الخميس 02 اغسطس 2018 19:01 م بتوقيت القدس
لُغَتي رَصاصٌ وَالحُروفُ زِنادُ.. وَالشِّعْرُ بارودٌ لَظاهُ مِدادُ
وَالقَوْلُ في فَصْلِ الخِطابِ قَنابِلٌ.. في جَنْبِها كُلُّ الكَلامِ رَمادُ
لا يَعْتَريها الوَهْنُ ما ازْدَحَمَ العِدا.. أَوْ سَدَّ رَحْبَ الـمَشْرِقَيْنِ سَوادُ
لُغَتي حِرابٌ في الـمَآلِ غَوالِبٌ.. خَضَعَتْ لِفَصْلِ بَيانِها الأَشْهادُ
قَدْ صاغَها الخَلَّاقُ لا مَخْلوقُهُ.. هَلْ يَسْتَوي بِالقائِدِ الـمُنْقادُ؟
لا يَسْتَوي ذو الصَّوْتِ قِيسَ بِأَبْكَمٍ.. لا يَسْتَوي الـمَوْقودُ وَالوَقَّادُ
قَدْ صاغَها الغَلَّاب غالِبَةَ اللُّغى.. لَمْ تُعْلَ مُذْ نَهَضَتْ بِها الآمادُ
وَمُغالِبُ الغَلَّابِ مَهْزومٌ إِذا.. حَمِيَ الوَطيسُ وَجَلْجَلَ الـمِنْجادُ
وَمُغالِبُ الغَلَّابِ رَذْلٌ صاغِرٌ.. حِلْفُ النُّكوصِ سُلاحَهُ سَرَّادُ
ما سادَتِ الغَوْغاءُ يَوْمًا في الوَرى.. إِلَّا إِذا داسَ الحِجَى أَوْلادُ
قُلْ لِلَّذينَ تَكالَبوا في شَطْبِها.. لَنْ تَبْلُغوا لَوْ قُدَّتِ الأَكْبادُ
سَتَظَلُّ نِبْراسَ العُلى وَرُقاتِها.. وَبِنورِها يَسْتَرْشِدُ الإِرْشادُ
إِنْ كانَ أَوْجَعَكُمْ سِنانُ بَيانِها.. وَانْتابَكُمْ مِنْ وَهْجِها الإِقْعادُ
أَوْ أُقْعِدَتْ نَهَضاتُكُمْ عَنْ شَأْوِها.. أَوْ حاصَرَتْ تَنْهاضَكُمْ أَوْتادُ
فَلَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ أَقْصى جُهْدِكُمْ.. عَبَثُ الصِّغارِ وَلَغْوُهُمْ وَفَسادُ
وَالجِدُّ عَنْ لَهْوِ الصِّغارِ مُنَزَّهٌ.. لا يَعْتَريهِ النَّقْصُ وَالإِفْسادُ
وَالضَّادُ رَأْسُ الجِدِّ تاجُ وَقارِهِ.. مُذْ كانَ فَهْوَ لِخَطْوِها سَجَّادُ
وَهْيَ الـمُعينَةُ لا الـمُعانَةُ لِارْتِقا.. حينَ البَقِيَّةُ فَقْرُها مُعْتادُ
ما عازَها مَدَدٌ وَلا افْتَقَرَتْ لَهُ.. أَوْ عازَها الأَعْوانُ وَالأَعْضادُ
فَهْيَ الفَصاحَةُ لا فَصاحَةَ بَعْدَها.. وَهْيَ البَيانُ وَإِنْ أَبى الأَوْغادُ
سَتَظَلُّ كَوْثَرَنا وَأَعْذَبَ مَوْرِدٍ.. يَسْعى إِلَيْهِ وَيَقْصِدُ الوُرَّادُ
وَتَظَلُّ أَغْلى دُرَّةٍ ما سامَها.. ذو العَقْلِ إِلَّا عازَهُ التَّنْقادُ
وَتَظَلُّ الَارْفَعَ لا تُطاوِلُها لُغًى.. وَرَفيعَةٌ في العالَـمينَ الضَّادُ
يا ذا الخَساسَةِ وَالنَّتانَةِ وَالخَنى.. شالَتْ ثَمودٌ في الـمِزانِ وَعادُ
فُقْتَ السَّوالِفَ وَالخَوالِفَ خِسَّةً.. وَاجْتَزْتَ أَعْلى ذِرْوَةٍ وَتَكادُ
لَوْ تَسْتَطيعُ- خَسِئْتَ- نَسْفَ سَمائِها.. لَنَسَفْتَها، لكِنَّها الـمِرْصادُ
قَصَمَتْ ظُهورَ الأَشْرَمينَ فَأَصْبَحوا.. عِبَرًا تُقَصُّ عَلى الـمَلا وَتُعادُ
لَمْ تُبْقِ نَيْرونًا يُحَرِّقُ رومَةً.. لَمْ تُبْقِ أَشْرَمَ هَدْمَها يَرْتادُ
ما كُنْتَ أَوَّلَ أَشْرَمٍ في شَرْقِنا.. وَمُشَيِّدٍ فَوْقَ الَّذي قَدْ شادوا
أَوْ كُنْتَ رَمْزَ أَصالَةٍ وَمُؤَصَّلًا.. وَسِجِلُّ كَنْعانِ الهَوى رَصَّادُ
وَوُجودُنا كَنْعانُ يَعْرِفُ أَنَّهُ.. بَدْءُ الوُجودِ بِأَرْضِهِ لا الْ هادوا
شَرِّعْ وَزَوِّرْ ما اسْتَطَعْتَ خِتامُهُ.. إِقْرارُ نَفْيِ النَّفْيِ لا الإِفْنادُ