الخميس 23 اغسطس 2018 08:01 م بتوقيت القدس
ردّت إيران، امس الأربعاء، على قول المستشار الأمني للرئيس الأميركي دونالد ترامب، جون بولتون، إن واشنطن ستُمارس أقصى الضغوط على طهران بشكل يتجاوز العقوبات الاقتصادية، وحذّرت موضحةً أنها ستضرب أهدافا أميركية وإسرائيلية إذا تعرَّضت لهجوم من الولايات المتحدة.
وتشهد الحرب الكلامية بين الولايات المتحدة وإيران، تصاعُدًا في الحدة، منذ إعلان ترامب في أيار انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الموقع بين طهران وست قوى عالمية، واصفًا إياه بأنه معيب.
وعاود الرئيس الأميركي فرضَ عقوبات على طهران لخنق اقتصادها وإجبارها على إعادة التفاوض أو تغيير سياساتها. وقوبل التغير الأميركي، الذي بدَّد انفراجة حذرة بين البلدين بعد عقود من العداء، بتحد من طهران رغم تجدد الاضطرابات بسبب المصاعب الاقتصادية وأثار قلق قوى كبرى أخرى لا تزال الشركات فيها تبحث فكرة الانسحاب من التعامل مع طهران.
ونقلت "رويترز" عن مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، قوله، إن معاودة فرض العقوبات الأميركية له تأثير قوي على اقتصاد إيران وعلى الرأي العام هناك، مُضيفًا خلال زيارة لإسرائيل أنه "يجب ألا يكون هناك شك في رغبة الولايات المتحدة في حل المسألة سلميا لكننا مستعدون تماما لأي احتمالات من جانب إيران".
وقال بولتون: "نتوقع أن يدرك الأوروبيون، مثلما تدرك الشركات في كل أنحاء أوروبا، أن الاختيار واضح جدا بين التعامل مع إيران والتعامل مع الولايات المتحدة".
وكانت واشنطن قد فرضت عقوبات جديدة تستهدف صناعة السيارات الإيرانية وتجارة الذهب والمعادن الثمينة ومشتريات طهران من الدولار الأميركي، وقال ترامب إن الولايات المتحدة ستفرض حزمة أخرى من العقوبات، ستكون أقوى، في تشرين الثاني، وتستهدف مبيعات النفط الإيراني وقطاع البنوك.
وتُحاول قوى أوروبية إقناع إيران بالبقاء في الاتفاق عن طريق ضمان حصولها على منافع اقتصادية كافية تدفعها لذلك، وثبت مدى صعوبة ذلك بسبب قلق شركات أوروبية كثيرة من العقوبات الأميركية واسعة النطاق. وانسحبت مجموعة النفط الفرنسية توتال من مشروع كبير للغاز في إيران.
وكان رجل دين إيراني كبير، يُنظر له على أنه مقرب من الزعيم الأعلى علي خامنئي، قد قال للمصلين خلال صلاة العيد في طهران: "ثمن الحرب مع إيران باهظ جدا بالنسبة لأميركا (...) يدركون أنهم إذا ألحقوا أقل ضرر بهذا البلد (...) فسيتم استهداف الولايات المتحدة وحليفها الرئيسي في المنطقة، النظام الصهيوني".
وفي وقتٍ سابق، قال الحرس الثوري الإيراني إنه قد يضرب مدنا إسرائيلية بصواريخ إذا تعرض لتهديد. كما أن لإيران وكلاء في المنطقة بينهم جماعة حزب الله اللبنانية.
واليوم الأربعاء، ذكر الحرس الثوري، أنه سيستمر في زيادة القدرات الدفاعية للبلاد ولن يستسلم للضغوط على برنامجه للصواريخ الباليستية.
وقال خامنئي، في الأسبوع الماضي، إن الولايات المتحدة ستتجنب الدخول في صراع مباشر بسبب قوة إيران العسكرية، وبيّن أنه "لن تكون هناك حرب (...) لم نشن حربا قط وهم لن يواجهوا إيران عسكريا".
ووضعت حملة ترامب لعزل إيران وإصابة اقتصادها بالشلل الخصمين القديمين على مسار تصادمي؛ يخشى الموقعون الأوروبيون على الاتفاق النووي من أنه قد يزيد خطر اندلاع حرب أشمل في الشرق الأوسط.
اتفاق ”متساهل مع إيران“
بموجب الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015، قيدت إيران برنامجها لتخصيب اليورانيوم تحت إشراف الأمم المتحدة مقابل رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها، إلا أن ترامب ندّد بالاتفاق باعتباره متساهلا أكثر مما ينبغي مع إيران ولن يثنيها عن تطوير قنبلة رغم أن مفتشي الأمم المتحدة المعنيين بعدم الانتشار النووي أكدوا مرارا إن إيران ملتزمة بشروط الاتفاق.
وأوضح رجل الدين أحمد خاتمي أن عرض دونالد ترامب، إجراء محادثات مباشرة مع زعماء إيران غير مقبول ما دام الرئيس الأميركي يريد من طهران التخلي عن برنامجها الصاروخي ونفوذها الإقليمي.
وقال خاتمي: "يقول الأميركيون: يجب عليكم القبول بما نقوله في المحادثات. هذا ليس تفاوضا بل ديكتاتورية"، بحسب ما نقلت وكالة "ميزان" للأنباء.
وقال ترامب إن على إيران الكف عن التدخل في حربي سورية واليمن في إطار سياسة خارجية لدعم حلفائها في المنطقة، ولم تذعن إيران لضغوط ترامب رغم أن الاقتصاد يعاني من ارتفاع معدل البطالة والتضخم إضافة إلى خسارة الريال نصف قيمته منذ نيسان.
وفي الأسابيع القليلة الماضية، تظاهر آلاف الإيرانيين؛ احتجاجا على الارتفاع الحاد في أسعار بعض المواد الغذائية ونقص الوظائف والفساد الحكومي. وكثيرا ما تحولت الاحتجاجات على غلاء المعيشة إلى مظاهرات مناهضة للحكومة.
وقال بولتون: "أظن أن الآثار، خاصة الاقتصادية، أقوى مما توقعنا (...) لكن النشاط الإيراني في المنطقة ما زال عدوانيا: ما يفعلونه في العراق وفي سوريا ومع حزب الله في لبنان وفي اليمن وما هددوا بفعله في مضيق هرمز".
يُذكر أن المضيق يُعدُّ ممرا مائيا إستراتيجيا لشحنات النفط، التي هدد الحرس الثوري الإيراني بمنع مرورها ردا على دعوات الإدارة الأميركية لحظر كل صادرات النفط الإيراني.