الاحد 02 سبتمبر 2018 21:46 م بتوقيت القدس
إن من أهم أسس رقي المجتمعات وتقدمها هو تماسكها الداخلي ووحدة أفرادها، مع الإقرار بوجود نقاط اختلاف ونقاش مستمر، هذا التماسك مدعاة الى الألفة والتعاون ، من منطلق الشعور الفردي والجماعي بالمسؤولية والأمانة تجاه هذا المجتمع ، وتزداد المسؤولية علينا في الداخل الفلسطيني ما لمجتمعنا من خصوصية في هذه البلاد إذ يواجه تحديات كثيرة ومختلفة ،غير خافية على أحد ، ويزداد الواجب في الحفاظ عليه ومواجهة تلك التحديات والتقدم فيه ، فنحن أهله نعيش فيه ويعيش فينا ولا وطن لنا سواه .
وإننا نلحظ جميعا أن هناك بعض الظواهر المرضية السلبية تعصف بمجتمعنا مستهدفة تماسكه، إن هي بفعل أيدينا ، بقصد أو بغير قصد ،أو من مخطط مدروس ، من عنف ومخدرات وتفكك أسري وتضييق اقتصادي وعمالة ... ، انتقالا إلى دائرة الإجرام المنظم وارتباط البعض حتى في لقمة عيشه مع العالم السفلي ، مرورا بلغة التخوين وضرب العمل الجماعي ، هدفها تمزيق نسيجنا الاجتماعي وإشغالنا واستنزاف مقدراتنا وأوقاتنا لتصرف بوصلتنا واهتماماتنا عن قضايانا المصيرية المرتبطة بثوابت شعبنا وأمتنا.
هذا لا يعني اليأس ونفض اليد من مجتمعنا ، ومن الخطير التركيز على السلبي القليل وإن كان بارزا ، ونهمل ونتجاهل – بقصد او بغير قصد – الجوانب الإيجابية والقدرات الهائلة فينا ، حتى باتت القناعة عند البعض أن الموت او الفشل والانحلال هي السمة البارزة لمجتمعنا ، ويسوّقون هذا الشعور ، مع الاسف.
إن هذا الواقع يتطلب منا الوعي الكامل والانتباه والتحذير من الأمرين معا ، الظواهر المرضية ولغة اليأس والتيئيس والإحباط والتخوين ، مع العمل الإيجابي وإظهاره ، وهذا يتأتى من خلال التربية الأسرية والمسؤولية الزوجية ، ودور المربين في الهيئات التعليمية ووسائل الإعلام المختلفة.
وللعمل الجماعي دوره الكبير، من خلال الخطط والبرامج الهادفة المنطلقة من ثقافتنا وقيمنا التي نشأ ونجح من خلالها محيطنا الذي نعيش فيه ( والبعض يريد ان ننسلخ منها ونبقى اسرى التقليد والتبعية ) ، لتصل فكرة أهمية الوطن في حياتنا وغرس حبه والتفاني والتضحية في سبيل الحفاظ عليه ورقيه وازدهاره ، وإشاعة لغة الحوار والتعاون والتكافل الاجتماعي والتعاون مع أهل الإصلاح ، مع التحذير من أهل الفساد والإفساد وخطورة دورهم والبعد عنهم.
وليس خافيا أن بذل كل الجهود الطيبة لا تعني بالضرورة سرعة قطف الثمار، فعملية الهدم قديمة ومستمرة ، ومهمة الإصلاح دائما أصعب ، المهم أن نكثف العمل ونبدأ التغيير.
وانطلاقا من هذه القناعات يعمل حزب الوفاء والإصلاح من خلال خطط وبرامج واضحة تركز على الوعي الوطني والحفاظ والانتصار لهويتنا وثوابتنا الوطنية ، والإصلاح الاجتماعي وتعزيز قيم الاحترام والاخلاق الحميدة والترابط المجتمعي، توعية وتطبيقا بين شرائح المجتمع المختلفة ، وتحميل كل دوره وواجبه ، متعاونين ومتواصلين مع الخيرين من أبناء شعبنا ، افرادا وهيئات وأحزابا ، ونجتهد ان نؤدي واجبنا ونوصل رسالتنا ما استطعنا الى ذلك سبيلا ، مع صعوبة الظرف والواقع ، ولكن متفائلون وكلنا أمل ، فمجتمعنا يملك القدرات والمقدرات اذا اجتمعت ووظفت بإيجابية ، ولن نيأس ، وسنحقق أملنا بالصبر والمثابرة .
وإننا ، من باب المسؤولية والغيرة ، نوجه نداء الى كل المؤسسات والجهات المسؤولة الغيورة في مجتمعنا ، أننا على استعداد للمساعدة والتعاون وتوظيف خبراتنا وقدراتنا للمساهمة في نشر الوعي وتعزيز الهوية والانتماء.