الجمعة 04 مايو 2018 17:54 م بتوقيت القدس
أشار وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أن إرسال قوات عربية إلى سورية لتعويض قوات أخرى هو أمر وارد، وأن هذا الطرح يناقش بمستويات متقدمة وليس فقط كتصريحات في الإعلام.
ونقلت صحيفة "الأهرام" المصرية عن شكري قوله إن "هذا الطرح لا يتردد فقط على المستوى الإعلامي وإنما أيضا في المناقشات والمداولات بين مسؤولي الدول لبحث إمكانية إسهام هذه الأفكار في استقرار سورية".
ولم يعلن شكري صراحة أي القوات سيتم استبدالها، لكن الإشارة كانت واضحة للقوات الأميركية التي ردد الرئيس دونالد ترامب، أكثر من مرة أنه ينوي سحبها.
وكانت مصادر دبلوماسية وسياسية مصرية قد أكدت الشهر الماضي استعداد مصر للمشاركة في قوات عربية تدخل سورية للحفاظ على الأمن والاستقرار في شمالها الشرقي، التي تم تحريرها من تنظيم "داعش".
وجاءت هذه التصريحات بعد أن أعرب وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، عن استعداد المملكة لإرسال قوات إلى سورية تحت مظلّة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، إذا اتُخذ قرارٌ بتوسيعه.
وأوضح الجبير في تصريحات سابقة خلال مؤتمر صحافي مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن بلاده اقترحت تلك الفكرة من قبل على إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما. وقال: "ما زلنا نناقش مع الولايات المتحدة منذ بداية هذا العام هذا الاقتراح، وكنا قد قدمناه من قبل لإدارة الرئيس أوباما".
وكانت تقارير أميركية قد أفادت بأن إدارة ترامب طلبت من حلفائها العرب إرسال قوات تحلّ محل القوات الأميركية في سورية، لتساعد في استقرار مناطق شمال شرقي البلاد بعد هزيمة تنظيم "داعش". وبحسب التقارير، فإنّ جون بولتون، مستشار ترامب الجديد للأمن القومي، طلب في الفترة الأخيرة من مسؤول مصري بحث إمكانية مشاركة مصر في هذه الاقتراح.
تجدر الإشارة إلى أنه في تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، تداول عدد من وسائل الإعلام الإيرانية والسورية، نقلاً عن مصادر مختلفة، أنباء عن وجود قوات من الجيش المصري على أرض سورية، من أجل مساعدة جيش النظام في محاربة تنظيم "داعش"، مؤكدةً وصول فرقة من الطيارين العسكريين المصريين لقاعدة في محافظة حماة السورية.
كذلك، نقلت وسائل إعلام عربية محسوبة على التحالف السوري - الإيراني وقتها، أنّ الثاني عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، شهد وصول 18 طيارًا حربيًا مصريًا لقاعدة حماه الجوية.
وقالت إنه ليس مؤكداً أن الطيارين المصريين قد بدأوا المشاركة أم لا في العمليات الجوية، لكن انضمامهم إلى عمليات قاعدة حماة، واختيار الطيارين من بين تشكيل الحوامات المصرية، يعكس قرارًا مصريًا سوريًا بتسريع دمج القوة المصرية، لأن الجيش المصري لا يزال يملك، برغم "أمركة" أسلحته الجوية الواسعة في الثمانينيات، أسرابًا من 60 مروحية روسية من طراز "مي 8"، فيما لم يتبق من الخمسين مروحية سورية من الطراز ذاته، بعد خمسة أعوام من القتال، إلا النصف تقريبًا.