علق صحفي إسرائيلي الخميس، على مرور 25 عاما على توقيع اتفاق (أوسلو) للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقال الصحفي الإسرائيلي في صحيفة “إسرائيل اليوم” أمنون لورد في مقال له، إنه “بعد 25 سنة من التوقيع على الاتفاق في ساحة البيت الأبيض، جرت بضع جدالات عابثة في وسائل الإعلام”، مؤكدا أن “ذلك لا يجدد عمليا أي شيء”.
وأضاف لورد أن “المجتمع الإسرائيلي يمر بتغييرات كثيرة منذ منتصف السبعينات في القرن الماضي”، مشيرا إلى أن زعيم الفلسطينيين ياسر عرفات استثمر اتفاق أوسلو في عام 1994 لصالحه، حينما جلب معه في السيارة “إرهابيين” اثنين، بخلاف تام مع اتفاق إقامة السلطة الفلسطينية.
وتابع قائلا: “في غضون أقل من سنة من توقيع الاتفاق تبلور نمط سلوك إسرائيلي من التنازل والمساومة، وهذا ما شجع عرفات على الخداع، من خلال فحص حدود السلوك الإسرائيلي لاكتشاف ثغراته”، لافتا إلى أن “عرفات قال في خطابه في يوهانسبرغ إن الاتفاق مع اليهود هو بمثابة اتفاق خدعة”.
وذكر لورد أن “المؤسسة الأمنية الإسرائيلية نظرت باستخفاف لإيديولوجية منظمة التحرير الفلسطينية”، مبينا أن “رابين فكر بمفاهيم الحكم الذاتي، ولكن مجرد التوقيع مع المنظمة الفلسطينية أعاد حق العودة للاجئين الفلسطينيين وحقي القدس والكفاح المسلح”.
واعتبر أن “الهوية الفلسطينية الحديثة، نشأت في نار ما بعد الأيام الستة، وتركزت على الكفاح المسلح”، متسائلا: “هل يمكن للسلطة الفلسطينية التي أقامتها منظمة التحرير أن تتنكر لجذور الثورة الفلسطينية؟”.
وأردف الصحفي الإسرائيلي قائلا: “حتى اليوم يرفضون في جهاز الأمن ولا سيما في اليسار الإسرائيلي، أن يستوعبوا أن الفلسطينيين يعملون وفقا لاستراتيجية الكفاح بعيد المدى”، منوها إلى أن “الفلسطينيين يخوضون كفاحا سياسيا وحربا دعائية وكذلك قانونية أمام إسرائيل”.
وأكد أن “إسرائيل ولا سيما اليسار فيها، منح منظمة التحرير الشرعية الدولية، مثلما حدث تماما في غزة التي أصبحت قاعدة صواريخ”، مضيفا أنه “في عام 1993 لم يكن أحد يتصور أن منظمة التحرير في موقف يمكنها فيه أن تسحب الشرعية من إسرائيل”.
وشدد لورد على أننا “أصبحنا اليوم أمام ائتلاف من منظمات فلسطينية تثير النزاع الداخلي في عمق المجتمع الإسرائيلي، وذلك بعد 25 سنة من توقيع اتفاقية أوسلو”، معتبرا أن ذلك شكل “ربع قرن من السذاجة”.