الثلاثاء 18 سبتمبر 2018 18:42 م بتوقيت القدس
عبر المسؤولون الروس اليوم، الثلاثاء، عن غضبهم تجاه إسرائيل، في أعقاب سقوط طائرة "إيل-20" الروسية في سورية، قتل جميع العسكريين الـ15 الذين تواجدوا فيها، بنيران مضادات جوية أطلقها جيش النظام السوري باتجاه طائرات إسرائيلية نفذت غارة ضد موقع في مدينة اللاذقية. والملاحظ أنه تزايدت وتيرة الغارات الإسرائيلية في سورية في الآونة الأخيرة.
وتم التعبير عن هذا الغضب الروسي من خلال استدعاء وزارة الخارجية الروسية للسفير الإسرائيلي في موسكو، غاري كورين. واللافت في هذا السياق أن الموقع الإلكتروني لصحيفة "هآرتس" أفاد بأن وزارة الخارجية الإسرائيلية نفت استدعاء الخارجية الروسية لسفيرها في موسكو.
ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن المتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية قوله إن "إسرائيل لم تنبه قيادة مجموعة القوات الروسية في سورية بشأن العملية المخطط لها. تم استلام إشعار عبر ‘الخط الساخن’ قبل أقل من دقيقة واحدة من الهجوم، الأمر الذي لم يسمح بإبعاد الطائرة الروسية إلى منطقة آمنة". وأضاف أنه "نتيجة للأعمال الإسرائيلية غير المسؤولة، قتل 15 جنديا روسيا"، وأن روسيا "تقيّم التصرفات الاستفزازية لإسرائيل على أنها عدوانية. ونترك لنفسنا حق الرد"، من دون أن يوضح كيف سيكون هذا الرد أو طبيعته.
وسبق استدعاء السفير، اتصال هاتفي بادر إليه وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، مع نظيره الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان. وبحسب بيان وزارة الدفاع الروسية، فإن شويغو قال خلال المحادثة إنه "على الرغم من الاتفاق بين إسرائيل وروسيا حول منع الحوادث الخطيرة بينهما، تم إبلاغ الجانب الروسي فقط قبل دقيقة من توجيه المقاتلات الإسرائيلية ‘إف-16‘ ضربات على سورية". وحمل شويغو إسرائيل المسؤولية عن سقوط الطائرة ومقتل الجنود الروس.
ويذكر في سياق حديث شويغو عن الاتفاق الروسي – الإسرائيلي، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، زار موسكو للقاء الرئيس فلاديمير بوتين، أكثر من ست مرات، وعُقدت عشرات اللقاءات بين عسكريين روس وإسرائيليين، منذ بدء التدخل الروسي في سورية، في 30 أيلول/ سبتمر عام 2015. وأعلن الجانبان، منذ بداية هذه اللقاءات، أن هدفها التنسيق بين الجيشين ومنع اصطدام بينهما.
ويبدو من بيانات وتصريحات الروس، إن كان ذلك على لسان شويغو أو المتحدث باسم الخارجية، أن الروس ليسوا غاضبين من الغارات الإسرائيلية، وإنما من سقوط الطائرة، الليلة الماضية، بنيران المضادات الجوية للنظام، بالخطأ. لكن روسيا لم تندد بالغارات الإسرائيلية المتواصلة في سورية. إذ أن اللقاءات التنسيقية الروسية – الإسرائيلية كان هدفها الأساسي منع حوادث كالتي حصلت الليلة الماضي، أي حدوث صدام جوي بين روسيا وإسرائيل في الأجواء السورية. وبحسب الروس، فإن غضبهم ازداد بعدما اتضح لهم أن الطائرة الإسرائيلية "اختبأت" من الصواريخ المضادة السورية خلف الطائرة الروسية التي تم إسقاطها.
"الغارات الإسرائيلية ستتواصل"
رغم أن إسرائيل، وخاصة وزارة الأمن والجيش فيها، لم تعقب على تفاصيل إسقاط طائرة "إيل-20" الروسية، إلا أنها استخدمت جهاز "المحللين العسكريين" الموالين والمجندين للدفاع عن عدوانية إسرائيل. وكتب رون بن يشاي، المحلل العسكري في موقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني، نقلا عن "مسؤولين موثوقين ومطلعين، وهم متخصصون في تفعيل منظومات جوية" قولهم إن الاتهامات الروسية "لا أساس لها". ورأى بن يشاي أنه "بالإمكان الافتراض أن هذا الحدث غير المألوف لن يؤثر مباشرة على عمليات الجيش الإسرائيلي لإحباط التمركز الإيراني في سورية. وربما ستتغير إجراءات تنسيق وتوثيق وسائل الحذر (الإسرائيلية – الروسية)، ولكن ليس أكثر من ذلك".