الخميس 28 يونيو 2018 17:14 م بتوقيت القدس
قتل 22 مدنياً على الأقل، اليوم الخميس، جراء غارات روسية استهدفت بلدات عدة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في محافظة درعا في جنوب البلاد، في وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وتواصل قوات النظام السوري قصفها الكثيف على مدينة درعا وريفيها الشرقي والغربي لليوم التاسع على التوالي، ما تسبب في خروج ثلاثة مستشفيات عن الخدمة الأربعاء. وتدور اشتباكات عنيفة جنوب المدينة وفي ريفها الشرقي، وسط استمرار نزوح المدنيين والذي تخطى عددهم 45 ألفا خلال أسبوع بحسب الأمم المتحدة. وكانت قوات النظام قد بدأت في 19 يونيو عملية عسكرية في محافظة درعا لاستعادة السيطرة عليها من فصائل المعارضة.
ويعيش نحو 750 ألف شخص وفق الأمم المتحدة، في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة التي تشمل سبعين بالمئة من محافظتي درعا والقنيطرة. وفر 45 ألفا منهم خلال أسبوع بحسب تقديرات المنظمة.
ويتوجه غالبية النازحين وفق الأمم المتحدة إلى المنطقة الحدودية مع الأردن الذي أعلن عدم قدرته على استيعاب موجة لجوء جديدة. وأكد وزير خارجيته أيمن الصفدي الثلاثاء أن "حدودنا ستظل مغلقة ويمكن للأمم المتحدة تأمين السكان في بلدهم".
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن "17 مدنياً منهم، بينهم خمسة أطفال، قتلوا جراء غارة استهدفت قبواً كانوا يحتمون فيه في بلدة المسيفرة الواقعة شرق مدينة درعا".
وأشار الى أن "أكثر من 35 غارة روسية استهدفت البلدة منذ الصباح" غداة خروج مستشفى فيها من الخدمة جراء غارات روسية الأربعاء.
وتعد هذه الحصيلة "الأكثر دموية" منذ بدء التصعيد على محافظة درعا في التاسع عشر من الشهر الحالي.
وبدأت قوات النظام السوري تكثيف قصفها قبل تسعة أيام على ريف درعا الشرقي قبل أن توسع دائرة عملياتها لتشمل مدينة درعا وريفها الغربي.
وانضمت روسيا منذ، السبت، إلى قوات النظام في تنفيذ غارات على مناطق عدة، هي الأولى منذ إعلان وقف لإطلاق النار في جنوب سورية قبل عام، برعاية روسية أميركية أردنية.
وتأتي هذه الحصيلة غداة مقتل 21 مدنياً جراء غارات سورية وروسية على بلدات عدة في درعا.
وتمكنت قوات النظام منذ بدء هجومها من السيطرة على عدد من القرى والبلدات وفصل ريف درعا الشرقي إلى جزئيين. كما تخوض اشتباكات مستمرة قرب قاعدة عسكرية في جنوب غرب مدينة درعا، من شأن السيطرة عليها أن تمكنها من فصل مناطق سيطرة الفصائل في ريف درعا الغربي عن تلك الموجودة في ريفها الشرقي.
سياسياً، ثمة جهود محدودة شهدتها موسكو خلال استقبالها المبعوث الأميركي جون بولتون، لا سيما بعد تحديد موعد لأول قمة خاصة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والأميركي دونالد ترامب، من المتوقع أن يكون للتطورات في سورية حظ وافر منها.
كما تستقبل موسكو قريباً وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، لبحث التطورات في الجنوب السوري. ويأتي ذلك وسط معطيات حول وجود نوع من التفاهم والتنسيق بين الموقفين الروسي والأميركي بشأن الجنوب السوري، يقضي بإطلاق يد روسيا في سورية شرط لجم إيران، مقابل تسهيل روسيا تمرير "صفقة القرن" الخاصة بالقضية الفلسطينية والتي تحضر الإدارة الأميركية لطرحها خلال الفترة المقبلة.