قال رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، اليوم الثلاثاء إن مشروع المقاومة كان يُخطط لإسقاطه في الشتاء الماضي، مبيناً قطاع غزة لم يرد أن يكتب أنه وقف صامتًا أمام نقل ترمب السفارة الأمريكية للقدس المحتلة.
وأضاف السنوار خلال لقاء مع الشباب، "نجاح شعبنا في غزة استطاع أن يحول تحدي ومؤامرة إحداث فتنة داخلية إلى فرصة لمواجهة الاحتلال وخاصة عند نقل السفارة الأمريكية"، متابعاً "بعد أن وصل مسار المصالحة لطريق مسدود كان يخطط لإحداث انفجار داخلي في غزة من عدة أطراف ولكن مسيرات العودة افشلت المخطط".
وأكد أن "مسيرات العودة خيارنا وخيار فصائلنا وشعبنا ومثلت حالة تحدي للاحتلال ومؤامرات تصفية القضية"، كاشفاً "جهات فلسطينية رسمية تعاونت مع المخابرات الصهيونية لإفشال المصالحة وكنا ندرك أن تفجير جيب اللواء توفيق أبو نعيم كان يهدف لتفجير المصالحة واجتزنا ذلك وأكدنا على خيار المصالحة رغم العقبات والصعوبات".
وبين السنوار "منذ اللحظة الأولى لتفجير موكب رامي الحمد الله كان باديًا أنها قتلت عملية المصالحة ونعرف أن من نفذ ذلك بجهد مشترك بين الشاباك وفاعلين ومتنفذين من جهاز المخابرات العامة"، لافتاً إلى "استطعنا عبر تشكيل غرفة العمليات المشتركة بين فصائل المقاومة في قطاع غزة وقف محاولات الاحتلال تغيير معادلات قواعد الصراع وتثبيتها وتحريكها لصالحنا".
وأكد "حالة الضغط التي أوجدناها بمسيرات العودة بالإضافة إلى البالونات والطائرات الورقية وموجات التصعيد العسكري للمقاومة جعلت الاحتلال يقف ويفكر مليا لبحث حلول لغزة وجعل الاحتلال يدرك فشل سياسته تجاه غزة"، مبيناً "مسيرة العودة مثلت جدار صد وسد منيع أمام المؤامرات ولولاها لكان وضع القضية أسوأ بعشرات المرات فقد جاءت للحيلولة دون حالة الانهيار الكبير للقضية".
وتابع "عقب مسيرة العودة بات العالم يتحرك مدعيا أنه يريد حل مشكلة قطاع غزة وهو الذي يريد أن يحل مشكلة الاحتلال جراء حالة الضغط التي تمثلها غزة وقلنا لملادينوف وظيفتك تغيرت فبدلًا من المبعوث الأممي لعملية السلام بت مبعوث الأمم المتحدة للحيلولة دون الحرب".
وشدد السنوار "حوصرنا على مدار 12 عامًا وحرم أطفالنا من دواء السرطان أشهر وسنوات والعالم الظالم لم يعرنا أي اهتمام بينما تحرك لإيجاد حلول لأزمة الاحتلال.. والوسطاء كانوا يأتوا عدة مرات في اليوم عندما كان الضغط الشعبي على الاحتلال قويا والآن الضغط تراجع بإرادتنا لإتاحة الفرصة للأطراف لكسر الحصار".
وأوضح "ملادينوف حينما كان الضغط على الاحتلال جاء الرجل مرتين في اليوم والآن لأننا خففنا الضغط لم يحضر منذ ٣ أسابيع".
وأشار إلى أن المقاومة "تستطيع في دقيقة واحدة أن نقلب الطاولة على رؤوس الاحتلال وتثبيت وقف إطلاق النار يعني عدم العودة لمربع الحصار مطلقًا واتخذنا قرارًا بأن الحصار يجب أن يكسر بعز عزيز أو ذل ذليل ومن لا يعجبه ليشرب من بحر غزة أو سنجلعه يسف من رمله".
وتابع "اقول بشكل واضح حتى اللحظة لا يوجد اتفاق ولا صيغة اتفاق لوقف إطلاق النار حتى اللحظة.. وطرح علينا أن جهة معينة ستقدم رواتب موظفي غزة إلا أننا لا نصارع ونقاتل على رواتب ولن نقبل باتفاق دون أن يتضمن فرصة 50 ألف عمل جديدة وحتى ينتهي الحصار يجب حل مشكلة رواتب موظفي السلطة وموظفي غزة سريعا".
وأكد السنوار، "من يظن أن هناك حديث عن مطار في "إيلات" وغيرها هو جاهل ولا يعلم شيئًا، الحديث الآن يدور حول ممر مائي بين غزة وقبرص وحل مشكلة أونروا حلًا جذريًا ومطالبنا المبدئية لتثبيت تفاهمات 2014 توفير رواتب الموظفين سواءً حكومة غزة ورواتب موظفي السلطة بالقطاع مع حل مشكلة الموازنات التشغيلية للوزارات".
وشدد "رغم أننا لا نريد حرب لكننا مستعدون لصد اي عدوان وأننا قادرون على أن نجعل من يفكرون بذلك أن يندموا ندما شديدا"، متابعاً "كل ما يتم بحثه في القاهرة دون دفع أي ثمن سياسي ولا أحد يتحدث عن أي اتفاقيات سياسية مع الاحتلال ولو وافقنا على شروط الرباعية وتسليم الأنفاق والصواريخ لحُلت أمورنا لكننا لا نزال متمسكون بالعودة وحقوق شعبنا".
وحول تصريحات حركة فتح.. قال رئيس حركة حماس في غزة "في الآونة الأخيرة كان هناك تصريحات صاخبة لمتحدثين بفتح حول عدم الجلوس مع حماس ونحن أولى بكثير أن يُجلس معنا.. وللأسف البعض لم يترك الا 1% للاتفاق مع شعبنا والباقي مع الشاباك "في إشارة للقاء رئيس السلطة محمود عباس مع رئيس الشاباك".
ولفت "من الواضح أن الأمور الآن لا تسير بالوتيرة المطلوبة للمصالحة لكن نحن لم ولن نفقد الأمل حتى تحقيق هذا المسار الوطني وندعو لعقد مجلس وطني يشمل الفصائل كافة دون استثناء فنحن نريد منظمة تحرير تمثل الجميع".