الجمعة 01 يونيو 2018 08:53 م بتوقيت القدس
بحث رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، مساء اليوم، الخميس، "التطوّرات والتموضع الإيراني في سورية"، مع الرّئيس الروسيّ، فلاديمير بوتين.
جاء ذلك في بيانين أصدرهما مكتبا بوتين ونتنياهو، مساء اليوم.
وذكرت المراسلة السّياسيّة لـ"شركة الأخبار" (القناة الثانية، سابقًا) أن المحادثات الروسية-الإسرائيليّة التي وصفت بالمتقدّمة تأتي بغطاء أميركيّ كامل، وأنها تتقدّم في "المسار الصحيح".
وأوضحت أن المدّة الزمنية للتفاهمات الروسية – الإسرائيليّة غير واضحة بعد، وقد تأخذ وقتًا لتنفيذها، لكنها، في نهاية المطاف "ستسفر عن إزالة التهديد الإيراني من سورية".
إسرائيل أبلغت فرنسا: لا مشكلة لنا مع الأسد
أمّا القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، فقد ذكرت أن إسرائيل قد أبلغت حلفاءَها أن لا معارضة إسرائيليّة لبقاء الأسد في الحكم، طالما أن الإيرانيين سيُغادرون سورية.
وذكرت المراسل السياسي للقناة العاشرة، باراك رافيد، عن مصادره، أن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، مئير بن شابات، قد أبلغ نظيره الفرنسي، فيليب آتاين، الأحد الماضي، في القدس، أن إسرائيل لن تعارض بقاء الأسد رئيسًا، بعد انتهاء "الحرب الأهلية" طالما أن الإيرانيين وحزب الله اللبناني "والميليشيات الشيعيّة" (بتعبير بن شابات) سيُغادرون سورية.
ومن المقرّر أن يتصدّر التموضع الإيراني في سورية مباحثات نتنياهو مع الرّئيس الفرنسي، مانويل ماكرون، في باريس، يوم الثلاثاء المقبل، وجاءت زيارة مستشار الأمن القومي الفرنسي للبلاد تحضيرًا لها.
ولفتت القناة العاشرة أن مستشار الأمن القومي الفرنسي أحاط بن شابات عن اللقاء الذي عقد بين بوتين وماكرون، الأسبوع الماضي، وبحثت في جانبٍ منها، محاولة التوصّل إلى اتفاق بتسوية سياسيّة تنهي "الحرب الأهليّة" السورية. واهتمّت فرنسا بأن تعرف الموقف الإسرائيلي من المباحثات الثنائية الفرنسية – الروسية.
وذكرت القناة أن بن شابات أوضح لنظيره الفرنسي أن مشكلة إسرائيل "ليست مع الأسد، إنما مع القوات الإيرانيّة وتموضعها في كل سورية"، وتتشارك إسرائيل، بذلك، في موقفها من نظام الأسد، مع الموقف الروسي، الذي يرى أن الأسد ليس عقبة أمام أي تسوية سياسيّة مستقبليّة في سورية.
وأبلغ بن شابات نظيره الفرنسي أن إسرائيل ستستمر في الضغط عسكريًا وسياسيًا ضد القوّات الإيرانية في سورية حتى يطلب الروس أو النظام السوري من الإيرانيين مغادرة كل سورية.
كما ناقش الجانبان، الإسرائيلي والفرنسي، الأوضاع في لبنان، وأوضحت إسرائيل، خلالها، أنها "لن تسمح ببناء مفاعل صواريخ دقيقة لحزب الله في لبنان" وأن ذلك خطًا أحمرَ.
وتأتي المباحثات الهاتفيّة بين نتنياهو وبوتين بالتزامن مع مباحثات يجريها وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغادور ليبرمان، في العاصمة الروسيّة، موسكو، مع مسؤولين روس رفيعي المستوى، بينهم وزير الدفاع ورئيس الأركان.
وقالت وكالة "تاس" الروسية للأنباء إن شويغو وليبرمان ناقشا الوضع في منطقة خفض التصعيد على الحدود السورية الأردنية، والمناطق التي تحتلها إسرائيل في الجولان السوري، فيما أشارت مصادر إسرائيلية إلى بلورة تفاهمات مشتركة حول اتفاق جديد يتم صياغته بشأن التواجد العسكري جنوب سورية، ومناطق خفض التصعيد.
وألمح محلّل الشؤون الأمنية في صحيفة "معاريف" الإسرائيليّة، يوسي ميلمان، على "تويتر"، أنه خلال اللقاء توصل الطرفان (الإسرائيلي والروسي) إلى تفاهمات جديدة حول مناطق خفض التصعيد والوجود العسكري في جنوب سورية.
وأشار إلى أن التفاهمات تنص على "إبعاد القوات الإيرانية عن خط الهدنة مسافة 20 كيلومترا، عدم بناء أيّة قواعد إيرانيّة دائمة جوية أو صاروخية في سورية، حرية تصرف إسرائيلية في سورية ضد القواعد الإيرانية مشروطة بالتنسيق مع موسكو (بما في ذلك هجمات عسكرية وضربات جوية)".
وبحسب ميلمان فإن روسيا ستنقل التفاهمات الإسرائيلية الروسية إلى رئيس النظام السوري، بشار الأسد، الذي سينقلها بدوره إلى طهران.
وأشار إلى أن التحرك الإسرائيلي في سورية مشروط بعدم استهداف قوات نظام الأسد، إنما القواعد الإيرانية فقط.