الاحد 04 نوفمبر 2018 13:13 م بتوقيت القدس
تُعتبر لوحة "الحفلة الموسيقية" للرسام، يوهانس فيرمير، أغلى قطعة فنية مسروقة في العالم، ومع مضي نحو ثلاثة عقود على سرقتها، يُشتبه اليوم بأنها بحوزة حركة التحرر الإيرلاندية، الجيش الجمهوري الإيرلندي (آي أر أيه).
وجاء ذلك في مقال كتبه الصحافي، جون ويلسون، في صحيفة "ذي غارديان" البريطانية، تناول فيه تفاصيل اللوحة التي تدور الشبهات أن أحد أشرس رجال العصابات في الولايات المتحدة، سرقها عام 1990 من متحف إيزابيلا ستيوارت غاردنر في بوسطن.
وسُرقت اللوحة التي تُقدر قيمتها بنحو 200 مليار دولار، مع عدّة أعمال فنيّة أخرى، ليبلغ إجمالي قيمة هذه الأعمال، نحو نصف مليار دولار، مما جعلها أكبر سرقة للفن في التاريخ، إضافة إلى أنها السرقة الأعلى قيمة لملكية خاصة في الولايات المتحدة.
ورغم المكافئة التي عُرضت لقاء الإبلاغ عن معلومات حول اللوحات المسروقة والتي بلغت 10 مليون دولار، إلا أن الأعمال ما زالت مُختفية دون معرفة الجناة الذين تنكروا بزيي رجال شرطة عند تنفيذ عملية السرقة.
وارتبط اسم واحد على مدار السنوات منذ اختفاء هذه الأعمال الفنية، بعملية السرقة، وهو رجل العصابات الأميركي من أصل إيرلندي، جيمس "وايتي" بولغر، الذي قُتل الأسبوع الماضي، داخل السجن بعد أن كان يقذي حُكما بالسجن المؤبد، لإدانته بقتل 11 شخصا.
وكان "وايتي" يتزعم عصابة أميركية-إيرلاندية، يُقال إنها بثت الذعر في مدينة بوسطن لأكثر من 10 أعوام منذ سبعينيات القرن الماضي، لكنه كان أيضا عمل كمخبر لمكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي"، الذي مكنه من النيل من خصومه في عالم الإجرام بهذه الطريقة.
واختفى "وايتي" لمدّة 16 عاما بعد أن قُبض على عصابته عام 1995، واعتبر من أخطر الرجال الذين أدرجوا على لائحة المطلوبين لدى الـ"إف بي آب"، حتى اعتقاله عام 2011 بمكان اختبائه في سانتا مونيكا، ورغم العثور على مئات آلاف الدولارات والأسلحة والذخيرة بحوزته، إلا أن المحققين لم يعثروا على لوحة فيرمير المسروقة، أو أي من الأعمال الفنية الأُخرى.
ومع أن "وايتي" لم يعترف بسرقة المتحف، إلا أن أحد المُحققين البريطانيين، تشارلز هيل، الذي استقال وأصبح يعمل كمحقق خاص مُختص بسرقة الأعمال الفنية، يدعي أن رجل العصابات كان أحد المتورطين في السرقة.
وأشار هيل إلى أن "وايتي كان متعاطفا مع الـ'آي آر إيه'، وأحب أن يرتبط بالقضية (الإيرلاندية)، وكان متورطا في صفقات أسلحة ومخدرات شُحنت إلى الجمهورية الإيرلاندية".
ويعتقد هيل أن الأعمال الفنية أُرسلت إلى إيرلندا مع "عصابة" متعاونة مع الجيش الجمهوري الإيرلاندي، وبعد "أن اعترضت البحرية الإيرلاندية، شحنة أسلحة وذخيرة قبالة ساحل مقاطعة كيري في عام 1984 ، شعر بأنه مدين لأصدقائه في الجمهورية. أعتقد أنه قدم لهم اللوحات".
وقال هيل إنه "لا يوجد دليل قاطع على ذلك ، لكني أحارب جريمة الفن سواء كانت عقلانية أو غير عقلانية".
ويستند هيل في ادعاءته إلى شبكة من العلاقات مع عملاء في العالم السفلي، وهو على قناعة تامة بأن الكنوز الفنية المسروقة من متحف غاردنر، مُخبئة في الجمهورية الإيرلاندية.
وأضاف هيل أنه حتى لو لم يكن "وايتي" متورطا في عملية السرقة بشكل مباشر، كان سوف "ينهب الشحنة" بعد سرقتها بفترة وجيزة نظرا لقوة سيطرته الإجرامية في بوسطن.
وتجدر الإشارة إلى أن "وايتي" قُتل عن عمر يناهز الـ89 عاما، في سجن فيدرالي في ولاية فرجينيا، بعد على يد أحد القتلة المأجورين لدى المافيا، والذي يُقال إنه يكره "الواشين".