السبت 30 يونيو 2018 21:00 م بتوقيت القدس
اطلعنا على قرار فضيلة القاضي هاشم سواعد المرقوم برقم 1112/2018 م والذّي مفاده منع الزّوجة المستدعى ضدها من السّفر خارج البلاد أثناء إجراءات التّحكيم بلا إذن وموافقة الزّوج.
مؤكّدين على عمق وموضوعية وحكمة ما جاء في قرار فضيلته أنّ سفر المرأة بلا إذن زوجها خارج البلاد مخالفا للكتاب والسّنة والعادات والتّقاليد ويضر بمقاصد الزواج السّامية التي تخدم مصلحة الأسرة بالدرجة الأولى مما يعيق إمكانية الإصلاح بين الزوجين والرجوع لدفء الحياة الزوجية.
وبالوقت نفسه نُدين هذا التطاول على هذا القرار الشرعي والموضوعي والواقعي والمقاصدي.
ويؤسفنا أن يكون وراء هذا القدح بمصداقية القرار من شخصيات قيادية التي من المفترض ألا يكون موقفها عاطفيا يسعى من ورائه كسب تأييد صف أو طرف لمصالح حزبية أو شخصية؛ ولو على حساب الأسرة والمجتمع والمصلحة العامة.
فكم كان بالحري بهذه الشخصيات الجماهيرية والجمعيات النسوية أن تتجرد عن تعصبها وتحترم قرار قاض جدّ وتعب وسهر استشار ذوي خبرات مهنية.
فأيّ أسرة وأيّ مجتمع ننشده إذا ما تركت المرأة الاسرة والبيت وخرجت منه كلّما عنّ لها ضاربة بمصلحة الأسرة عرض الحائط ؟!
وأي أسرة ننشدها إذا سافر الزّوج دون اكتراث واهتمام بمستقبل ومصلحة الأسرة خصوصا وهي تقف على مفترق طرق ؟!
نعم الأصل في الحياة الزوجية الثقة وحسن الظن وشعور كلّ من الزوجين برضا الآخر الضمني عن تصرفه وقراره.
ولكن إذا لم ينجح الزوجان بتوفير هذا المناخ الوديّ من الانسجام والتفاهم والتناغم فلا بدّ حينئذ من لوائح نظامية تضبط مسيرة الحياة الزوجية يرقب وينظر مصلحة الأسرة بحيث لا يكون هنالك تعسف للزوج أو الزوجة باتخاذ قراره وعلى أن يكون كلّ قرار يتخذه أحد الزوجين يصبّ في مصلحة الأسرة.
والعجيب في الأمر أنّ هذه الأصوات المناكفة والمناوءة لكل ما هو شرع لا نسمع لها أثراً ولا وجودا إلا في مواجهة أحكام الشريعة الإسلامية!!
لماذا لا يملك هؤلاء جرأة التدخل في شؤون وقرارات المحاكم اليهودية مثلا ؟!
إنّنا في المجلس الإسلامي للافتاء في الداخل الفلسطيني ممثلا برئيسه وأعضائه وهيئاته الاستشارية محليا وعالميا وكلّ من ينتسب إليه من الائمة والدّعاة والخطباء نقولها بملإ الفم: أحكام الشّرع فوق كلّ الاعتبارات والمصالح والأهواء.
وبالوقت نفسه نبارك لفضيلة القاضي هاشم سواعد هذه الجرأة في مقولة الحق وعدم المداهنة والمساومة والخنوع.
وهذا ما عهدناه فيه وما ننشده دائماً من محاكمنا الشرعية.
المجلس الإسلامي للافتاء في الداخل الفلسطيني
السبت 16 شوال 1439 ه
30.6.2018 م
التعليقات
أللهم لا تشمت بنا أحد30 يونيو 2018
كل إلإحترام كلمة حق ومعتدلة وحكيمة فألمرأة حقوقها محفوظة في ديننا بل وفضلت في كثير من ألآيات وألأحاديث وألحقوق ألتي يطالب بها ألبعض للمرأة هي حقوق زائفة ويراد بها باطل