مهرجانات تأبينية في المواقع الخمسة للشهداء، الذين سقطوا الجمعة الماضية وفي الأيام الماضية متأثرين بجروحهم، بنيران الجيش الاسرائيلي.
وشرع الفلسطينيون بإحراق آلاف الإطارات المطاطية (إطارات تالفة)، على طول الشريط الحدودي وقرب السياج الفاصل مع اسرائيل، لتشكيل جدار من الدخان الأسود، املا في أن يحجب الرؤية على قناصة وجنود الجيش الاسرائيلي، الذين يستهدفون الشبان المشاركين في المسيرات السلمية الحدودية.
ودفعت قوات الجيش الاسرائيلي، منذ ساعات الفجر، بتعزيزاتٍ عسكريةٍ ضخمة، وبمزيد من الدبابات والمدرعات وجنود القناصة على طول السياج الحدودي في المناطق الشرقية والشمالية لقطاع غزة، لمهاجمة الفعاليات السلمية.
وتم تجهيز آلاف الإطارات المطاطية وإحضارها على مقربة من السياج الفاصل على الحدود، لإشعالها والتغطية على المحتجين وهم يواجهون قناصة الجيش الاسرائيلي الذين يستهدفون المواطنين بشكل مميت على خطوط التماس، بناء على أوامر قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وعلى رأسهم وزير الأمن، أفيغدور ليبرمان.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم، "لن نسمح بإلحاق الضرر بالبنية التحتية الأمنية، وسنتصرف ضد مثيري الشغب العنيفين".
فيما أكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية، وصول الدخان الكثيف المتصاعد من الإطارات المطاطية المشتعلة إلى البلدات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة وما يسمى بمناطق "غلاف غزة".
وحاولت قوات الجيش الاسرائيلي المتمركزة قرب السياج الأمني الفاصل، شرقي قطاع غزة، مقاومة سحب الدخان المُنبعث من الإطارات المطاطية؛ التي أشعلها شبان فلسطينيون ضمن فعاليات مسيرة العودة وكسر الحصار.
وحاولت مركبات تابعة للدفاع المدني الإسرائيلي ضخ كميات من المياه باتجاه الجانب الفلسطيني، حيث تشتعل الإطارات.
فيما استخدم الجيش مراوح هوائية كبيرة، للسيطرة على دخان "الكاوتشوك" المنبعث، شرقي مدينة خانيونس، جنوبي القطاع.
هذا وطالب مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إسرائيل، بعدم استخدام القوة المفرطة مع المتظاهرين الفلسطينيين، فيما حثّ الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، مساء أمس الخميس، إسرائيل، على “توخي الحذر الشديد” من استخدام القوة لتجنب وقوع إصابات، في حين دعا الاتحاد الأوروبي الجيش الاسرائيلي إلى "ضبط النفس".
وقالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة، إليزابيث ثروسل، في إفادة صحفية، إنه ينبغي عدم استخدام الأسلحة النارية إلا كملاذ أخير وإن اللجوء غير المبرر لاستخدامها قد يصل لمستوى قتل المدنيين عمدا وانتهاك معاهدة جنيف الرابعة.
وخلال أحداث الأسبوع الأول من فعاليات مسيرة العودة، ودع أهالي القطاع 20 شهيداً قضوا بنيران الجيش الاسرائيلي منذ الجمعة الماضي، فيما أصيب ما لا يقل عن 1500 آخرون، ولا يزال المئات منهم يتلقون العلاج في مستشفيات القطاع بينهم 46 جروحهم حرجة جداً وفقاً لمستشفيات غزة.
تواصل المسيرات السلمية للجمعة الثانية على التوالي بالمناطق الحدودية، بمشاركة حشود من الجماهير والفعاليات الشعبية، في إطار فعاليات إحياء يوم الأرض.
وتبعد خيام العودة، المقامة طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، مسافة 700 متر عن السياج الأمني الفاصل بين القطاع وإسرائيل. ومن المقرر أن تصل فعاليات مسيرة العودة ذروتها في 15 مايو/ أيار المقبل، بالتزامن مع الذكرى الـ70 لنكبة الشعب الفلسطيني، وإجراءات نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة.