السبت 07 يوليو 2018 16:40 م بتوقيت القدس
كشفت مجلة "بوليتيكو" الأميركية، اليوم السبت، أن شركة التجسس الإسرائيلية "بلاك كيوب" كانت متورطة في حملة التشهير ضد الملياردير جورج سوروس، في الفترة التي سبقت الانتخابات في هنغاريا.
جاء ذلك نقلا عن موظف في شركة التجسس الإسرائيلية، وعن مصدر آخر وصف بأنه مطلع على التفاصيل.
وبحسب التقرير، فإن عملاء الشركة، التي كانت متورطة في التشهير بمقدمة الشكوى ضد المنتج الأميركي هارفي وينستين، أنشأوا علاقات مع جهات وجمعيات مرتبطة بسوروس بين كانون الأول/ ديسمبر 2017 وحتى آذار/مارس من العام 2018، بأسماء مستعارة، وقاموا بتسجيلهم.
ونشرت مضامين التسجيلات في الصحيفة الرسمية في هنغاريا بموجب أمر من رئيس الحكومة، فيكتور أوربان، (الذي فاز في الانتخابات بأغلبية كبيرة) وذلك لمهاجمة نشاط الجمعيات في الأيام الأخيرة التي سبقت الانتخابات.
وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في موقعها على الشبكة، إلا أنها ليست المرة الأولى التي يرتبط فيها اسم شركة التجسس الإسرائيلية "بلاك كيوب" بفضائح في أوروبا. وكانت تقارير قد نشرت في الأشهر الأخيرة قد أشارت إلى أن عناصر الشركة عملوا على إحباط الاتفاق النووي مع إيران الذي قادة الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، والتشهير برئيس السلطة لمكافحة الفساد في رومانيا، بيد أنها المرة الأولى التي يرتبط فيها اسمها بالتدخل في انتخابات دولة أجنبية.
ونقل عن موظفي الجمعيات والمنظمات التي توجه إليها عناصر "بلاك كيوب" قولهم إن عناصر الشركة توجهوا إليهم بأسماء عربية وأوروبية، وتحدث اثنان منهم فقط بلهجة إسرائيلية. وبحسب الموظفين فإن اللقاءات جرت في فنادق ومطاعم فاخرة في بودابست وفيينا وأمسترادم ولندن ونيويورك.
وجاء أن إحدى عميلات الشركة توجهت إلى مديري جمعيات عرضت نفسها على أنها المدير العامة لشركة "تاورو كابيتال"، وباسم آنا باور.
وقال موظف في الشركة الإسرائيلية، تحدث مع المجلة، إن هذه الأسماء استخدمت في السابق، وأن إعادة استخدام الأسماء هو إجراء متبع في الشركة.
وأكد مصدر مطلع على عمل شركة التجسس أن واحدا، على الأقل، ممن توجهوا إلى موظفي الجمعيات يعمل في شركة "بلاك كيوب".
وأشار التقرير إلى أن الشركات التي ادعى عملاء "بلاك كيوب" أنهم يعملون بها ليست قائمة فعلا، كما أن حساباتها في شبكة التواصل الاجتماعية "لينكد إن" ومواقع الشركة قد تم محوها بعد وقت قصير من اللقاءات، وجرى قطع خطوط هواتف العملاء بعد اللقاءات أيضا.
وادعى المصدران اللذان اعتمدت عليهما المجلة في تقريرها أنهما لا يعرفان من هو الزبون الذي طلب القيام بحملة تشهير ضد سوروس والجمعيات المرتبطة به، وما إذا كانت الحكومة الهنغارية متورطة بالقضية.
كما تبين أن عميلي الشركة اللذين عرضا نفسيهما على أنها موظفان في شركة "Orion Venture Capital" توجها إلى مواطن هنغاري يدعى دنش بلاش، والذي يترأس منظمة ممولة من قبل سوروس، وقدما له بطاقات زيارة تحمل عنوان الشركة في شارع "وورويك" 46 في لندن. وبعد نشر تسجيلات المحادثات مع دنش تم محو كل ذكر للشركة على الشبكة.
وبحسب الوثائق التي فحصتها مجلة "بوليتيكو"، فإن اسم الشارع يظهر في أعمال أخرى لشركة التجسس. ففي رسائل البريد الإلكتروني لإحدى ضحايا المنتج الأميركي وينستين ظهر اسم الشارع في توقيع العميل الذي أجرى اتصالا معها. وتبين أن العنوان يخص مبنى تابعا لشركة "Regus" التي تعرض مكاتب للإيجار لفترات قصيرة. وفي المحادثات مع جهات أخرى في جمعيات سوروس قدمت عناوين لمكاتب "Regus" في برلين ومدريد وباريس والبحرين.
ونقل عن موظف سابق في شركة "بلاك كيوب" قوله إن الشركة الإسرائيلية تستخدم خدمات تأجير المكاتب في أحيان متقاربة. وبحسبه فإنه لا يتم استخدام المكاتب نفسها، وإنما من المتبع استخدام عناوين مكاتب "Regus" في الرسائل التي ترسلها.
وبحسب شركة تأجير المكاتب "Regus" فإن شركة "Orion Venture Capital" لا تظهر في سجلاتها. كما أن رقم الهاتف الذي قدم لدنش لم يعد متاحا، في حين أن رقما آخر تم استخدامها يحول المكالمات الهاتفية إلى البريد الصوتي لرقم آخر.
وبحسب الموظف نفسه، فإن "بلاك كيوب" تشغل محللا مختصا بشؤون هنغاريا في مقر الشركة في تل أبيب.
وادعى متحدث باسم شركة التجسس أن الحديث عن جزء صغير من نشاط الشركة بما يتعلق بالصراعات المالية لسوروس في عدة دول، وأنه لا علاقة لذلك بالانتخابات. كما ادعى أن الشركة تعمل بموجب القوانين المحلية لكل دولة، وذلك استنادا لوجهات نظر محامين رائدين في العالم.
إلى ذلك، أشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أنه في قضية تدخل الشركة في السياسة الرومانية، فإن اثنين من موظفيها قد اعتقلا في رومانيا بشبهة التجسس، في حين فر ثالث من هناك. وفي أعقاب الاعتقال أقرت "بلاك كيوب" بأن الحديث عن اثنين من موظفيها، وحكمت عليهما محكمة رومانية بالعمل في خدمة الجمهور.