الجمعة 04 مايو 2018 16:58 م بتوقيت القدس
رشح حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، أحد أبرز نوابه، محرم إينجه، المعروف بخطبه النارية، لمنافسة رجب طيب إردوغان على الانتخابات الرئاسية المقبلة، المقرر إقامتها في حزيران/ يونيو المقبلة.
وأعلن زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو ترشيح محرم إينجه. وكان كيليتشدار أوغلو قد أعلن سابقا عن ترشحه للانتخابات.
وقال إينجه بعد أن دعاه كيليتشدار أوغلو إلى المنصة خلال اجتماع حزبي حاشد في أنقرة "في 24 حزيران/ي ونيو، سوف أكون إن شاء الله رئيسا برغبة من الشعب". وأضاف "سأكون رئيسا للجميع. سأكون رئيسا غير منحاز".
وقبل ذلك صوت نواب الحزب وعددهم 110 بالموافقة على ترشيح إينجه الذي درس الفيزياء والنائب منذ 2002.
مهمة شاقة
يواجه إينجه الذي يحتفل الجمعة بعيد ميلاده الـ54 مهمة شاقة لإقناع الناخبين في معركته أمام إردوغان الأكثر خبرة والخطيب البارع في الحملات الانتخابية.
غير أن أكبر ميزات إينجه السياسية، أي مهارته الخطابية ولهجته الحماسية، قد زادت حظوظه لدى أوفياء حزب الشعب الجمهوري في السنة الماضية.
وقال رئيس مركز الاقتصاد والسياسة الخارجية والباحث الزائر في معهد كارنيغي أوروبا، سينان أولغن، إن "محرم إينجه أفضل مرشح يمكن أن يختاره حزب الشعب الجمهوري فيما يتعلق بحشد قاعدة الحزب".
وأضاف "سيكون قادرا على ضمان مشاركة كبيرة لناخبي حزب الشعب الجمهوري في يوم الاقتراع".
وتتباين لهجة إينجه الصارمة مع أسلوب كيليتشدار اوغلو الأكثر تحفظا والذي تزعم الحزب الجمهوري منذ 2010 لكنه لم يتسبب بإزعاج حقيقي لإردوغان.
وعموما كان إينجه أكثر استعداد من كيليتشدار أوغلو لتبني أسلوب غير رسمي تجاه إردوغان، مثيرا احتمال حملة سياسية شرسة.
وفي خطاب قبوله الترشيح في اجتماع الحزب، أظهر إينجه أنه لن يخشى مواجهة إردوغان الذي وصفه "بما يسمى بالزعيم العالمي الذي يحتدم ويستشيط غضبا كل يوم".
وفي إحدى كلماته الشهيرة تعهد إينجه ببيع القصر الرئاسي الضخم الذي شيده إردوغان في انقره وافتتح في 2014، في حال انتخابه. وفي خطابه قال إينجه إن القصر يجب أن يسلم للشباب ويصبح "دارا للعلوم".
سباق حاشد
جاء ترشيح إينجه فيما قام رئيس الوزراء بن علي يلدريم والحليف القومي دولت بهجلي بتسجيل ترشيح إردوغان لدى سلطات الانتخابات في أنقرة.
والاقتراع المرتقب في 24 حزيران/ يونيو والذي تجري فيه الانتخابات البرلمانية والرئاسية في نفس اليوم، سيكون حدثا مهما في تاريخ تركيا الحديث.
فبعد الانتخابات، سيتم تطبيق نظام رئاسي جديد تمت الموافقة عليه في استفتاء في نيسان/ أبريل 2017، سيمنح بحسب ما يقوله الحزب الشعب الجمهوري الرئيس صلاحيات سلطوية.
وفي حال فوز إردوغان بولاية جديدة من خمس سنوات، سيتمكن من المضي قدما في تحولات بدأت عندما أصبح رئيسا للوزراء في 2003.
ومن المتوقع أن يتحالف حزب الشعب الجمهوري مع ثلاثة أحزاب معارضة أخرى، خصوصا حزب إييي الجديد بزعامة ميرال أكسينير، لخوض الانتخابات.
وأكسينير الذي يعتبره بعض المحللين قوة محتملة لا يستهان بها في السباق، أطلق حملة الجمعة لجمع 100 ألف توقيع على الاقل الضرورية لخوض الانتخابات.
ويغيب عن التحالف الانتخابي حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد والمعارض الشرس لإردوغان.
وأعلن حزب الشعوب الديمقراطي زعيمه السابق صلاح الدين ديمرتاش مرشحه للانتخابات رغم وجود في السجن ومحاكمته. ومن المتوقع أن يعلن الحزب ترشيح ديمرتاش في وقت لاحق الجمعة.