الاثنين 15 اكتوبر 2018 15:35 م بتوقيت القدس
قالت "هيئة تحرير الشام" إنها قد تلتزم ببنود الاتفاق الذي توصلت إليه روسيا وتركيا لمنع هجوم لقوات النظام السوري على إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، حيث أعلنت عن موقفها بالتزامن من انقضاء مهلة بهذا الشأن اليوم الإثنين.
ويأتي هذه الموقف للهيئة على الرغم من القصف بقذائف الهاون الثقيل الذي سجل، أمس الأحد، من المنطقة العازلة على مناطق سيطرة النظام السوري في منطقتي ريف حلب وريف حماة.
وقالت الهيئة، وهي تحالف تقوده جماعة كانت تعرف في السابق باسم "جبهة النصرة" وكانت تابعة لتنظيم "القاعدة"، إنها اتخذت موقفها بعد "التشاور مع باقي المكونات الثورية".
ورغم أن الهيئة لم تذكر بوضوح أنها ستقبل بالاتفاق، فقد أشارت إلى سعيها لتوفير الأمن لسكان المنطقة الخاضعة لسيطرتها، وقالت إنها تقدر الجهود الرامية لحماية المنطقة في إشارة على ما يبدو إلى جهود تركيا.
وقالت الهيئة في بيان إننا "إذ نقدر جهود كل من يسعى في الداخل والخارج إلى حماية المنطقة المحررة ويمنع اجتياحها وارتكاب المجازر فيها، إلا أننا نحذر في الوقت ذاته من مراوغة المحتل الروسي أو الثقة بنواياه ومحاولاته الحثيثة لإضعاف صف الثورة".
وأضافت الهيئة أيضا: "لن ننسى فضل من ساندنا وناصرنا وهاجر إلينا، فهم منا ونحن منهم، لهم ما لنا وعليهم ما علينا".
وكانت جماعة رئيسية أخرى في إدلب من المعارضة المسلحة ومتحالفة مع تركيا، تعرف بالجبهة الوطنية للتحرير، قد أعلنت بالفعل تأييدها للاتفاق.
ويؤسس الاتفاق لمنطقة منزوعة السلاح بعمق يتراوح بين 15 و20 كيلومترا في المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة، والتي يتعين إخلاؤها من كل الأسلحة الثقيلة والجماعات المسلحة حتى اليوم الإثنين.
وسعت تركيا لإقناع "هيئة تحرير الشام" بالالتزام بالاتفاق الذي أعدته مع روسيا الحليف الرئيسي للحكومة السورية لتجنب شن هجوم تخشى تركيا من أنه ربما يتسبب في موجة جديدة من اللاجئين باتجاه حدودها.
لكن الهيئة شددت في بيانها، الذي أصدرته عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، على تمسكها "بخيار الجهاد" وأنها لن "تتخلى" عن أسلحتها أو "تسلمها".
وتعد إدلب وما يجاورها من مناطق آخر معقل للمعارضة السورية المسلحة، ويعيش فيها نحو ثلاثة ملايين شخص أكثر من نصفهم نازحون.
وفي الأسبوع الماضي، قالت تركيا إن المنطقة منزوعة السلاح قد أقيمت، وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن المنطقة فعالة ولم يتم التخطيط لعمليات عسكرية واسعة النطاق في إدلب.
وقالت الحكومتان التركية والروسية إن قوات من البلدين ستقوم في نهاية المطاف بعمل دوريات في المنطقة.