الاثنين 17 سبتمبر 2018 21:47 م بتوقيت القدس
أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الأحد، أن الضربات المكثفة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على مواقع في سورية، خلفت أكثر من 113 قتيلا من القوات الإيرانية والقوى الموالية والتابعة لها، خلال الشهرين الماضيين.
وأشار المرصد إلى أن "إسرائيل استأنفت الضربات الصاروخية والجوية الإسرائيلية التي استهدفت من خلالها مواقع ومستودعات ومنصات صواريخ تابعة للقوات العسكرية الإيرانية والميليشيات الأفغانية والآسيوية والعراقية وحزب الله اللبناني، في عدة مناطق في شمال سورية ووسطها وفي الجنوب السوري والبادية، وذلك منذ مطلع نيسان/ أبريل من العام الجاري 2018".
وأوضح المرصد أن المواقع المستهدفة إسرائيليا، مؤخرًا، هي "محيط مطار دمشق الدولي وضواحي العاصمة دمشق، ومستودعات أسلحة وذخيرة في ضواحي بانياس، جبال مصياف في الساحل السوري، ريف حماة الغربي، "مركز اطمئنان للدعم" التابع للحرس الثوري الإيراني والواقع على مقربة من مطار النيرب العسكري عند أطراف مدينة حلب الشرقية، مطار المزة العسكري، منطقة الهري بريف دير الزور".
ذلك بالإضافة إلى "مناطق في ريف القنيطرة الشمالي والأوسط، ومطار الضبعة العسكري بريف حمص الجنوبي الغربي، وحرم ومحيط مطار التيفور العسكري بالقطاع الشرقي من ريف حمص، واللواء 47 ومنطقة سلحب في الريف الغربي لحماة، ومواقع قرب بلدتي حضر وخان أرنبة، ومدينة البعث في ريف القنيطرة، ومنطقة الكسوة بريف دمشق، ومنطقة مطار الضمير العسكري، ومثلث ‘درعا – القنيطرة - ريف دمشق الجنوبي الغربي"، مطار حلب الدولي، كما ضرب انفجاران كل من مطار حماة العسكرية وموقعا للقوات الإيرانية في ريف حلب الجنوبي".
قتلى في صفوف الحرس الثوري والمجموعات الموالية
وذكرت وكالة (تسنيم) الإيرانية للأنباء، الأحد الماضي، أن عنصرين من الحرس الثوري الإيراني قتلا خلال معارك في سورية، ودفنا في محافظتي ألبرز وكرمان، دون أن تشير إلى تاريخ ومكان مقتلهما.
ووفقًا لأرقام غير رسمية، فإن ألفين و400 عسكري إيراني على الأقل لقوا حتفهم في سورية منذ العام 2011.
فيما قدّر المرصد أعداد القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها من جنسيات لبنانية وعراقية وأفغانية وإيرانية وآسيوية، في سورية بأكثر من 32 ألف مقاتل غير سوري.
وأشار المرصد إلى أنه "منذ انطلاقة الثورة السورية (آذار/ مارس 2011) وحتى اليوم (17 من أيلول/ سبتمبر)، قتل الآلاف من القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها".
وقدر المرصد عدد القتلى في صفوف القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها، بما لا يقل عن 8004 من العناصر غير السوريين المنضوين تحت راية الحرس الثوري الإيراني، بما يشمل الميليشيات التابعة لها من أفغان وعراقيين وآسيويين"، بالإضافة إلى 1665 على الأقل من عناصر حزب الله اللبناني.
سياسة الـ"نأي بالنفس" الإسرائيلية... دعاية فارغة
واعترفت إسرائيل مؤخرا باستهداف مواقع عسكرية في سورية، وقال مصدر عسكري في الجيش الإسرائيلي قبل نحو أسبوعين إن قواته نفذت 200 غارة على أهداف إيرانية في سورية خلال العام الماضي.
وأوضح أنه تم إسقاط ما يقرب من 800 قنبلة وصاروخ، معظمها من طائرات مقاتلة على أهداف في سورية.
وتسعى إسرائيل، بحسب التصريحات التي تصدر عن المسؤولين السياسيين والأمنيين، إلى القضاء على إمكانية تعزيز إيران تواجدها العسكري في سورية، وبناء منشآت وقواعد عسكرية ثابتة، خاصة قرب الحدود في الجولان المحتل.
فيما أشارت تقارير صحافية إلى أن إسرائيل قدمت دعمها المادي والعتاد العسكري لأكثر من 12 مجموعة مسلحة نشطت في الجنوب السوري.
وأوضحت التقارير أن الدعم الإسرائيلي تواصل لمدة طويلة وانقطع خلال تموز/ يوليو الماضي، بالتزامن من نشر قوات نظام الأسد، قواته بمحاذاة خط وقف إطلاق النار وفض الاشتباك الموقع بين إسرائيل وسورية عام 1974.
وتسعى إسرائيل، من خلال هذه التسريبات، إلى إبراز ما تصفه بـ"دورها الفاعل" في سورية، رغم التصريحات الإسرائيلية الرسمية التي أكدت أكثر من مرة على سياسة "النأي بالنفس" عن المعارك التي دارت في الجنوب السوري سابقًا، وفي مختلف أماكن اندلاعها في العمق السوري، والتركيز على دورها "المحوري" الهادف إلى حفظ مصالحها في ما يتعلق بمخرجات المباحثات الثلاثية التي أجرتها الولايات المتحدة مع الجانبين الروسي والأردني، من جهة، ومن جهة أخرى المباحثات التي تجريها الأطراف الفاعلة عسكريًا في الساحة السورية وهي تركيا وإيران وروسيا، والمقرّر أن تجتمع في طهران نهاية الأسبوع الجاري.
استهداف طائرة إيرانية
وأوردت "شركة الأخبار" الإسرائيلية (القناة الثانية سابقًا)، الأحد الماضي، أنباء تفيد بأن إسرائيل دمرت الليلة الماضية طائرة نقل إيرانية من طراز بوينغ، بعد ساعات من هبوطها في مطار دمشق الدولي.
وأشارت القناة أيضا إلى أن الغارة الإسرائيلية استهدفت مخازن سلاح في حظائر طائرات بالمطار (ورشات ومخازن مخصصة للصيانة)، تم تمويهها بوضع شعارات الأمم المتحدة وشركة النقل العالمية DHL على سطحها، كما أظهرت صور أقمار صناعية نشرتها القناة.
ونسبت القناة هذه الأنباء لتقارير لم تحدد مصدرها، فيما أعلنت أن الجيش الإسرائيلي رفض الرد على استفساراتها حول الغارة قائلا إنه "لا يعلق على تقارير كهذه".
وحسب القناة كان يفترض أن يتم تسليم السلاح الذي نقلته الطائرة الإيرانية إلى دمشق إما للنظام السوري أو لميليشيات موالية لطهران تقاتل إلى جانبه في سورية.
وكانت وكالة أنباء النظام السوري (سانا) قالت إن إسرائيل قصفت مطار دمشق الدولي، مساء السبت.
ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري لم تكشف عن هويته قوله "وسائط دفاعنا الجوي تصدت لعدوان صاروخي إسرائيلي على مطار دمشق الدولي وأسقطت عددا من الصواريخ"، دون مزيد من التفاصيل.
وعاودت القوات الإسرائيلية استئناف تصعيد ضرباتها مستهدفة مواقع معينة، على الأراضي السورية، ضمن التصعيد المتواصل منذ مطلع نيسان/ أبريل الفائت من العام الحالي 2018.