لستُ أدري كيف أبحث عن الحقيقة .... أهو ماضينا هكذا ؟ أم خيال لا عِلم لي به ؟ أم حُلم كان من ذكريات لم أعثر لها على أثر؟

قلمي أبى أن يرسم صورة غير واقعية وتعطلت لغة الكلام , لكن هناك حزن داخلي يرغمك على الكتابة رغم الحقيقة لواقع الأمور.
عزيزتي القارئة.
عزيزي القارئ.
أردتُ أن أطبع صورة جميلة عن حال مجتمعنا التي لم ير من جمالها لا إنس ولا جن , لكن أغمضت عيني وتنهدت لعلي أحظى بالحقيقة قبل الخيال كالسراب دون مطر.
أحيانا" قد نمر بظروف تعكر علينا صفو الحياة وتسلب منا السعادة طالما حلمنا لنحققها.
إذا تأملنا ما ينزل بنا من ضيق الحال , وقلة الراحة من سوء المعاملات الإجتماعية , وكساد في الأسواق , وما يحدث من غلاء وركود في التجارة ... بمعنى آخر بلاءات متتالية سأسحب هذه الصورة الجميلة لأطبع صورة صادقة لكنها تعيسة من هموم أنقشها على صخرة صلدة لتبقى درسا" للعقل والبشر.
العزيز في هذه الأيام النكدة والعصيبة أصبح ذليلا .... والأذلاء لبسوا لباس السلاطين ليعثوا في الأرض فسادا.أحوال الناس مبتدعة وفي ذلة وهوان , السخيف يخاطب الجمهور كأنه تقي عفيف , وفي غالب الأحوال يتبعه الكثيرون من أصحاب الغش والخداع لهم معاصي دون رقيب ولا حسيب, هؤلاء صورة من الرجال يمدحون بعضهم البعض لا هيبة ولا هيئة لهم .
هذه هي أفعالنا القبيحة دون إستحياء , وفضائح دون ورع , نطأطئ رؤوسنا وأعناقنا خوفا" من الإنسان .
سياستنا مصالح وصراع على منصب , إغراء وغش واحتيال وتآمر على بعضنا البعض.
يرسب الناجح , وينجح الراسب , لأن الشهادات في أغلب الأحيان مزورة ويبدأ مجتمع مزيف ذو مصالح شخصية يعتنق الجهالة ويتمسك بالخيانة ويختار القرارات الغير صائبة وفي بعض الأحيان غير شرعية.
الوعود متكررة دون رصيد لأن الواعد لم يف بوعده والموعود ينسى .
نحن شعب تحولنا إلى فصائل وأحزاب متنازعة , لا صديق ولا رفيق , ولا نخجل من بعضنا البعض , مبادئنا وقيمنا تحولت إلى مناصب , لا نعترف بهموم الناس وبقضاياهم .
العنف والعداء يتعمق ويتغلغل بين الشباب , وضاعت الملفات جميعها لأننا طوينا صفحات الأسباب وحرقنا الأخضر قبل اليابس في سبيل القتال والإنقسام .لا نخجل من تجارة السموم والمخدرات, لا نخجل من تجارة السلاح المدمر , لا نخجل من تفاقم الحقد والكراهية, لا نخجل بقول الزور والتشهير , لا نندم على فعل الشر , لا نحترم بيوت الله , الإرتباط العاطفي والزواج سريع , وفي المقابل الطلاق أسرع من البرق.
مشاكل الأبناء من سوء تربية الآباء , تدهورت العلاقات بين الجيران , بيوتنا هموم وعزاء لا تطاق , معاملاتنا جلبت الويل والسوء والنقمة والتعاسة , لا صبر كي نمنع الشر قبل حدوثه , هدر الدم أصبح عادي لأن لا سلام ولا أمن ولا إطمئنان , والباطل هدد الأبرياء بدون ذنب إقترفوه.
هذا حال مجتمعنا إلّا من رحم ربي .
وما ربك بظلام للعبيد .
مودتي واحترامي : سليم غرابا

الكلمات الدلالية :