الخميس 17 مايو 2018 20:56 م بتوقيت القدس
تعتبر القهوة والشاي من المشروبات الأساسية التي يتناولها الفرد، كونها تساعده على استعادة تركيزه مع بداية اليوم وتجعله أكثر نشاطا ويستطيع من خلالها استكمال يومه دون أي تعب أو إرهاق، وعلى الرغم من أن الإفراط في تناول القهوة له الكثير من الأضرار على أعضاء الجسم مثل القلب والكبد والعضلات وخاصة الكلى، بسبب ما تحتويه من كافيين، إلا أنها تعتبر كالإدمان بالنسبة للكثير من الأشخاص.
ومع حلول شهر رمضان المبارك يواجه البعض صعوبات في بدء يومه بدون فنجان القهوة الذي اعتاد عليه، فيجد صعوبة في مزاولة عمله خاصة خلال الأيام الأولى من الصوم، حيث يصاب بالتوتر والصداع نتيجة التوقف عن تناول القهوة في الميعاد المحدد.
عندما يأتي شهر رمضان تتغير مواعيد الطعام والشراب لدى الفرد وعليه أن يتأقلم مع هذا، لذلك ينصح المتخصصون الذين اعتادوا على تناول القهوة بشكل مستمر التقليل من تناولها قبل دخول شهر رمضان بحوالي أسبوع لكي يعتاد جسمهم على ذلك، وحتى لا يصابون بالصداع والإرهاق، كذلك ينصح بتناولها منزوعة الكافيين، وأن يضاف لها اللبن، وبذلك يكون الجسم قد اعتاد على مقدار معين من القهوة قبل بدء الصوم، وكثير من الأشخاص يقعون في خطأ تناول فنجان القهوة مع بدء الإفطار مباشرة وهذا يشكل خطرا كبيرا، حيث أنه يؤدي إلى زيادة في إفراز الإنزيمات المهضِّمة.
وهنا تقول د.شريفة أبوالفتوح، استشارية التغذية العلاجية: إن مدمني تناول القهوة يواجهون صعوبة شديدة خلال شهر رمضان بسبب اختلاف مواعيد تناولهم لها، مشددة على أنه لا يجب أن يبدأ الشخص إفطاره بفنجان من القهوة، لما لذلك من أضرار وتأثير سلبي على صحته، لكن عليه أن يأخذ بعض التمر لأنه الخيار الأمثل لإمداد الجسم بالطاقة، لافتا إلى أنه يجب على الفرد أن يتناول فنجان القهوة بعد الفطار بحوالي ساعتين لكي يستعيد الجسم نسبة السكر الموجودة به، أما بالنسبة للأشخاص الذين يفضلون تناول القهوة ليلا فيجب أن يكون فنجان القهوة منزوع الكافيين.
وتضيف أبو الفتوح: هناك بدائل كثيرة لإكساب الجسم الحيوية والطاقة بدلا من القهوة، وذلك من خلال نظام غذائي سليم وصحي وتناول قدر كاف من السوائل، محذرة من تناول القهوة وقت السحور لأنها تفقد الجسم المعادن، خصوصا الحديد وأملاح الجسم، هذا بجانب أن هذه المشروبات تؤدي أيضاً إلى الشعور بالعطش أثناء النهار، مشيرة إلى أن كثيرا من الأبحاث أثبتت أن للقهوة أضرارا كثيرة خاصة لدى النساء فتناولها بشكل مفرط يؤدي إلى تقليل نسبة الحمل بحوالي 25 بالمئة، كما أن الكافيين المتواجد بها يؤدي إلى ارتفاع مؤقت في ضغط الدم، لأنها تعد المصدر الأساسي للكافيين ولن يتوقف خطرها عند هذا الحد، بل إنها تزيد من معدل إخراج الكالسيوم مما يؤدي إلى الإصابة بهشاشة العظام، كما أنها تؤدي إلى الجفاف إذا لم يعط الجسم كمية كافية من السوائل.
وقد كشف تقرير نشرته صحيفة “تايمز أوف إنديا” الهندية، أن هناك بعض الأطعمة التي يمكن استخدامها كبديل لمشروب القهوة لإكساب الجسم الحيوية والنشاط، والتي يأتي على رأسها المياه الباردة التي تساعد على إيقاظ الحواس الخمس للجسم، حيث أنها تحافظ على الخلايا المائية للجسم وتجعلها في حالة نشاط، لذلك ينصح بالإكثار من تناول الماء حتى وإن كنت لا تشعر بالعطش، فالتقليل من تناول المياه يؤدي إلى جفاف الجسم، ومن ثم الشعور بالتعب والإرهاق، كذلك تناول بذور “الشيا” كبديل للقهوة، فهي تعتبر مصدر غني بأحماض أوميجا 3 الدهنية، والتي تجعل الفرد في حالة يقظة ونشاط وتسرع من عملية الهضم وتقلل الشعور بالتعب، وتجعل الجسم رطبا.
وأشار التقرير إلى أنه يمكن استبدال مشروب القهوة بالخضروات الورقية المتواجدة في طبق السلطة أو عصير الخضروات مثل السبانخ والخس واللفت، فهي عامل مهم للتخلص من الكسل، كما أنها تجعل الجسم في حالة من النشاط، لاحتوائها على فيتامين “ب” الذي يساعد على تحويل الطعام الموجود في الجسم إلى طاقة، ومن أهم الأطعمة البديلة للقهوة أيضا البيض فهو من أكثر الخيارات لوجبة إفطار صحية لأنه غني بالبروتينات التي تجعل الجسم أكثر نشاطا، ويفضل إضافة الخضروات إليه للحصول على وجبة صحية متكاملة، تكسب الجسم الحيوية والنشاط وتكون بديلا صحيا للقهوة الضارة بصحة الإنسان.
وعن الآثار السلبية والأضرار التي تسببها القهوة لصحة الإنسان، يوضح د. محمد عبد الرازق، استشاري الأمراض الباطنية والقلب، أن الإفراط في تناول القهوة يسبب الكثير من المخاطر على صحة الجسم، وقد تصل إلى الإصابة بالفشل الكلوي، ويكون أكثر عرضة للإصابة به هؤلاء المصابون بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة، مشيرا إلى أن شرب فنجان واحد أو 2 من القهوة والشاي، يحتوي كل منهما على 200 إلى 300 مليجرام يوميا أمر مقبول ولا يوجد منه أي ضرر، حيث تختلف هذه الكمية للأشخاص بحسب الوزن والعمر والحالة الصحية.
هذا وهناك مواعيد محددة لتناول القهوة، فالكثير من الأشخاص يقعون في خطأ تناولها بمجرد الاستيقاظ من النوم، حيث توضح مؤسسة الصحة الألمانية أنه لابد من الانتظار قليلا بعد الاستيقاظ ومن ثم تناول فنجان القهوة، لأن الغدة الكظرية تفرز عند الاستيقاظ هرمون الكورتيزول والمعروف بهرمون “التوتر”، والذي يساعد الجسم على استعادة القدرة على القيام بوظائفه، ويمنح بذلك الجسم طاقته بشكل طبيعي، وبتناول الكافيين بعد الاستيقاظ مباشرة ترتفع نسبة الطاقة في الجسم بشكل مفرط ويؤثر سلبا على صحة الإنسان.