الاثنين 28 مايو 2018 09:12 م بتوقيت القدس
تمارس المؤسسة الإسرائيلية ضغوطها على الإدارة الأميركية بغية منع إتمام صفقة أسلحة وبيع طائرات من طراز "إف-35" لتركيا، حيث تسعى تل أبيب لمنع واشنطن من بيع هذه الطائرات لسلاح الجو التركي، حسبما أفادت صحيفة "هآرتس"، في عددها الصادر اليوم الإثنين.
وأفادت الصحيفة نقلا عن مسؤول كبير في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قوله إن، إسرائيل تشعر بالقلق من تداعيات الصفقة على بيع طائرات "إف -35" للقوات الجوية التركية، كاشفا أنها تتفاوض حاليا مع الولايات المتحدة والأطراف الأخرى، فيما يتعلق ببيع البرمجيات التي ستسمح لتركيا من تحديث وتطوير هذه الطائرة، فيما أكد مصدر في واشنطن، ضالع في القضية، أن "القضية قيد التفاوض".
وعلى الرغم من ذلك إلا أن إسرائيل الرسمية تنفي هذه المعلومات أو أي دور لها لإبطال الصفقة وتواصل نشاطها من وراء الكواليس لمنع الصفقة، علما أن تركيا ستستلم بموجب الصفقة 100 طائرة من طراز"إف-35"، أكدت الصحيفة أن إسرائيل قد لا تستطيع إلغاء او منع الصفقة، لأن تركيا كانت من الدول التي استثمرت في تطوير الطائرة، بمبلغ 195 مليون دولار.
وفي شهر حزيران/ يوليو، سيتلقى سلاح الجو الإسرائيلي من أميركا على منظومة وبرامج متقدمة من شأنها تحسين أداء الطائرة وأنظمة أسلحتها، بيد أن إسرائيل قلقة أيضا من أن تركيا ستتلقى البرنامج أيضا مستقبلا، وكجزء من المفاوضات، حسب الصحيفة، تمت مناقشة إمكانية تزويد الطائرة إلى تركيا بدون البرمجيات، بحيث يتم الحفاظ على وجود فجوة بين تركيا وبين إسرائيل والحفاظ على التفوق الإسرائيلي من خلال امتلاك تلك البرمجيات.
وفي الوقت نفسه، تزداد حدة وموجة الانتقادات في واشنطن جراء بيع هذه الطائرات لتركيا، إذ قدمت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من كلا الطرفين مشروع قانون يهدف إلى تأخير تنفيذ الصفقة. وقال جيمس لانكفورد، عضو مجلس الشيوخ الجمهوري عن ولاية أوكلاهوما الذي وقع مشروع القانون، لصحيفة "هآرتس": "ما يقلقنا هو أن تركيا مرت بتغير كبير للغاية في السنوات الأخيرة، ولا نعرف كيف سيبدو في غضون عام أو عامين". "نحن لا نعرف ما إذا كانوا سيبقون حلفاءنا أو يذهبون في اتجاه مختلف تماما".
وأضاف "عندما نمنح إسرائيل طائرة إف 35 وغيرها من المعدات العسكرية، نعرف كيف ستستخدمها وما ستفعل وما لن تفعله، لذلك ليس لدينا أي تردد، لكن للأسف، لا يمكن قول الشيء نفسه عن تركيا، فإردوغان يغير وجه البلاد، وأعتقد أننا يجب أن نسأل أنفسنا ما إذا كان من الحكمة تقديم معدات عسكرية عالية الجودة إلى بلد يمر بهذا التغيير الدرامي".
ولم يقل لانكفورد ما إذا كانت هناك علاقة بين إسرائيل ومشروع القانون الذي كان يروج له. كما نفت السفارة الإسرائيلية في واشنطن أن إسرائيل تعمل على إحباط الصفقة مع تركيا. ونفى اللوبي الصهيوني الموالي لإسرائيل، "أيباك"، أنه ضالع في الأمر.
وقال: "ليس لدينا أي موقف في هذا الشأن". إلا أن أحد مستشاري السياسة الخارجية في مجلس الشيوخ قال إن المشرعين الأميركيين اتصلوا بمسؤولين إسرائيليين كبار واستمعوا إلى تحفظاتهم حول الصفقة. وقال مستشار سياسي لعضو بمجلس الشيوخ لصحيفة "هآرتس": "الجميع هنا ليس لديه أدنى شك في أن إسرائيل تفضل أن تبقى البلد الوحيد في المنطقة الذي يمتلك هذه القدرة الهجومية"، وأضاف "الإسرائيليون يعرفون كيف يوضحون ذلك بطريقتهم الخاصة".
بالمقابل، نقلت وسائل إعلام تركية، عن مصادر، أنه يمكن لأنقرة أن تسعى لشراء مقاتلات من طراز "سو-57" الروسية، بدلا من المقاتلات الأمريكية "إف-35".
ونقلت صحيفة "يني شفق" التركية عن المصادر قولها، إن تركيا قد تتخذ مثل هذا القرار في حال قررت الولايات المتحدة حظر بيع طائرات "إف-35" لأنقرة، بسبب شرائها منظومات الصواريخ الروسية المضادة للطائرات "إس-400".
وكتبت الصحيفة أن "أنقرة لا تنوي التخلي عن حقها في الطائرات، التي ينبغي أن تحصل عليها في شهر يونيو القادم".
وتعرضت تركيا لانتقادات متكررة من جانب مسؤولين أمريكيين، ومن حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بسبب هذه الصفقة.
وأعلن مساعد وزير الخارجية الأمريكي، ويس ميتشل، منتصف أبريل الماضي، أن شراء أنظمة "إس-400" الصاروخية الروسية من قبل أنقرة قد يؤثر سلبا على توريد طائرات "إف-35" إلى تركيا.
من جانبه، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن بلاده سترد إذا أوقفت الولايات المتحدة مبيعات السلاح لها، وخاصة طائرات "إف-35".